شذى خليل*
تشهد وزارة النفط العراقية تقدما ملموسا واضحا في ادائها منذ ان اصبح وزيرها الخبير النفطي المستقل جبار لعيبي ، الامر الذي انعكس ايجابيا على الاقتصاد العراقي.
وتعمل الوزارة بخطوات علمية مدروسة لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها البلد ، والنهوض بالتنمية الحقيقية لاقتصاده، والتخطيط لزيادة الايرادات المالية للشركات الوطنية، وتشكيل مجالس ادارات الشركات التي تملك الصلاحيات اللازمة وفق قانون رقم 22 ، وعقد الاتفاقيات، او عقود الشراكة مع نظيراتها العربية والاقليمية والدولية وفقا لضوابط القوانين والتشريعات.
واكد لعيبي ان الوزارة لن تقبل بالشركات الخاسرة بانتهاء العام الحالي ، وستعمل جاهدة لتذليل العقبات التي تواجهها، مبينا ان عام 2018 سيشهد نجاحا في جميع الشركات التابعة لوزارة النفط .
وشدد على ان الخصخصة لا تطبق دفعة واحدة، ويتم تطبيقها على مراحل”، معربا عن اعتقاده بأنها “خطوة ملحة للغاية، وأمر مهم؛ للتحسين الأداء في محطات الوقود ومرافق البنية التحتية لتسويق النفط ، مما يسهم في تطوير قطاع الطاقة.
وقال الوزير في مشاركته بمنتدى بطرسبرغ في الاول من حزيران/يونيو الحالي ان انه تمت الدعوة لشركات روسية للمساهمة في إعادة إعمار العراق وخاصة قطاع الطاقة، موضحا ان إعادة النظر في اتفاق تخفيض إنتاج النفط يعتمد على ما ستسفر عنه لجنة مراقبة خفض الإنتاج في أوبك.
واعرب لعيبي عن أمله في استمرار الاتفاق حتى يمكن رفع أسعار النفط، كاشفا عن أن “هناك اجتماع للجنة في شهر تموز/يوليو المقبل، وهي التي ستقدر إذا كانت هناك حاجة للمراجعة”.
واضاف ان هناك جملة من العوامل تسهم في انخفاض أسعار النفط، وأهمها وجود مخزون يقدر بثلاثة ملايين برميل من النفط يومياً لدى دول أوبك، و زيادة الإنتاج من النفط الصخري في الولايات المتحدة، معرباً عن أمله بانخفاض المخزون وبالتالي ارتفاع أسعار النفط.
ولفت لعيبي الى وجود تنسيق بين بلاده وروسيا حول موضوع أسعار النفط، وان هناك تنسيقا مباشرا بين الجانبين، موضحا انه يتصل بشكل مستمر مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وهناك اتفاق حول الأسعار، وروسيا لديها الرغبة بالتنسيق مع أوبك وهناك مصالح مشتركة مع المنظمة، ورؤى مشتركة في هذا المجال
واكد لعيبي على هامش مؤتمر للطاقة ببغداد التخطيط، زيادة طاقة إنتاج الخام إلى 5 ملايين برميل يوميا قبل نهاية عام 2017، وان “العراق سيواصل بالتوازي مع ذلك خطط التنقيب لزيادة احتياطاته بنحو 15 مليار برميل في 2018 لتصل إلى 178 مليار برميل، مشيرا الى أن “خطط زيادة الطاقة الإنتاجية من الحقول الموجودة تشمل خطة لحقن مياه البحر”.
وتوقع وزير النفط العراقي، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي تعافي أسعار النفط في عام 2018، على ضوء تمديد دول «أوبك» وخارجها اتفاق خفض الانتاج لـ 9 أشهر مقبلة ، وأن يساعد ذلك على استقرار السوق.
ويدعم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عملية تخفيض إنتاج النفط لتقليص الفائض في السوق العالمية و تمديد تخفيض الإنتاج بما يتماشى مع أي قرار تتخذه منظمة “أوبك”.
وقال وزير النفط ان «أوبك مستعدة للتدخل في حال هبطت أسعار النفط بشكل حاد». وكانت دول «أوبك» وخارجها توصلت في اجتماعها، يوم 30 تشرين الثاني الماضي، إلى ان الاتفاق يقضي خفض حجم إنتاجها من النفط بنحو 1,8 مليون برميل يوميا، اعتبارا من مطلع عام 2017، في حين اتفقت الدول من خارج المنظمة على أن يبلغ حجم التخفيض الإجمالي لإنتاجها من النفط 558 ألف برميل يوميا، منها 300 ألف برميل من جانب روسيا.
وفي السياق ذاته ، قال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش إنه لا يعتقد أن الاتفاق العالمي على خفض إنتاج النفط سيتغير إذا هبطت أسعار الخام، مضيفا :«إذا نزلت الأسعار فلا أعتقد أننا سنعدل الاتفاق».
بالإضافة الى ان شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت اتفقت على استكشاف وتطوير خمسة حقول في إقليم كردستان وذلك في سعيها لتصبح لاعبا رئيسا في واحدة من أحدث المناطق النفطية وأسرعها نموا في العالم.
ووقعت مع حكومة إقليم كردستان اتفاقات تقاسم إنتاج لخمس مناطق امتياز، مبينة انها ستستهدف التنقيب عن الغاز أيضا في المستقبل».
وقال الرئيس التنفيذي لروسنفت وأحد أقرب الحلفاء للرئيس للروسي إيجور سيتشن إن «الشركة توسع التعاون مع كردستان بعدما وقعت في وقت سابق هذا العام اتفاق تمويل مسبق بضمان مبيعات النفط الكردية لمصافي روسنفت في ألمانيا.
وتطمح “أوبك” خفض مخزونات النفط العالمية إلى متوسطها لخمس سنوات لكنها تواجه صعوبات حتى الآن في تحقيق ذلك، فيما وتحوم المخزونات قرب مستويات قياسية مرتفعة لأسباب من بينها زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة التي لا تشارك في اتفاق الخفض.
وهنا يأتي تأكيد لعيبي وعزمه واصراره على عدم قبول وجود شركات نفطية وطنية خاسرة في نهاية العام 2017، موعزا الى الشركات النفطية الوطنية بذل أقصى الجهود من أجل الارتقاء بمستوى الأداء وزيادة الإيرادات المالية دعما للاقتصاد الوطني.
واشار الى “إن هيئة الرأي في الوزارة قررت عدم قبول وجود شركات نفطية خاسرة تحت أية أعذار أو مبررات في ظل الظروف والتحديات الاقتصادية والمالية الصعبة التي تواجه بلدنا، وأن الوزارة حثت الشركات التي تعاني انخفاضا في إيراداتها المالية وهي “شركة الناقلات النفطية، وشركة المعدات الهندسية، وشركة الحفر العراقية، وشركة المشاريع النفطية، وشركة توزيع المنتجات النفطية، وشركة تعبئة الغاز، وشركة تسويق “النفط ” على العمل لمعالجة ذلك في مدة أقصاها نهاية العام الحالي 2017
واكد لعيبي “ضرورة اتخاذ مجالس إدارات الشركات التي تمتلك الصلاحيات اللازمة وفق القانون رقم 22 خطوات عملية وتكثيف جهودها في الاتصالات والحوار مع نظيراتها العربية والإقليمية والدولية وصولا الى حلول ناجعة وخيارات صحيحة نحو عقد اتفاقيات أوعقود شراكة مع هذه الشركات وفق القوانين والتشريعات النافذة، بما يضمن الارتقاء بمستوى الأداء وتطوير العاملين فضلا عن زيادة الإيرادات المالية المتحققة” وأشار الى أن “قيادة القطاع النفطي ستدعم وتساند جميع الخطوات والجهود الخيرة التي تصب في هذا الاتجاه”.
وتابع وزير النفط: “ان الاستثمارات المشتركة بين الشركات الوطنية ومثيلاتها العالمية ستسهم في النهوض بمستوى أداء الشركات الوطنية والارتقاء بها الى مصاف الشركات العالمية الرصينة، تعزز من موقعها على خريطة تنفيذ المشاريع الكبيرة وتحقيق الأهداف المخطط لها”.
وأضاف لعيبي: “ان الوزارة بدأت خطوات عملية في هذا الاتجاه من خلال عقد اتفاق شراكة بين شركة ناقلات النفط العراقية، والشركة العربية لنقل البترول، وكذلك إبرام عقد بين شركة تسويق النفط “سومو” وإحدى الشركات الروسية للتسويق المشترك للنفط العراقي وتطوير أداء العاملين.
وشدد لعيبي على “ضرورة اتخاذ مجالس إدارات، مشيرا الى أن “قيادة القطاع النفطي ستدعم وتساند جميع الخطوات والجهود الخيرة التي تصب في هذا الاتجاه”.
ويشير الوزير الى الوزارة بدأت باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه بعقد اتفاق شراكة بين شركة ناقلات النفط العراقية والشركة العربية لنقل البترول، وإبرام عقد بين شركة تسويق النفط (سومو) وإحدى الشركات الروسية للتسويق المشترك للنفط العراقي وتطوير أداء العاملين”.
ووفقاً لبيان على موقع وزارة النفط العراقية ، اكد وكيلها لشؤون الاستخراج، انها تُخطط لرفع الطاقة التصديرية لميناء العمية في البصرة إلى أكثر من مليون برميل يومياً، مبينا أن شركة نفط البصرة تقوم حالياً بعمليات التأهيل والتطوير لميناء العمية؛ للوصول لمعدلات كبيرة، وان “طاقة الميناء الحالية تبلغ 250 ألف برميل يومياً، ونعمل على إنهاء مشروعات مد أنابيب جديدة وإنشاء محطات ضخ وخزانات إلى أكثر من 600 ألف برميل خلال الفترة المقبلة”.
وتُخطط وزارة النفط العراقية لرفع الطاقة الإنتاجية لحقل اللحيس النفطي في جنوب العراق إلى نحو 120 ألف برميل يومياً خلال الأشهر القليلة القادمة، تم اكتشاف حقل اللحيس في عام 1961، ويقوم بتزويد الشبكة الوطنية لتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز، بطاقة 35 مليون قدم مكعب قياسي باليوم
وان الطاقة الإنتاجية الحالية لميناء اللحيس تبلغ نحو 100 ألف برميل يومياً، ويُخطط العراق لزيادة طاقة إنتاج الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً قبل نهاية العام الجاري.
يُذكر أن إنتاج النفط العراقي ارتفع خلال العام الحالي 36%، مقارنة بإنتاجه في عام 2014، وان حجم الاحتياطات النفطية العراقية ارتفع في 19 فبراير الماضي، إلى 153 مليار برميل.
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية