بعد مرور اكثر من عشر سنين على الغزو الامريكي للعراق فان المناصب السياسية الموجودة فيها انهارت.
اذ ان و فرنسا و العراق ناقشت مزايا التدخل في الشأن العراقي خلال مؤتمر الامن و السلام في العراق المنعقد في باريس ويعد هذا التحالف الدولي المكون من ثلاثين دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي تخطط لعمل عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش).
استراتيجية اوباما تتمحور على اربع مراحل منها ضربات الجوية ودعم القوات المحلية والتي تهدف الى مواجهة تنظيم داعش فالولايات المتحدة ترفض وجود دولة اسلامية تعمل تحت راية الاسلام وهي ليست لها علاقة بمفهومي الاسلام والدولة ,ويرى الخبير العسكري البريطاني كريسبيان ان المؤتمر لم يتطرق الى سياسات الولايات المتحدة الامريكية للمنطقة ولا تطلعات الدول المشاركة فالنجاح محدود و مقتصر على قضاء داعش, فالوضع قائم على التكهن والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا وكيف الولايات المتحدة اختارت المشاركة !
اهداف المتداخلة
ان استعدادات الولايات المتحدة الامريكية للعودة مرة اخرى بعد الانسحاب من العراق يترتب عدة دوافع منها الشعور بالمسؤولية تجاه العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003 وكما قال وزير الخارجية الامريكي كولن باول مشيرا الى العراق إذا ما تمكنا من كسرها فإننا سنتمكن من امتلاكها ويتعزز هذا على ان السياسة الامريكية الخارجية يجب ان تكون قوية ,فهناك مقارنة بين سرعة استجابة الولايات المتحدة الامريكية اتجاه الازمة الاوكرانية على عكس ما فعلوا لمحنة الأزييدين في العراق فعمليا الاستجابة بطيئة الى حد ما .
عوامل اقليمية حاسمة من الخوف الذي احدثته داعش بإمكانية توسيع حملتها “كسر الحدود” الى باقي شبه الجزيرة العربية ,و لا تستطيع الولايات المتحدة القضاء على داعش وحدها, بموازاة ذلك دول المنطقة تعلم ان المواجهة تعتمد على القيادة الامريكية
استفادت الولايات المتحدة الامريكية من الدروس تجربتها في العراق و افغانستان في استراتيجيتها التي ستأخذ وقت طويل في تطبيقها في ما يتعلق باستئصال داعش الذي شبهما “انتشار السرطان” فهناك قوة اقليمية
وتعد الولايات المتحدة اهم شريك سياسي في العراق ,اذ ان الركود السياسي فيها سمح بإنتشار داعش وفرض سببا للولايات المتحدة لتغيير الوضع في العراق وجاءت الضربات الجوية الأمريكية ضدها كدعم ومساندة لتشكيل حكومة عراقية جديدة بقيادة حيدر العبادي
ويتساءل الخبير العسكري البريطاني كريسبيان هل يستطيع اوباما القضاء على داعش في سوريا؟
من جهة اخرى الولايات المتحدة ستدعم الاكراد الموجودين في جنوب سوريا بالأسلحة لتعزيز استقرارها كما زودتهم فرنسا وبريطانيا بالتساوي كما هو الحال لقوات البشمركة الكردية، التي تتصدى لمقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال العراق من اجل وحدة العراق. كما ان استراتيجية الولايات المتحدة ستكون صارمة اتجاه من يدعم المليشيات الشيعية المدعومة من ايران
الضربات الجوية الامريكية الاخيرة سمحت لكتائب حزب الله والاكراد في كسر حصار المفروض على قرية امر لي التركمانية وبالمثل الحال في سوريا فإن أي اجراء يتأخذ ضد داعش قد يفيد نظام الاسد بشكل مباشر.
النفعية السياسية
ان انهيار الجيش العراقي في مدينة الموصل يثبت المخاطر مقولة مبدأ لورنس عام 1917
في ظل ولاية اوباما للمرة الثانية اصبح الامر اكثر مقلقا بخصوص اعادة تشكيل التبعات السياسية على عكس ما قام به جورج بوش عندما اعلن زيادة الجيش في عام 2007 وبالنسبة الى رأي الخبير العسكري فان اوباما كان متحفظا حول ما سيترتب على القضاء على داعش و أعقابها خاصة بعدما حدث في العراق خلال الشهور الاخيرة .
http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/profile/crispian-cuss.html
ترجمة
أماني العبوشي