تيانجين (الصين) – كشفت الحكومة الصينية هذا الأسبوع عن ملامح استراتيجية بعيدة المدى لدخول عهد الذكاء الاصطناعي تتضمن سلسلة من المشروعات التي تهدف لتعزيز جهود تطوير المواهب التكنولوجية، في إطار خطة وطنية شاملة ستعلنها بكين قريبا.
ونقلت صحيفة “تشاينا ديلي” عن مسؤول حكومي رفيع قوله إن الصين تركز على الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة لزيادة الإنتاجية وتمكين الموظفين.
وقال وان غانغ وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني في مؤتمر في تيانجين إن الصين سوف تعلن عن عدد كبير من مشروعات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن الحكومة سوف تخصص المزيد من الموارد لاحتضان المواهب وتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم والرعاية الصحية والأمن ومجالات أخرى.
وأضاف أن البلاد ستعلن الخطة قريبا وأنها سوف تتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالذكاء الاصطناعي وسوف تقدم حوافز لتشجيع شركات الذكاء الاصطناعي الأجنبية على تأسيس مراكز بحث وتطوير على أراضيها.
وأكد الوزير أن الصين حققت تقدما ملحوظا في عملية تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي وأنها سوف تولي مجال إنشاء شركات تطوير الذكاء الاصطناعي اهتماما كبيرا على المدى الطويل. وأشار غانغ إلى أن عدة شركات صينية تعمل على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن بينها شركات هواوي وعلي بابا وبيادو.
وأضاف الوزير قائلا إنه “منذ العام الماضي، هناك تقدم كبير في عدة مجالات مثل تكنولوجيا التعلم العميق وعمليات التكامل والتنسيق بين أنشطة ومهام الإنسان والآلة”.
ووفقا للبيانات الصادرة عن مؤسسة “أي.أي ميديا ريسيرتش” المتخصصة في أبحاث التكنولوجيا فقد سجل قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين نموا بنسبة 43.3 في المئة في العام الماضي لتصل قيمته إلى أكثر من 10 مليارات يوان (نحو 1.47 مليار دولار).
ورجحت المؤسسة أن يواصل القطاع نموه السريع لتصل قيمته إلى أكثر من 6.3 مليار دولار بحلول عام 2019. وقد انعكست تلك الاستثمارات الكبيرة في ارتفاع عدد الأبحاث التي تجري في هذه الصناعة.
وقال ليو لي هوا نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن الصين تقدمت بطلبات للحصول على 15745 براءة اختراع ذات صلة باستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وأدت الحوافز التي تقدمها الحكومة الصينية إلى ظهور أكثر من 40 مجمعا صناعيا لتطوير الروبوتات تم إنشاؤها بالفعل أو هي قيد الإنشاء في جميع أنحاء البلاد.
وان غانغ: هناك تقدم في تقنية الذكاء الاصطناعي والتكامل بين الإنسان والآلة
كما تم إدراج الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الوزراء لي كه تشانغ في افتتاح الدورة الجديدة لاجتماعات المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في شهر مارس الماضي.
وقال التقرير إن الحكومة سوف “تقوم بتسريع أعمال البحث والتطوير وتسويق المنتجات الجديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطوير المجمعات الصناعية المخصصة لها”.
وفي هذا السياق قال تشانغ يا تشين رئيس شركة بايدو الصينية العملاقة لخدمات الإنترنت إن “الذكاء الاصطناعي أصبح قوة دافعة رئيسية للشركات الصينية”.
وأضاف أنه “في عصر الذكاء الاصطناعي يمكن للصين الابتكار ليس في مجال المنتجات فقط، بل وفي التقنيات أيضا… بالنسبة للمطلعين، فإن مواصلة تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي الصينية ستعتمد إلى حد كبير على تكنولوجيا المعلومات”.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعربت عن مخاوفها بشأن وصول الصين إلى أسرار التكنولوجيا المتقدمة المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي والتي يجرى تطويرها في الولايات المتحدة.
وأكد تقرير مسرب أن السلطات الأميركية تقترح تغيير الضوابط المفروضة على الاستثمار والتصدير لوقف الهيئات الصينية من الاستثمار في الشركات الأميركية الناشئة.
وقال التقرير إن هناك حاجة لهذه الخطوة لمنع إعادة تشكيل حلول حسابية متقدمة (خوارزميات) واستخدامها من قبل بكين لأغراض عسكرية.
وأكد تريفور تايلور الخبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الأمن والدفاع في المملكة المتحدة لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن التقرير يبدو ذا مصداقية، لكنه أضاف أن “عددا قليلا من الأشخاص فى المؤسسة الأمنية الأميركية يرون في الصين عدوا محتملا”.
العرب اللندنية