في ظل سياسة سليمة تنتهجها وزارة النفط العراقية في المرحلة الحالية تتميز بالدقة المتناهية ، والاهداف الواضحة فإنها تعمل على تنفيذ برنامج نفطي اصلاحي متكامل يخدم ابناء الشعب العراقي، وتسير بخطوات علمية مدروسة لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها البلد ، والنهوض بالتنمية الحقيقية لاقتصاده، والتخطيط لزيادة الايرادات المالية للشركات الوطنية .
في ظل نجاح هذه السياسة أعلن وزير النفط العراقي جبار لعيبي ، الخبير النفطي المستقل ، اعلن عن تصدير نحو 60 الف طن من الغاز السائل ، وأكثر من 356 ألف متر مكعب من المكثفات.
واكد لعيبي ، ان النصف الأول من العام الحالي ، شهد تصدير 24 شحنة من المكثفات، و24 شحنة أخرى من الغاز السائل عبر رصيف التحميل المخصص لصادرات شركة غاز البصرة، موضحا أن عمليات التصدير من استثمار الغاز حققت إيرادات مالية إضافية للخزينة الاتحادية.
وقال لعيبي ان وزارة النفط افتتحت رصيفا جديدا في وقت سابق لتحميل الغاز السائل والمكثفات في ميناء ام قصر سيؤمن انسيابية عالية في عمليات التصدير.
وفي عهد تولي لعيبي منصب وزير النفط تم لاول مرة بيع خام البصرة من خلال بورصة دبي للطاقة، حيث نظمت البورصة أحدث مزاداتها لصالح شركة تسويق النفط العراقية “سومو” ، بإجراء أول مزاد علني لها في نيسان / أبريل2017 ، وتم بيع الشحنة المكونة من مليوني برميل من خام البصرة الثقيل بعلاوة بلغت 1,37 دولار أميركي للبرميل تضاف إلى أسعار البيع الرسمية لشهر سبتمبر المقبل، ويشير السعر الأعلى نسبيا إلى الطلب السليم على الصنف حيث ان المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تركز على تحديد (دمج) الخام المتوسط الثقيل كجزء من اتفاق مع منتجين آخرين، لكبح التخمة العالمية.
واسهم تصدير هذه الشحنة من خام البصرة في ارتفاع الأسعار الرسمية العراقية مقارنة بالأصناف السعودية المتنافسة، وفقا لمسح بلومبرج لخمسة تجار يشاركون في السوق النفطي للشرق الأوسط.
وتعكس العلاوة الكبيرة للنفط الخام تحميل شهر سبتمبر أوضاع السوق المرتقبة لخام النفط الثقيل في أواخر العام الحالي، وذلك مع توقعات استمرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في الحد من خام النفط الثقيل المعروض في سوق التداول الفوري، اذ تم مشاركة 28 شركة في المزاد، حيث قدم 17 مشاركاً أكثر من 25 عطاء خلال نافذة زمنية تبلغ دقيقتين، وقد كانت أكثر من 50 شركة سجلت في بورصة دبي للطاقة، للمشاركة في المزادات التي تقام لصالح “سومو”
وتم بيع10ملايين برميل من خام البصرة الثقيل عبر منصة مزادات بورصة دبي للطاقة منذ شهر أبريل من العام الحالي، فتم خلال شهر يونيو طرح شحنة من خام البصرة الثقيل تحميل شهر أغسطس للبيع بعلاوة بلغت 1,18 دولار أميركي، وهذا يعني ان العلاوة الكبيرة للنفط الخام تحميل شهر سبتمبر تعتمد على أوضاع السوق المرتقبة لخام النفط الثقيل في أواخر 2017، مع توقع استمرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في الحد من خام النفط الثقيل المعروض في سوق التداول الفوري.
وتلقت “سومو” تقييما مستقلا من خلال بيعها في بورصة دبي للطاقة، لقيمة نفطها الخام الذي يمكن استخدامه لتحديد سعر البيع الرسمي ، اذ خفضت سعر البيع الرسمي لصنف البصرة الخفيف بنسبة أقل من السعودية، وزاد العراق من تكلفة صنف البصرة الثقيل أكثر من صنف العرب الثقيل؛ مما ادى الى توسع الفارق السعري بين صنف البصرة الخفيف والوسط العربي إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2012، في حين تقلص حسم صنف البصرة الثقيل إلى صنف العرب الثقيل إلى أقله في ستة أشهر.
واكد بيان بورصة دبي لعقود الطاقة الآجلة والسلع، ان المزاد استقطب اهتمام شركات النفط والمتداولين ومصافي التكرير، حيث شارك فيه أكثر من عشرين متداولا من خلال 40 مزايدة في دقيقتين .
وبلغت صادرات النفط في النصف الاول من 2017العام الحالي 592 مليون برميل، وتستحوذ شركة أميركية عل حصة في حقل الزبير، وبلغ أعلى سعر للشحنة 31 سنتا تضاف إليها أسعار البيع الرسمية لخام البصرة الخفيف.
وحول الهدف من عملية بيع الشحنة ، قال المدير العام لشركة “سومو” المسؤولة عن تسويق النفط في العراق فلاح العامري: “ان إدراج مزادات بورصة دبي كخيار لبيع خام البصرة الخفيف، يأتي بهدف تلبية الطلب في آسيا وتوفير فرص متساوية للعملاء من أجل الوصول إلى شحناتنا الفورية”.
وتعد بورصة دبي للطاقة التي تم افتتاحها عام 2007، إحدى البورصات المتخصصة على مستوى العالم، وأصبح عقدها الرئيس هو العقد الآجل لخام عُمان ثالث معيار سعري للنفط الخام في العالم، والمعيار الوحيد للنفط الخام الذي يتم تصديره من عُمان ودبي، وبموجب إرشادات بورصة دبي للطاقة، يقدم البائعون تفاصيل عن نوع الخام والكمية والتسليم والمواصفات الأخرى مثل أوطأ سعر وتاريخ ومدة اقامة المزاد ( مدة المزايدة).
ولا تكشف العملية التي تتم عن طريق منصة إلكترونية عن هوية المشاركين، بحيث تكون عروض الأسعار متاحة للجميع لرؤيتها و المضاربة عليها.
واوضح رئيس التسويق في بورصة دبي للطاقة ميسم حمادة ” ان المزاد سينجز في بضع دقائق مشيرا الى انه يمكن أن يستغرق ساعات أو حتى أيام خلال عملية العطاء التقليدية، ويحتمل أن تصل إلى قاعدة أوسع بكثير من الأطراف المتنافسة ( المتضادة ) وبشكل فوري للبضائع لجميع الراغبين في تحمل الشروط والزبائن، مبينا ان مسار التدقيق الذي توفره عملية المزادات الإلكترونية له أهمية متزايدة بالنسبة للعديد من الشركات”.
وتساعد المبيعات المنتجين، على تفريغ الشحنات بشكل اسرع نسبيا إذا ما أصبحت متاحة بسبب حوادث غير متوقعة مثل توقف المصفاة، كما أن طرح النفط الخام عن طريق المزادات هو أيضا جزء من جهودهم لتعزيز خبراتهم التجارية في سوق يمتاز بزيادة المنافسة والعرض، وتدخل شركات النفط الوطنية مثل سومو وشركة البترول الكويتية في شراكات مع دور تجارية عالميه، ويشير ريتشارد غوري، المدير العام في المجلس استشاري الصناعة في JBC Energy GmbH: “ستبدأ أساليب التسويق التقليدية في الشرق الأوسط في التطور لتصبح ممارسة تجارية، مع المنتجين الذين يتطلعون في “المزاد” الى المزيد من البضائع في السوق ، فإنهم يكونوا فهموا القيمة الأفضل لنفطهم الخام.
ومن منجزات وزارة النفط في عهد لعيبي :
– اعلنت وزارة النفط العراقية ، عن تدشين البئر الثالثة في حقل السندباد الحدودي بمحافظة البصرة، اذ دعت الشركات العالمية للمساهمة في تطوير 10 حقول نفطية حدودية، واكد لعيبي في بيان له ” ان الوزارة حرصت على تطوير جميع الحقول الحدودية والاستثمار الأمثل لها”، مؤكدا ان “الوزارة وضعت خطة لتطوير هذه الحقول سواء بالجهد الوطني او عن طريق التعاقد والتعاون مع الشركات العالمية”، وتسعى خطط الوزارة الى التطوير والتأهيل والتنمية الاقتصادية ، ليرفع الطاقة الانتاجية لحقل اللحيس لاكثر من 120 الف برميل يوميا.
– قال لعيبي ان: “الوزارة ستباشر في بناء المنشآت السطحية”، مشيدا بـ”الجهد الوطني في المساهمة الفاعلة في ذلك من قبل شركة نفط البصرة والحفر العراقية وغيرها” ، فيما اكد المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد أن: “نتائج الحفر تشير بوجود طاقة مكمنية واعدة ستضيف كميات جيدة من الخام الى الانتاج الوطني “.
– أعلن وزير النفط أن الوزارة بصدد تنفيذ مشاريع عمرانية وتطويرية في مدينة الموصل، لافتا الى أن: “هناك خطة من قبل وزارة النفط لزيارة مدينة الموصل وتنفيذ مشاريع حيوية فيها .
– اعلن لعيبي أن “الوزارة لديها مشاريع في جميع محافظات العراق ، ومنها البصرة التي يجري فيها تنفيذ مشروع لتأهيل نهرين، فضلاً عن مشروع لبناء منتجع سياحي، مشيرا الى ان “وزارة النفط قدمت الى البصرة هدية تتمثل بتنفيذ مشروعين، أحدهما يقضي بتأهيل وتجميل نهري العشار والخندق، وهو قيد التنفيذ، والآخر يقضي بإنشاء منتجع سياحي ترفيهي متكامل على ضفاف شط العرب في موقع منشأة نفطية قديمة تقع في منطقة المفتية، وعلى مساحة 500 دونم، وقد شارفت مرحلة رفع الأنقاض على الانتهاء”، مبيناً أن “الوزارة لا يقتصر عملها على البصرة، وانما لديها مشاريع تطويرية في محافظات أخرى، وقد بدأنا ببناء مدينة صناعية ترتبط بقضاء الكحلاء، وستكون نواة لمدينة كبيرة في محافظة ميسان”.
– في محافظة النجف اوعز وزير النفط، الى زيادة الطاقة الانتاجية لمصفى النجف بإضافة وحدات إنتاجية جديدة بطاقة 20 الف برميل الى الطاقة الحالية لمصفى النجف والبالغة 30 الف برميل لترتفع بذلك طاقة المصفى الى 50 الف برميل يوميا ، موضحا ان الوزارة لديها مشاريع لمصافي عديدة في جنوب ووسط وشمال البلاد، لإنتاج اكثر من مليون برميل من المشتقات النفطية للوصول الى الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية وتصدير الفائض منها، الذي سيعمل على زيادة الايرادات المالية للدولة”.
واكد لعيبي خلال زيارته للمحافظة ان “الوزارة وضعت خططا كبيرة لتطوير الانتاج في المصافي العراقية وزيادة وحدات الانتاج وتحسينها، بما يلبي الحاجة المحلية من المشتقات النفطية وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة لرفد الخزينة الاتحادية للبلاد” مما يسهم في عملية التنمية الاقتصادية ، وتجاوز الازمة المالية” العجز” التي يعانيها العراق.
وتشير الوزارة الى ان العراق يعاني قدم” اندثار” منشآته النفطية وهي غالبا ما تنتج اقل من طاقتها التصميمية مبينة ان العراق يمتلك ثلاثة مصاف كبيرة وهي: الدورة، والبصرة، وبيجي، فضلا عن 10 مصاف نفطية صغيرة اخرى منتشرة على عدد من المحافظات العراقية، وعدد من المصافي في اقليم كردستان.
– انجزت وزارة النفط مصفى الدورة ، التي يعد مجمعا صناعيا نفطيا متكاملا يعد من أقدم مصافي النفط الكبيرة في العراق، ويقع في الجزء الجنوب الشرقي من مدينة بغداد، ووضع الحجر الأساس له عام 1953 وبدأ العمل به عام 1955، ويبلغ إنتاجه 140,000 برميل يومياً، ويقع على مساحة قدرها 2,5 مليون متر مربع.
– بين لعيبي ان “خمس وحدات جديدة تم أنجازها بجهود وطنية”، وأن “انجاز المشاريع الجديدة يأتي ضمن خطط الوزارة الرامية الى تحديث المصافي العراقية، من خلال اضافة وحدات جديدة تعمل بالتكنولوجيا المتقدمة مما يسهم في الارتقاء بنوعية الوقود المنتج من مصفى الدورة” مبينا ان المشاريع الجديدة شملت وحدة تنقية الهيدروجين ووحدة تحسين مواصفات الغاز السائل، ومشروع مزج الدهون ووحدة انتاج الهيدروجين ، ووحدة ازمرة النفثا الخفيفة التي تنتج البنزين المحسن والتي تسهم في التقليل من عمليات استيراد البنزين بنسبة 20% وبالتالي سيوفر ذلك العملة الصعبة للخزينة الاتحادية، فضلا عن انجاز مشروع انشاء 10 خزانات تسهم في زيادة الطاقة التخزينية للدهون والاسفلت.
– اكد وكيل الوزارة لشؤون التصفية فياض حسن نعمة ان “الوزارة تعمل على وضع الخطط الطموحة لتأهيل قطاع التصفية وتطويرها من خلال دعوة الشركات العالمية للاستثمار في خمس مصاف كبيرة وبتكنولوجيا حديثة موزعة على محافظات ، وتعمل الوزارة على مراجعة ودراسة بعض هذه العروض من أجل مناقشتها مع الاطراف الراغبة بذلك”.
– قال مدير عام شركة مصافي الوسط زيد كاظم، إن: “العاملين في المصفى يقدمون هذا الانجاز هدية متواضعة لمقاتلينا من القوات الامنية والحشد الشعبي والجهات الساندة الابطال الذي يذودون عن تراب هذه الارض المعطاء والدفاع عن مستقبلها بالقضاء على تنظيم داعش الارهابي”.
– اوضح المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، أن: “الملاكات الوطنية ساهمت في زيادة انتاج مصفى الدورة الى معدل 140 الف برميل باليوم وصولا الى 150 الف برميل نهاية العام الحالي”.
واضاف جهاد، ان: “وزير النفط جبار علي لعيبي وجه الشركات والدوائر المعنية بالاسراع في وضع الخطط اللازمة لتأهيل وتشغيل المصافي المتضررة ومنها: مصافي بيجي والصينية وحديثة وغيرها فضلا عن مصفى القيارة الذي تم تأهيله اخيرا”، مبينا ان “من ضمن أولويات الوزارة الاسراع في تأهيل المنشآت النفطية في المحافظات المتضررة من تنظيم داعش الارهابي، وتوفير الوقود والطاقة الكهربائية للمواطنين في محافظة نينوى”.
شذى خليل
باحثة في الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاقتصادية