رغم المؤشرات القوية على الارض المتداخلة بين الحدود العراقية والسورية بتلاشي الحلم الايراني بتحقيق الهلال الشيعي ولو مرحليا على الاقل، ضمن المعادلات العسكرية والسياسية الراهنة والتي تتحكم بملف الازمة السورية، الا ان هذا الحلم فرض تداعيات خطيرة على الحدود الاردنية السورية، لامست الخطوط الحمراء بالنسبة للقرار الامني والعسكري الاردني المعلن، والذي يحذر دائما في اي اجتماعات دولية من حساسيته المفرطة تجاه اي اقتراب لهذة المليشيات من حدود المملكة.
فمعسكرات وتحصينات المليشيات الايرانية التي تم تشكيلها من مرتزقه ايرانيين وافغان وتسليحها وتدريبها تدريبات عسكرية على مستوى عال في معسكرات الحرس الثوري الايراني في ايران، اصبحت تنتشر في الاراضي السورية الحدودية مع الاردن انتشار الهشيم في النار، خاصة بعد ان سلم النظام السوري مؤخرا مطار” السين” العسكري وهو ثالث اكبر مطارعسكري في سورية للحرس الثوري الايراني، فيما لا يبعد عن الحدود الاردنية اكثر من 73 كلم، مقابل منطقة الرويشد الاردنية.
واصبح هذا المطار يستقبل طائرات “اليوشن 76” الايرانية العسكرية العملاقة، الخاصة بنقل الجنود والمعدات العسكرية، بمعدل طائرتين يوميا ، ما ضاعف من اعداد افراد هذة المليشيات ومعداتها مؤخرا بشكل مرعب، والذين انتشروا مستغلين المساحات الفارغة في البادية السورية، والتي تشكل ما نسبته اكثر من 35% من مساحة سورية، في الوقت الذي لم تكن فيه هذة المناطق ذات اهمية استراتيجية بالنسبة للفرقاء في سورية منذ اندلاع الاحداث فيها قبل 6 سنوات، وهما الجيش السوري وفصائل المعارضة، نظرا لخلو اغلب مساحات هذة البادية من السكان .
وقد بدا هذا الملف مؤخرا ضاغطا بقوة على المشهد العسكري والقتالي بين فصائل المعارضة المسلحة التابعة للجيش السوري الحر، مثل جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو وجيش مغاوير الثورة ، وبين المليشيات الشيعية التي حاولت التقدم من محوري دكوة وبئر القصب في البادية السورية صوب معبر التنف، مستندة الى التفوق العددي.
وقال قائد قوات الشهيد احمد العبدو السيد احمد التامر لـ”الغد”ان “المليشيات الشيعية ظهرت في المنطقة فور طردنا لتنظيم “داعش” الارهابي من البادية السورية.
وقال ان” النظام يستخدم هذة التنظيمات ويزج بها في مواجهتنا ، مؤكدا ان “داعش” والمليشيات الشيعية هما وجهان لعملة واحدة”.
وبحسب الخارطة العسكرية التي اعدتها فصائل المعارضة التي تقف حجر عثرة امام تقدم المليشيات الشيعية، والتي تظهر توزيع القوى على الارض في البادية السورية ، فأن المليشيات الايرانية تسيطر حاليا على مطار السين العسكري والذي حوله الحرس الثوري الايراني الى ثكنة عسكرية تحويلية، يتم فيها انزال المرتزقة ثم توزيعهم على الكتائب العسكرية للمليشيات التي تسيطر على اراضي حدودية مع الاردن، تمتد من اراضي شرق السويداء وصولا الى سد الزلف الذي يبعد عن الحدود الاردنية بمسافة لا تزيدعن 33 كلم وقريب من معبر التنف، في مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية.
كما تسيطر هذة المليشيات على اوتوستراد دمشق بغداد، والذي يوصل الى معبر التنف الوليد ، فيما تسيطر مليشيات شيعية افغانية يطلق عليها النظام السوري “درع القلمون”على منطقة المحسا شمال طريق الاوتوستراد.
وبحسب ما قال عضو المكتب الاعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو الناشط سعيد سيف لـ”الغد” فأن هذة المليشيات تديرها غرفة عمليات مشتركة في البادية السورية، يطلق عليها “مزرعة الاماراتي” من قبل النظام وحزب الله اللبناني.
واضاف ان روسيا تقاسم هذة المليشيات السيطرة على مناطق في البادية اهمها مطار الضمير العسكري، بالاضافة الى تدمر ومنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق.
ماهر الشوابكة
صحيفة الغد