عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: استعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» أغلب الأحياء التي خسرها ليل الإثنين / الثلاثاء في مدينة الرقة شمال شرق سوريا.
وقال سكان محليون، أمس الثلاثاء، إن «تنظيم داعش استعاد شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة والمنصور وسط المدينة، وإن قوات سورية الديمقراطية تراجعت الى منطقة السور الأثري شرق المدينة على أطراف حي الصناعة».
وأشاروا إلى أن ذلك جاء بعد قيام عناصر تنظيم «الدولة» بالالتفاف من جهة نهر الفرات جنوب المدينة واستعادوا الأحياء التي انسحبوا منها ليلاً .
وأكد السكان أن عددا كبيرا من «قوات سوريا الديمقراطية»(قسد) سقطوا بين قتيل وجريح وأن عددا منهم سقطوا أسرى بيد التنظيم .»
ولفتوا أن طائرات التحالف الدولي شنت عدة غارات على المدينة دمرت إحداها مبنى قرب مستشفى الطب الحديث وسط المدينة، كما شنت الطائرات غارات على أطراف المدينة الشمالية والشرقية .
جاء ذلك فيما قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة «حزب الله» اللبنانية، أمس الثلاثاء، إن حليفها الجيش السوري حقق تقدما مفاجئا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة الصحراوية الواقعة غربي الرقة.
وباتت الصحراء السورية الشاسعة المسرح الرئيسي للحرب في الأسابيع القليلة الماضية، مع تسابق قوى متناحرة لانتزاع أراض من التنظيم المتشدد الذي يتراجع ببطء على عدة جبهات.
وتمثل المنطقة بين أثريا والطبقة إلى الغرب من الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا، أهمية للجيش نظرا لإمكانية استخدامها لمهاجمة بلدات وخطوط إمداد للحكومة.
وقال الإعلام الحربي لـ»حزب الله» إن الجيش توغل جنوبا حتى طريق أثريا – الطبقة السريع على بعد حوالى 32 كيلومترا من مواقعه جنوبي مسكنة.
وأضاف أن الجيش سيطر على قرى رجم عسكر وبئر إنباج وظهر أم باج وجب عزيز وجب الغانم وأبو صوصة وجب أبيض من التنظيم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا إن الجيش السوري تقدم في المنطقة. ويقع حقل نفط الرصافة بالقرب منها.
وذكر المرصد أن تقدم الجيش سيخفف الضغط على طريق أثريا – خناصر، وهو جزء من خط إمداد الحكومة إلى حلب.
الى ذلك قال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، إن «البنتاغون» على اطلاع تام بوصول ميليشيات مدعومة إيرانياً إلى الحدود السورية العراقية، وفتحها ممرا مع الحدود العراقية.
وأوضح المصدر لوكالة «الأناضول» مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن الميليشيات وصلت إلى حدود البلدين من مناطق سيطرة قوات الجيش السوري الحر، المدعومة أمريكياً.
وأردف: «نحن على علم بوصول قوات موالية للنظام السوري إلى حدود سوريا – العراق، وفتحهم معبراً بين النظام والعراق»، في إشارة إلى»الممر الإيراني».
وتابع : «يمكن لقوات النظام وحلفائه تنفيذ عمليات في أي مكان في سوريا، ما لم تشكل تهديداً علينا وعلى القوات التي ندربها في معسكر التنف (قرب الحدود السورية العراقية) ضد تنظيم داعش».
ولفت إلى أن بلاده لا تسعى للاحتفاظ بموطئ قدم لها في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا تنفذ عمليات من أجل كسب قطعة أرض في المنطقة. واستدرك المصدر أن إيران لها تأثير من شأنه «عدم الاستقرار» في المنطقة.
وشدد على أن «فتح القوات الموالية للنظام المدعومة من إيران، ممرا بين الحدود السورية العراقية لا يشكل مصدر قلق لوزارة الدفاع الأمريكية في الوقت الراهن». (رأي القدس ص 23)
القدس العربي