قالت مجلة (إسرائيلية) أن المملكة تجري ماراثونا من اللقاءات والزيارات في محاولة لتعزيز تحالفاتها الإقليمية أمام طهران، كما تواصل التسلح بصورة شرسة، وأضافت أن جهود الملك «سلمان» ولقاءاته الأخيرة مع عُمان، قطر، مصر وباكستان كانت جزء من هذه الاستعدادات السعودية لليوم الذي سيلي اتفاق الغرب النووي مع إيران.
وقالت مجلة «ميدل نيوز» في تقرير لها 9 مارس/أذار الجاري تحت عنوان: «السعودية تستعد لليوم الذي يلي الاتفاق مع إيران»، أن «السعودية تستعد لاتفاق نووي محتمل بين إيران والقوى العظمى قد يعيد بناء خصمها الشيعي الفارسي»، وأنه «بعكس رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد تجنب ملك السعودية إثارة أزمات ضد إيران، وبدلا من ذلك ركّز على تحالفاته الإقليمية من أجل الحدّ من صعود الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وقالت المجلة أن «الملك سلمان» ركز قبل كل شيء علي تعزيز الوحدة بين دول الخليج العربي، مشيرة إلي أن «هناك تحالف قوي لدى السعودية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ولكن كلا من عُمان وقطر غير مستعدّتين للتخلّي عن علاقاتهما الثنائية المربحة مع طهران، فيما يمارس الملك السعودي، سلمان، في هذه الفترة، ضغوطات على كلا البلدين من أجل التمسّك بوحدة خليجية وعدم السماح بالتآمر الإيراني».
وأضافت «ميدل نيوز» أن «اليمن يعتبر ساحة المعركة الرئيسية لدول الخليج بعد سيطرة المتمردين الشيعة الحوثيين على معظم مناطق اليمن الشمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء»، وأن السعوديين وبقية دول الخليج «نقلوا سفاراتهم للمدينة الجنوبية عدن، حيث يحاولون من هناك دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي»، وإن «افتتاح الخطّ الجوّي طهران – صنعاء، في الشهر الماضي، يؤكد فقط مدى النجاح الإيراني في الحصول على موطئ قدم عند الجارة الجنوبية للسعودية».
وأوضحت أن: «مصر هي شريك رئيسي للسعودية، فقد لعبت المملكة دورا مهمّا في وضع الجنرال عبد الفتّاح السيسي في الحكم، والتقى معه سلمان في الأسبوع الماضي من أجل تنسيق المواقف في قضايا إقليمية، وخصوصا إيران، ولكن القاهرة مشغولة جدّا بتهديد الإرهاب المحلّي لديها، ولذلك فإنها ستجد صعوبة في مساعدة السعوديين في صراعهم الإقليمي ضدّ إيران».
ويتوقع السعوديون أن تكون إيران هي المنتصر الأكبر في الحرب ضد «الدولة الإسلامية»، والتي تجري على أرض العراق، حيث تساهم إيران في معركة الجيش العراقي ضدّ «الدولة الإسلامية»، و«تجد الرياض صعوبة في استيعاب الواقع الذي يضمن المشاركة الإيرانية في اتخاذ القرارات العراقية»، بحسب المجلة الإسرائيلية.
وأكدت المجلة أن سوريا تحت السيطرة الإيرانية، بواسطة الحليف العلوي «بشار» الأسد، ومع ذلك، لا تزال السعودية على أمل بأن تتم الإطاحة بالرئيس «الأسد»، وقدم السعوديون مبالغ كبيرة من المال للجيش اللبناني من أجل مواجهة تنظيم حزب الله عند الحاجة، والتقى «سلمان» أيضًا مؤخرا مع ملك الأردن «عبد الله» ومع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».
وقالت أن السعودية تحركت أيضا – في إطار استعدادها لهذا اليوم – نحو باكستان التي تُعتبر اليوم حليفًا رئيسيا للسعودية، فباكستان هي الدولة المسلمة الوحيدة التي تملك سلاحا نوويا، وقد «مولت السعودية على مر السنين جزءًا من تطوير البرنامج النووي الباكستاني، وهي ترغب الآن بالحصول على مساعدة نووية ضد إيران»، بحسب ميدل نيور.
وكجزء من هذا التوجه، أجرى رئيس الحكومة الباكستانية زيارة للرياض، بدعوة من الملك السعودي. وقد طرحت شبكة الأخبار فوكس احتمال أنّ يكون ذلك جزءًا من الخطّة الاحتياطية النووية السعودية والتي تهدف إلى منع سباق التسلّح النووي الإيراني.
زيادة التسلح بنسبة 50%
وتنوه المجلة الإسرائيلية إلي الاستعدادات السعودية في مجال التسلح مشيرة إلي بيانات نشرها مؤخرا «معهد البحوث HIS» تؤكد أن السعودية هي أكبر مستورد للسلاح في العالم اليوم، حيث نما الإنفاق السعودي على الأسلحة بأكثر من 50% في العام الماضي وبلغ 6.5 مليار دولار.
وبذلك تجاوزت السعودية الهند وأصبحت أكبر مستورد للسلاح في العالم لعام 2014، وهو عام ارتفعت فيه تجارة السلاح العالمية للعام السادس على التوالي ووصلت إلى مستوى قياسي بلغ 64.4 مليار دولار.
ويظهر من التقرير أيضًا أنّ الولايات المتحدة وفرت خلال عام 2014 ثلث السلاح في العالم، وكان السوق الأكبر الذي باعت فيه هو السعودية، بالإضافة إلى ذلك، إذا حسبنا إجمالي استيراد الأسلحة من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة، فهو يتجاوز إجمالي استيراد الأسلحة لجميع دول أوروبا الغربية.
وكانت السعودية بحسب التقرير مسئولة وحدها عن سُبع حجم الإنفاق على التسلّح في العالم كله.
ويظهر من «تحليل «HIS أن الشرق الأوسط هو السوق الأمني الأكبر في العالم، ويجري فيه سباق تسلّح كردّة فعل على التوتّرات المتزايدة بين الدول والتنظيمات في المنطقة، «الشرق الأوسط هو السوق الإقليمي الأكبر ولديه احتمال أن يصل إلى 110 مليار دولار في العقد القادم».
الخليج الجديد