يكاد يجمع المحللون والمسؤولون العسكريون على أن فقدان تنظيم الدولة الإسلامية لمعاقله في سوريا والعراق ليس إلا مسألة وقت، فالقوات المدعومة من الولايات المتحدة تتقدم في الرقة حيث معقل التنظيم في سوريا، كما لم تعد أمام القوات العراقية إلا بضعة كيلومترات لاستعادة مدينة الموصل.
إلا أن التفاؤل بشأن استعادة الأراضي من “دولة الخلافة” يحمل أيضا تحذيرا في طياته، فهذا لن يكون دلالة على نهاية التنظيم الذي أعاد تشكيل الشرق الأوسط.
يقول العميد السابق بالجيش العراقي صفاء العبيدي إن “داعش يلتقط أنفاسه الأخيرة. ولكن لدى التنظيم خلايا نائمة في بغداد وغيرها من المناطق في العراق، ولذلك لا بد من الحذر”.
ورغم أن القوات العراقية حاليا “في وضع ممتاز” لهزيمة التنظيم في الموصل وغيرها من معاقله في العراق، فإن العبيدي يتوقع أن يسعى التنظيم إلى تحقيق “المزيد من النجاحات الإعلامية من خلال تنفيذ هجمات تستهدف المدنيين”.
ولن تؤدي خسارة التنظيم لمعاقله في العراق وسوريا سوى إلى إعادة تشكيل التنظيم الذي يعمل على توسيع نطاق وجوده خارج الدولتين.
تقول عبير سعدي، الباحثة في شؤون الجماعات والإعلام الجهادي بجامعة دورتموند بألمانيا “سيشكل الأمر نهاية للتنظيم بشكله الحالي، ولكنه لن يختفي”. وتشك في “أن مقاتلي داعش سيحاولون السيطرة على أراض جديدة. وبدلا من ذلك، فإن فقدان الأرض يدفع بهم إلى تغيير شكل وجودهم”.
وقد كانت السيطرة على الأراضي هي المبدأ الذي تأسس عليه تنظيم “الدولة الإسلامية”. إنه تنظيم له حكومته وولاته ومجالسه. ولكن لكي يظل يعمل، من المتوقع أن يتخلى عن هذا التوجه.
ويعني أي تحوّل في استراتيجية التنظيم أمرين هما: التوسع خارج سوريا والعراق، وكذلك تبني مفهوم أن يكون دولة بلا دولة.
تتوقع سعدي أن تنبثق من داخل التنظيم حركات أكثر تشددا وتتسلم قيادته، مع الحفاظ على استراتيجية اتصالات مشابهة وهي تدعو إلى مخاطبة الشباب.
نهال الشريف
صحيفة العرب اللندنية