أبوظبي – توج المعهد الدولي للتنمية الإدارية الإمارات على رأس قائمة التنافسية العالمية في مؤشر مدى فعالية هيئات الجمارك لعام 2017، وذلك في التقرير السنوي الذي أصدره المعهد في مقره بمدينة لوزان السويسرية.
ويقيس المؤشر مدى كفاءة فعالية هيئات الجمارك العالمية من خلال استبيان يتضمن أسئلة للمؤسسات التجارية ورجال الأعمال عن الإجراءات الميسرة والتسهيلات، التي تقدمها هيئات الجمارك في 63 دولة حول العالم في مجال نقل البضائع من وإلى تلك الدول.
ويضم التقرير 346 مؤشرا لتقييم كفاءة الدول في إدارة مواردها لتحقيق الازدهار لشعوبها، ويعتمد في منهجه على آراء رجال الأعمال بنسبة 33.7 في حين يستند بنسبة 66.7 بالمئة إلى البيانات الإحصائية.
وتشير البيانات إلى أن التسهيلات الجمركية المقدمة من الهيئة ودوائر الجمارك المحلية ساهمت في دعم النمو المتصاعد للتجارة الخارجية، حيث تضاعفت قيمة تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية بنحو 4 مرات خلال 10 سنوات لتصل في عام 2016 إلى 1.6 تريليون درهم (نحو 436 مليار دولار).
محمد جمعة بوعصيبة: نتيجة مباشرة لخطط الانتقال من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية
وكانت الإمارات قد احتلت المركز الثالث عالميا والأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر كفاءة وفعالية الإجراءات الجمركية في تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015.
وقال رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك في الإمارات علي بن صبيح الكعبي إن تبوء الإمارات المركز الأول عالميا في مؤشر مدى فعالية هيئات الجمارك يعد إنجازا عالميا كبيرا، يضاف إلى سجل الإنجازات الكبيرة لدولة الإمارات في مجال الأداء الاقتصادي وكفاءة المؤسسات الحكومية وتوفير بيئة مثالية ومحفزة للاستثمار والعمل.
وأضاف أن هذه الإنجازات التي تزداد وتتنوع يوما بعد يوم في القطاعات الاقتصادية كافة تعكس الرؤية المستقبلية والقدرة العالية على التخطيط وصياغة المبادرات واستشراف المستقبل.
وأشار إلى أن الهيئة الاتحادية للجمارك ودوائر الجمارك المحلية تطمح دائما نحو الارتقاء إلى أعلى المراتب العالمية في مجال العمل الجمركي.
وأكد الكعبي أن هذا الإنجاز يمثل حصيلة جهود وطنية دؤوبة ومخلصة قدمتها الهيئة الاتحادية للجمارك على مدى سنوات في مجال تيسير التجارة وتبسيط الإجراءات الجمركية وأتمتة العمليات الجمركية. وشدد على حرص الهيئة ودوائر الجمارك المحلية على إزالة المعوقات والقيود الجمركية التي تعوق حركة التجارة بين الإمارات ودول العالم.
وأوضح الكعبي أن ذلك جاء عبر تطوير العمل في مجموعة من المحاور، بينها أتمتة العمليات الجمركية وتطوير أنظمة التخليص الجمركي وتطبيق نظام المشغل الاقتصادي المعتمد وتوحيد وتبسيط الإجراءات واختصار زمن التخليص الجمركي.
وقال مدير عام الهيئة الاتحادية للجمارك محمد جمعة بوعصيبة إن الهيئة ودوائر الجمارك المحلية ستواصل السعي للارتقاء بمستوى تنافسية الدولة عالميا رغم احتلالها لموقع الصدارة عالميا. وأكد مواصلة العمل لتعزيز موقع الإمارات في كافة المؤشرات ذات العلاقة بالعمل الجمركي، ومن بينها مؤشرات الدعم اللوجستي والكفاءة الجمركية ومؤشر مدى فعالية هيئات الجمارك.
علي بن صبيح الكعبي: الهيئة الاتحادية للجمارك تعمل لتوفير بيئة مثالية ومحفزة للاستثمار والعمل
وأشار بوعصيبة إلى أن الهيئة تعمل “لمتابعة تنفيذ مؤشرات التنافسية العالمية” وجميع التقارير العالمية الخاصة بمؤشرات التنافسية من أجل تحسين مرتبة الدولة في تلك المؤشرات، وأن فرق الهيئة اعتمدت خطة في بداية عام 2016 وجرى تنفيذها خلال العام لتحقيق هذا الإنجاز.
وقال إن تبوء الإمارات صدارة الترتيب العالمي في مؤشر مدى فعالية هيئات الجمارك يمثل نتيجة مباشرة لخطط الحكومة للانتقال من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية واعتماد الاستراتيجية الوطنية للابتكار في إطار “رؤية الإمارات 2021”.
وذكر بوعصيبة أن هذا الإنجاز يدشن مرحلة جديدة من جهود التطوير والتميز الجمركي عبر الانتقال إلى مرحلة أعلى من استخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات، وتقديم الخدمات الجمركية الذكية على مدار الساعة ودعم المنافذ الجمركية بأحدث التقنيات والأجهزة في مجال التفتيش ومراقبة حركة البضائع والمسافرين.
وقال الكعبي إن الهيئة ودوائر الجمارك المحلية تحرص على المشاركة بفعالية في اللجان الجمركية المشتركة محليا وإقليميا ودوليا، وتوقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية والدولية مع العديد من دول العالم.
وأشار إلى مشاركاتها “في الاجتماعات الجمركية الخليجية والعربية واجتماعات منظمة الجمارك العالمية، إضافة إلى الزيارات الفنية الخليجية للمنافذ الجمركية في دول مجلس التعاون لمتابعة تنفيذ متطلبات الاتحاد الجمركي الخليجي والوقوف على المعوقات التي تعترض حركة التجارة البينية ووضع وتنفيذ المبادرات التصحيحية لها”.
وأضاف أن دوائر الجمارك أظهرت براعة وتميزا عالميا في مجال الابتكار وساهمت في الارتقاء بمستوى الإجراءات الجمركية، وفي خفض التكاليف ورفع مستوى سعادة المتعاملين والموظفين على حد السواء. وأكد أن تجربة الإمارات في مجال الابتكار الجمركي تعد من أبرز التجارب العالمية حاليا.
وأشاد الكعبي بجهود العاملين في كافة دوائر الجمارك الاتحادية والمحلية والشركاء الاستراتيجيين من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والتجار والمصدرين والمستوردين والمخلصين الجمركيين على دعمهم وتعاونهم من أجل الارتقاء بمستوى الأداء في المنافذ الجمركية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية.
العرب اللندنية