بغداد ـ الموصل ـ « القدس العربي» ـ وكالات: قتل عدد من العراقيين وجرح آخرون، أمس الجمعة، في تفجيرين تبناهما «الدولة الإسلامية» استهدفا بابل و كربلاء، فيما جرى تصفية اثنين من قياديي التنظيم و9 من مساعديهم في قصف في محيط جامع النوري وسط الموصل.
وقالت مصادر أمنية عراقية، إن «امرأة فجرت حزامها الناسف في سوق مزدحمة في بلدة المسيب، في بابل، ما أسفر عن مقتل 31 وإصابة 35.».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، أن «اعتداء إرهابيا (نفذه) انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في السوق الكبير لقضاء المسيب» أدى إلى مقتل عدد من المواطنين. فيما أكد ضابط برتبة نقيب في شرطة المسيب، ومصدر طبي في المستشفى المحلي، إصابة 34 شخصا بجروح في الهجوم. +وقال حيدر محمد (35 عاماً) كان قرب موقع الانفجار: «رأيت شخصا يرتدي ملابس رياضية ويسير بارتباك وبعد دقائق وقع الانفجار، وكان هذا الشخص بين القتلى». وذكر عباس ساجد (30 عاماً)، شاهد عيان صاحب محل تجاري وسط السوق «رأيت على بعد حو إلى أربعين مترا، كتلة من النار ارتفعت وسط حشد من الناس وتطايرت بعدها جثث الضحايا». وأضاف أن «البعض هرب راكضا فيما تصاعدت النيران من جسده فيما تناثرت أشياء في كل مكان».
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤولية التنظيم عن الهجوم، إضافة إلى هجوم انتحاري آخر/ وقع في وقت متزامن تقريبا في محطة للحافلات وسط كربلاء. ولم تحدد الوكالة هوية منفذي الهجومين.
وقالت مصادر أمنية إن أربعة أشخاص أصيبوا في تفجير كربلاء، وقال أحد ضباط الأمن إن المنفذة امرأة أيضا أخفت القنبلة تحت ملابسها.
وأعربت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة علي السيستاني، عن اسفها إزاء الهجمات.
وقال الخطيب أحمد الصافي، معتمد المرجعية الشيعية في كربلاء أمام آلاف من المصلين في صحن الامام الحسين وسط كربلاء: «نأسف للانفجارات التي وقعت وننبه القوات الأمنية إلى أخذ الحيطة والحذر لأن الإرهاب لا دين له ولا أخلاق ولا ذمة ويستخدم كل شيء للنيل من الأبرياء».
وأضاف «على الإخوة في الأجهزة الأمنية محاسبة الإرهابيين حتى تؤمن البلاد والعباد». وفي بغداد، قال مصدر في الشرطة العراقية، إن شخصين قتلا بينهم عنصر في الشرطة وأصيب 7 آخرون باعمال عنف متفرقة في بغداد. وأوضح النقيب في شرطة بغداد نزهان الخضر إن «شرطيا قتل وأصيب 3 آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة الرشيد جنوبي بغداد». وأضاف أن «مدنيا لقي مصرعه بهجوم مسلح نفذه مجهولون في منطقة حي البساتين شرقي بغداد». وفي حادث امني آخر، قال المصدر إن «4 مدنيين أصيبوا بجروح مختلفة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت محلات تجارية في قضاء المدائن جنوب شرقي بغداد». وفي تطورات معركة الموصل، قال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت إن اثنين من قياديي تنظيم «الدولة» و9 من مساعديهم قتلوا في قصف في محيط جامع النوري وسط الموصل في الساحل الأيمن من المدينة.
وقال في بيان صحافي «إن قوات الشرطة الاتحادية قتلت الإرهابي يعرب الخاتوني مسؤول ما تسمى فرقة نهاوندو الإرهابي المكنى بأبي أمل مسؤول الأمن و9 آخرين اثر قصف موجه استهدف ثكنة لهم في محيط جامع النوري «.
في الموازاة، أفاد ضابط في الجيش العراقي، أن عددا من مواقع «الحشد الشعبي» تعرضت إلى هجمات من قبل عناصر تنظيم «الدولة» غرب الموصل . وقال الملازم أول في الفرقة التاسعة في الجيش سمير داوود المحسن، إن «مسلحي تنظيم الدولة شنوا هجوما على مواقع الحشد الشعبي في محيط قريتي ام غربة والويبدة غرب مدينة الموصل مستخدمين عجلات مفخخة وأخرى تحمل اسلحة متوسطة». وأوضح أن «اشتباكات بين فصائل الحشد الشعبي وعناصر تنظيم الدولة اندلعت لأكثر من 3 ساعات بعد محاولة المسلحين السيطرة على طريق استراتيجي في المنطقة الحدودية مع سوريا». وأشار إلى أن «مسلحين من الدولة هاجموا في الوقت ذاته مخفر تل صفوك الحدودي مع سوريا بمشاركة عدد من الانتحاريين». وتابع أن «عددا من عناصر الحشد الشعبي أصيبوا بجروح بينما قتل عدد من مسلحي تنظيم الدولة بعد ان تدخل الطيران الحربي العراقي ودمر عددا من العجلات المفخخة والسيارات التي تحمل أسلحة مختلفة للتنظيم». إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة، أن طيران «التحالف الدولي» قصف عدة مواقع تابعة لتنظيم «الدولة» ما أدى إلى مقتل 21 عنصرا من التنظيم في منطقة عانه التابعة لمحافظة الأنبار.
وحسب مصادر «طيران التحالف الدولي نفذ طلعات جوية طالت تجمعات لداعش في منطقة عانه في اطار العمليات الاستباقية لتحرير ما تبقى من مدن الانبار، وتمكنت من قتل 21 من داعش». يأتي قصف التحالف الدولي في إطار العمليات التي تهدف إلى تحرير كامل الموصل من تنظيم «الدولة» بعد تحرير الجانب الأيسر من المدينة في شهر كانون ثان /يناير الماضي . إنسانياً، بين «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» (غير حكومي)، إن نحو 50 طفلا فقدوا خلال المعارك بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة» في مدينة الموصل. وأضاف المرصد، في تقرير إن «المعارك المتواصلة في الموصل تسببت بفقدان العشرات من الأطفال، وحسب معلومات قدمها ذوو هؤلاء الأطفال وأشخاص تكفلوا بالبحث عنهم، فإن عددهم يقدر بنحو 50 طفلا».
ونقل التقرير عن مصدر طبي يقدم الاستجابة العاجلة للهاربين من مناطق النزاع قوله، إنه يسمع يومياً عن فقدان طفل أو طفلين أثناء هربهم مع عوائلهم من مناطق نفوذ «التنظيم». وأوضح المصدر الطبي أنه لا توجد هناك أي جهود للعثور على الأطفال المفقودين، لافتا إلى أن ذويهم يبحثون لفترات قصيرة عنهم ثم يتوقفون بسبب عدم تقديم المساعدة لهم. وحسب المرصد فإن أحد وجهاء محافظة صلاح الدين (شمال) يأوي منذ أكثر من شهر في منزله 6 أطفال بعد أن أعدم تنظيم الدولة» والدهم ووالدتهم، دون الإشارة إلى المكان الذي قدموا منه.
ولا يزال الآلاف ينزحون يوميا من الجانب الغربي للموصل، حيث تدور المعارك العنيفة في آخر معاقل «داعش» وهي حيي «الشفاء» و»الزنجيلي» فضلا عن المدينة القديمة. ويسلك المدنيون دروبا خطرة للغاية من أجل الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات العراقية.
وتشن القوات العراقية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة لطرد «الدولة» من الموصل، وهي آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في العراق. واستعادت القوات العراقية النصف الشرقي من المدينة في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تقاتل منذ فبراير/شباط الماضي، لانتزاع النصف الغربي.
القدس العربي