العلاقات-الإسرائيلية الإفريقية.. الخروج من السر إلى العلن

العلاقات-الإسرائيلية الإفريقية.. الخروج من السر إلى العلن

مقدمة
تتسارع الخُطا في جمهورية توغو بغرب إفريقيا للتحضير لاستضافة أول قمة إسرائيلية-إفريقية من المقرر أن تنعقد في الفترة ما بين 23 إلى 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، في العاصمة التوغولية، لومي، تحت عنوان “الأمن والتنمية”(1). وتراهن القيادة السياسة في إسرائيل على هذه القمة وعلى نجاحها وعلى ما ستُقدِّمه من فرص أمام إسرائيل، ليست اقتصادية فحسب بل سياسية واستراتيجية كذلك.
وإذا كان العالم العربي قد استطاع في تاريخ سابق أن يجد في الدول الإفريقية حليفًا استراتيجيًّا خصوصًا بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973؛ حيث قامت جميع الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي الآن) بقطع علاقاتها مع إسرائيل، إلا أن تل أبيب استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تجد لها منافذ في إفريقيا، وأن تخترق الجدار الدبلوماسي العربي المتداعي في هذه القارة فراجعت بعض الدول الإفريقية موقفها من تل أبيب وما زالت هناك لحد الآن اثنتا عشرة دولة إفريقية، من مجموع خمس وخمسين دولة، ليست على علاقة بإسرائيل. كما أعربت بعض الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن عزمها حضور هذا المؤتمر الإسرائيلي-الإفريقي، ومعلوم أن هناك خمسًا وعشرين دولة إفريقية، من أصل خمس وخمسين، أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومن هذه الدول توغو نفسها التي أصبحت عضوًا في هذه المنظمة سنة 1997(2).
القمة الإسرائيلية-الإفريقية بين القبول والرفض

تعتبر توغو من أحرص الدول الإفريقية على تعميق علاقاتها مع إسرائيل بل وعلى التمكين لإسرائيل بإفريقيا، وهي تسعى منذ بعض الوقت لاستضافة هذه القمة ونجاحها على كافة المستويات. وعلاقة توغو بإسرائيل تعود إلى عهد الرئيس السابق، نياسنغبي أياديما (والد الرئيس التوغولي الحالي: نياسنغبي فور)، وتعتبر توغو الشريك التجاري الثاني لإسرائيل في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا(3). وقد حصلت توغو على دعم مالي إسرائيلي يزيد على 191 مليون دولار لشراء معدات أمنية، حسب تقارير رسمية صادرة سنة 2013(4). وفي السابع من شهر أغسطس/آب 2017، استضاف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الرئيس التوغولي، نياسنغمبي فور، بالقدس، وأكَّد فور أن 54 دولة إفريقية ستتم دعوتها إلى جانب إسرائيل لهذه الفعالية(5). وفي نفس السياق، أكد نتنياهو أن 150 شركة إسرائيلية ستحضر القمة، وأن حوالي عشر دول في غرب إفريقيا قد أكَّدت عزمها على الحضور فضلًا عن العديد من دول إفريقيا الوسطى والشرقية. وقبل تلاقي السياسيين ورجال الأعمال، سوف يلتقي حوالي مئة طالب إفريقي مع ثلاثين طالبًا إسرائيليًّا في أول قمة شبابية إسرائيلية-إفريقية، حسبما قال مدير لجنة تنظيم المؤتمر الإسرائيلي-الإفريقي، برونو فينل، التوغولي الفرنسي ذو الأصول اليهودية(6).
وبالإضافة إلى التوغو، هناك دول إفريقية لها علاقات متميزة جدًّا مع إسرائيل، وهي: كينيا وتنزانيا ورواندا وأوغندا وكوت ديفوار وغينيا الاستوائية وغانا وزامبيا، وهي دول تسعى دبلوماسيًّا إلى نجاح مؤتمر لومي بين إسرائيل والقارة الإفريقية(7).

كانت إسرائيل قد استضافت، في ديسمبر/كانون الأول 2016، مؤتمرًا زراعيًّا خاصًّا بدول إفريقيا الغربية للتباحث حول الإنتاج المستدام في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وقد حضره وزراء خارجية كل من نيجيريا، وتوغو، وليبيريا، وغينيا، والرأس الأخضر، وغامبيا، وسيراليون؛ ومسؤولون كبار من بنين، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، وغانا، وغينيا بيساو، والسنغال(8).

إذا استثنينا المغرب ومصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا والصومال وجزر القمر والجمهورية العربية الصحراوية (البوليساريو) وجنوب إفريقيا وجيبوتي وزمبابوي (وهناك تحفظ بالنسبة لمشاركة السنغال والنيجر ومالي ونيجيريا) فإن احتمالات المشاركة في مؤتمر إفريقيا وإسرائيل قد تكون في حدود ثمان وثلاثين دولة إفريقية.

وينشط المغرب وجنوب إفريقيا (معززين بفلسطين من خارج إفريقيا) في مساع رامية لعرقة هذه الفعالية، ويؤكد المغرب أن له موقفًا مبدئيًّا من القضية الفلسطينية، وأن العاهل المغربي، محمد السادس، هو رئيس لجنة القدس المنوط بها حماية القدس الشريف من خلال التصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي للقدس. وفي شهر يونيو/حزيران 2017، علَّق العاهل المغربي، محمد السادس، مشاركته في اجتماع للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس” بمونروفيا عاصمة ليبيريا بسبب مشاركة نتنياهو في ذلك الاجتماع، بالرغم من سعي الرباط إلى العضوية في المجموعة. وفي الوقت نفسه تذهب التقارير الإعلامية التوغولية والإسرائيلية إلى أن المغرب لا ينظر بعين الريبة لهذا المؤتمر لأسباب مبدئية تتعلق بنصرة القضية الفلسطينية وإنما لأن الرباط ترى أن تل أبيب ستنافسها في السوق الإفريقية الواعدة، ومن المعلوم أن للمغرب علاقات اقتصادية وسياسية عميقة مع العديد من دول إفريقيا الغربية. ويستثمر المغرب في إفريقيا الغربية عمومًا وفي توغو بشكل خاص في القطاعات المصرفية وفي النقل وفي المواصلات(9).

وفي ذات السياق، يبدو أن جمهورية جنوب إفريقيا هي الأخرى، تسعى إلى عرقلة القمة؛ فقد أصدر حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في البلاد، “وثيقة نقاش” في يوليو/تموز 2017، تدعو إلى خلق مبادرات لعرقلة اقتراب إسرائيل من الدول الإفريقية عامة وإلى عدم انعقاد المؤتمر في لومي بشكل خاص. وتؤكد جنوب إفريقيا على تضامنها مع “شعب غزة ومع مساعي الفلسطينيين في إقامة دولتهم”، وتعتبر وثيقة الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا أن “إسرائيل تبحث عن داعمين في القارة الإفريقية بهدف تقويض القضية الفلسطينية”. وما فتئت جنوب إفريقيا منذ إزاحة النظام العنصري الذي انتهي عام 1994 وفيةً لموقف الرئيس السابق نيلسون مانديلا الذي يرى أن شعب جنوب إفريقيا لن يستكمل حريته إلا بعد تحرير فلسطين، فهذا المبدأ راسخ في أدبيات موقف جنوب إفريقيا من إسرائيل. ولعل وقوف إسرائيل في السابق مع نظام الفصل العنصري “الآبارتايد” بجنوب إفريقيا، ما زال ماثلًا في ذاكرة الساسة في جنوب إفريقيا خصوصًا عند حزب المؤتمر الوطني الحاكم وهو ربما ما يفسِّر هذا الدعم للفلسطينيين والرفض للنفوذ الإسرائيلي في إفريقيا(10).

وستكون موريتانيا من بين الدول المعارضة لهذا المؤتمر؛ حيث نتذكر أن إسرائيل كانت قد أرسلت، في 26 يونيو/حزيران 2014، وفدًا إلى قمة الاتحاد الإفريقي في مالابو بغينيا الاستوائية، سعيًا للحصول على صفة مراقب، لكن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الذي كان يومها الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، رفض حضور هذا الوفد جلسات المؤتمر، وهو رفْض عززته وفود إفريقية أخرى لدول أعضاء دفع بخروج الوفد الإسرائيلي من مركز المؤتمرات(11).

وتعتبر السنغال من الدول الإفريقية الوازنة وكانت قد أعادت علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل مؤخرًا، مع أننا لا ننسى أن السنغال قدمت، إلى جانب كل من فنزويلا ونيوزيلندا وماليزيا، مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية ويطالب بتعليق الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية من أجل إنقاذ حل الدولتين. كما استضافت داكار فعالية كبيرة نظَّمتها هيئات مدنية للتضامن مع الأسير الفلسطيني، هذا فضلًا عن أن علاقات السنغال بتوغو ليست على ما يرام؛ إذ إن توغو امتنعت من مساندة المرشح السنغالي، عبد الله باتيلي، لرئاسة لجنة الاتحاد الإفريقي وساندت المرشحة الكينية، أمينة محمد، خلال آخر مؤتمر للاتحاد الإفريقي، في يناير/كانون الثاني 2017، وقد فاز بذلك المنصب مرشح ثالث وهو التشادي موسى فكي محمد. فهل ستظل داكار على موقفها من إسرائيل أم أن البراغماتية ستدفع بالرئيس السنغالي مكي صال إلى حضور القمة؟(12).
وبالنسبة لنيجيريا، فمنذ وصول الرئيس، محمدو بخاري، للسلطة، عام 2015، ساءت العلاقات مع إسرائيل، وقد صوَّتت نيجيريا في بعض الأحيان لصالح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية لكن وزير خارجيتها شارك، في ديسمبر/كانون الأول 2016، في مؤتمر زراعي خاص بدول إفريقيا الغربية استضافته إسرائيل في القدس الشريف. ومن المحتمل أن تعلن نيجيريا عن حضور القمة عند اقترابها يعتذر الرئيس محمدو بخاري عن المشاركة تحت ضغط القوى المسلمة الناخبة في الشمال والتي أوصلته للسلطة والتي تتعاطف مع القضية الفلسطينية. وستظل إسرائيل تعمل جاهدة لاستمالة السنغال ونيجيريا وحتى جنوب إفريقيا لحضور مؤتمر لومي. وفي نفس السياق فإن مالي والنيجر بحكم ضعف نظاميهما السياسيين وهشاشة البنية الاقتصادية وخطورة الأوضاع الأمنية فإنه من المحتمل أن يشارك في المؤتمر كل من إبراهيم بوبكر كيتا ومحمدو يوسفو رئيسي مالي والنيجر. وقد لا يحضر الرئيس الغيني ألفا كوندي، لا لأن غينيا كوناكري ليست لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، لكن بسبب كونه الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وسيكون في حضوره وهو يحمل هذا الاسم القاري إحراجا للدول الإفريقية التي لم نحضر. لذلك قد لا يحضر بسبب رئاسته الدورية لهذه المنظمة القارية ما دام هذا المؤتمر لا يحظى بإجماع إفريقي.

إسرائيل في إفريقيا: التمدد المطَّرد

ما فتئت إسرائيل تسعى للتقارب مع دول القارة الإفريقية؛ حيث التنافس على أشده بين العديد من القوى الاقتصادية الكبرى كأميركا والصين واليابان والاتحاد الأوروبي وتركيا والهند والبرازيل وإيران. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاضرًا للمؤتمر الرئاسي الحادي والخمسين لمنظمة التعاون الاقتصادي بغرب إفريقيا “إيكواس” في مونروفيا، في 4 يونيو/حزيران 2017، وقد دُعي إلى تلك الفعالية دعوة شرفية، وكان حضوره للفعالية سببًا في تغيب ملك المغرب، محمد السادس، عنها رغم سعي المغرب للانضمام لهذه المنظمة الإقليمية الإفريقية(13). ركزت إسرائيل -فيما يبدو- في البداية على شرق إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي؛ ففي صيف سنة 2016، زار نتنياهو أربع دول في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، هي: أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا. وقد اتضح من خلال تلك الزيارة أن الرهانات الاقتصادية والاستراتيجية هي المحرك الأساسي للدبلوماسية الإسرائيلية في إفريقيا. وقبل جولة نتنياهو الإفريقية قام وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان في يونيو/حزيران 2014 بزيارة رواندا وإثيوبيا وكينيا بشرق إفريقيا وبالقرن الإفريقي، كما زار غانا وكوت ديفوار بغرب إفريقيا سعيًا منه للتمكين للرغبة الإسرائيلية في الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.

ولعل الوقوف على تطور العلاقة بين إسرائيل وهذه الدول الأربع التي زارها تنتنياهو في السنة الماضية يعطي نموذجًا من نماذج الاختراق الإسرائيلي والنفوذ الذي بدأ يتمكَّن ويتجذَّر(14).

بالنسبة لأوغندا، فقد زارها نتنياهو، بداية يوليو/تموز 2016، بمناسبة ذكرى مصرع شقيقه الأكبر، جوناثان نتنياهو، الذي مات في مطار عنتيبي بأوغندا، في يوليو/تموز 1976، خلال غارة الكوماندوز الإسرائيلي الشهيرة والتي كان هدفها تحرير رهائن طائرة اختطفها فلسطينيون ورفقاء لهم كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس. وقد أصبحت علاقة كمبالا بتل أبيب في عهد الرئيس الأوغندي الحالي، يوري موسيفيني، حميمية. ومنذ 1994، باتت أوغندا محطَّ اهتمام إسرائيل والدول الغربية فأرسلت أوغندا عناصر من جيشها إلى الصومال، والعراق، وأفغانستان. في مقابل ذلك، دفعت الولايات المتحدة 750 مليون دولار سنويًّا، كمساعدات لأوغندا، من بينها 170 مليون دولار من المساعدات العسكرية. وخلافًا لعيدي أمين، المقرَّب من الدول العربية والمتعاطف مع القضية الفلسطينية، فإن موسيفيني ظل حليفًا قويًّا لإسرائيل وللدول الغربية. ورغم عدم وجود سفارة لإسرائيل في أوغندا منذ أن طردهم منها الرئيس الراحل، عيدي أمين، عام 1972، فإن موسيفيني زار إسرائيل مرارًا كما تستقبل إسرائيل باستمرار ضباطًا أوغنديين لتدريبهم، وتبيع أسلحة لأوغندا بشكل دائم، بينما تصوِّت أوغندا عادة في الأمم المتحدة لصالح إسرائيل(15).

وتحظى كينيا بعلاقات خاصة وحميمة مع إسرائيل، وكان الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، خلال وجوده في تل أبيب، هو من وجَّه الدعوة، في فبراير/شباط 2016، لنتنياهو لزيارة نيروبي. وكثيرًا ما ذكَّرنا المؤرخون بأن حامل لواء المشروع الصهيوني، تيودور هرتزل، كان قد دعا إلى إقامة دولة إسرائيل على مرتفعات الريفت بكينيا، سنة 1903، إلا أن مشروعه الإفريقي تم تناسيه بعد وفاته سنة 1904. ويوجد بنيروبي أهم كنيس يهودي بإفريقيا وقد تم الاحتفال بمئويته سنة 2012. وإذا كانت أول سفارة لإسرائيل بإفريقيا قد فُتحت في العاصمة الغانية أكرا سنة 1957 فإن بعثة دبلوماسية إسرائيلية قد فُتحت بكينيا سنة 1963(16).

وتتصف العلاقات الرواندية بإسرائيل بالدفء، وقد سبق لبول كاغامي، رئيس رواندا، أن زار إسرائيل، في مايو/أيار 2008، وشارك في احتفالات مرور 60 عامًا على تأسيس إسرائيل. وقد وقفت رواندا مرارًا مع إسرائيل في المحافل الدولية ومن ذلك امتناعها عن التصويت على مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، في عام 2014، عندما كانت رواندا عضوًا في مجلس الأمن الدولي، ويربطها العديد من المصالح الاقتصادية والعسكرية مع إسرائيل؛ حيث تتراوح قيمة الصادرات الإسرائيلية السلعية إلى رواندا سنويًّا ما بين 1.6 إلى 2 مليون دولار، في حين تبلغ الصادرات الرواندية حوالي 1.9 مليون دولار سنويًّا. وتنشط شركات الخدمات الأمنية الإسرائيلية في مجال التدريب العسكري وخاصة وحدات الحرس الجمهوري في رواندا، كما تشرف إحدى شركات الاستشارات الأمنية الإسرائيلية على نظم التأمين الخاصة بمطار كيجالي وقرية البضائع الرواندية. وتدعم رواندا شأنها في ذلك شأن أوغندا حصول إسرائيل على صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي.

وتعتبر رواندا الدولة الإفريقية الرئيسية التي تُهجِّر إسرائيل نحوها اللاجئين الأفارقة بإسرائيل وذلك بموجب اتفاق بين البلدين تم توقيعه في أبريل/نيسان 2015، ومعظم هؤلاء اللاجئين شباب من جنوب السودان وإريتريا، وتحصل رواندا على ملايين الدولارات مقابل استيعابها لهؤلاء المهاجرين الذين قدَّرتهم “المبادرة الدولية من أجل حقوق اللاجئين” (Irri (Initiative internationale pour les droits des réfugiés بخمسة وأربعين ألف لاجئ وذلك في تقرير لها صدر في سبتمبر/أيلول 2015(17).

أما إثيوبيا فعلاقتها بإسرائيل ليست بالجديدة وقد كانت من أوائل الدول الإفريقية التي أقامت بداية الستينات علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. وفي الوقت الراهن تعرف علاقات البلدين دفئًا وحميمية، وقد أعلنت أديس أبابا دعمها لحصول إسرائيل على صفة عضو في الاتحاد الإفريقي، كما تبادل رؤساء وزراء الدولتين الزيارات مؤخرًا. ويشار إلى أن أكثر من 150 ألف يهودي من أصل إثيوبي يعيشون في إسرائيل الآن يُعرفون بالفلاشا. وتجد إسرائيل في إثيوبيا أفضل حليف إفريقي لأكثر من وجه فثروة إثيوبيا كبيرة وغير مستغلة، واليد العاملة بها رخيصة جدًّا وفيها استقرار سياسي وأمنى وتعرف علاقاتها استقطابًا ببعض الدول العربية، وبشكل خاص مصر، بسبب استغلال مياه نهر النيل وإنشائها سد النهضة الذي سيؤثر على دولتي المصب، مصر والسودان، تحديدًا(18).

وإذا كانت إسرائيل قد وضعت ثقلها في منطقة شرق إفريقيا وفي منطقة القرن الإفريقي بما نسجته من علاقات مع الدول المذكورة ومع غيرها، فإن دبلوماسيتها لم تقف عند هذا الحد بل وجَّهت نفوذها نحو إفريقيا الغربية؛ ففي شهر أغسطس/آب 2017، رفعت السنغال وغينيا، وهما دولتان أغلبية سكانهما مسلمون، في إفريقيا الغربية مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وقد اتفقت داكار وإسرائيل قبل شهرين على تطبيع العلاقات بعد استعادة إسرائيل سفيرها في أعقاب مشاركة السنغال في تقديم قرار 2334 لمجلس الأمن الدولي في شهر ديسمبر/كانون الأول 2016. وألغت إسرائيل أيضًا برامج مساعداتها الخارجية في السنغال ضمن سلسلة خطوات ضد الدول التي دعمت الإجراء ضد المستوطنات الإسرائيلية. وكان نتنياهو قد التقى بالرئيس السنغالي، مكي صال، في 4 يونيو/حزيران 2017، في قمة الإيكواس بليبريا، وبعدها أعادت إسرائيل سفيرها إلى داكار، بينما تعهد السنغال بدعم ترشيح إسرائيل عضوًا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي. كما أعادت غينيا كوناكري علاقتها بإسرائيل، في يوليو/تموز 2016، بعد 50 عامًا من القطيعة. وقد التقى نتنياهو، خلال مؤتمر الإيكواس بمونروفيا، مع رؤساء ست دول إفريقية، من ضمنهم الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا من مالي. وكانت إسرائيل قد اعترضت على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في سبتمبر/أيلول 2015، يطالبها بفتح منشآتها النووية غير المعلنة لمفتشي الأمم المتحدة؛ وقد فشل تمرير هذا القرار وتعثَّر اعتماده بسبب أن عددًا من الدول الإفريقية امتنع عن التصويت أو صوَّت بـ”لا، وتلك الدول هي: توغو ورواندا وكينيا وبوروندي(19). وإذا كان التمدد الإسرائيلي في إفريقيا ينمو أفقيًّا ويزداد عدد الدول التي تحاول إسرائيل استمالتها باطِّراد، فما الذي تجنيه إسرائيل من إفريقيا؟ وماذا تريد الدول الإفريقية من إسرائيل؟

مؤتمر إسرائيل وإفريقيا بين المنافع والمضار

حسب الجهات المنظمة للقمة، سواء تعلَّق الأمر بوزير خارجية توغو، روبرت دوساي، أو رئيس اللجنة المنظمة، برونو فينل، فإنها ستركز على مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية والتعاون في مجالات الزراعة والتقنيات الجديدة، كما ستدفع في اتجاه حصول إسرائيل على وضعية مراقب بالاتحاد الإفريقي(20).

ومن الواضح أن الرئيس التوغولي، نياسنغبي فور، الذي ورث الحكم عن أبيه واستمرت أسرته في الحكم أكثر من نصف قرن بلغت فيها الديون التوغولية مستويات عالية(21)، فضلًا عن احتقان سياسي واجتماعي حيث تعرف توغو منذ فترة حالة غليان من تمظهراتها المظاهرات المطالبة بتعديل دستور 2002 التوغولي الذي أعطى للرئيس ثلاث عهدات كلها خمس سنوات والعودة إلى عهدتين، وضرورة تغيير دستوري ينص على محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين والمتلاعبين بالمال العام، كما تكررت إضرابات المعلمين، والاستياء الشعبي من خلو مستشفيات البلاد ومراكزها الصحية من أي تجهيزات ما جعل الكثير من المرضى يقضون في صمت دون علاج(22) قد وجد في العلاقات من إسرائيل وتعميقها وسيلة لإيجاد شرعية دولية وحماية غربية، وإسرائيل بدورها تبحث عن نفوذ في إفريقيا لا يمكن أن تجده إلا عند أنظمة سياسية على غرار النظام التوغولي ذي التاريخي التوريثي والذي يعيش مشاكل اقتصادية واحتقانا اجتماعي وسياسي. وقد منحت حكومة الرئيس، نياسنغبي فور، رجال الأعمال الإسرائيليين امتيازات كثيرة ولا أدَلَّ على ذلك من أن توغو التي تعتمد على مداخيل استغلال الفوسفات قد منحت هذا الاستغلال منذ سنة 2015 لشركة ألينيلتو (Elenilto) الإسرائيلية ومالكها رجل الأعمال اليهودي، رافي أديري (Raphy Edery)، عميل الموساد السابق، وتشاركها في استغلال الفوسفات التوغولي شركة ونغفو الصينية (Wengfu). والواضح أن لومي تريد من هذا المؤتمر أن يكون انطلاقة علاقات وثيقة بين إسرائيل وإفريقيا خصوصًا أن ما بين 20 إلى 25 رئيسًا إفريقيًّا أعلنوا عزمهم على المشاركة فيه إلى جانب نتنياهو(23).

وردًّا على سؤال موجَّه للرئيس التوغولي، فور، خلال مؤتمر صحفي نُظِّم بمناسبة زيارته لإسرائيل، في شهر أغسطس/آب 2016، حول ما إذا كانت توغو تخشى معارضة دول شمال إفريقيا أو الدول العربية وهي توثِّق علاقاتها بإسرائيل، قال الرئيس التوغولي فور: إن “توغو بلد صغير لم يحصل يومًا على مليارات الدولارات لا من السعودية ولا من قطر. والسكان المسلمون في توغو قليلو العدد وغير نشطين، وبالتالي فإن خطر ردِّ الفعل السياسي منخفض”(24).

وتذكر بعض التقارير أن مبيعات الصناعة العسكرية الإسرائيلية لإفريقيا تزيد على 60% من مداخيل إسرائيل من صناعتها العسكرية التي بلغت عام 2016 نحو 6.5 مليارات دولار؛ حيث زادت تلك المبيعات بمبلغ ثمانمئة مليون دولار عنها في سنة 2015(25). كما تستغل إسرائيل تجربتها الزراعية للتقرب من إفريقيا، وقد أشرنا إلى المؤتمر الوزاري الزراعي الذي عُقد بمدينة القدس، في 5 ديسمبر/كانون الأول 2016، واستمر ثلاثة أيام، وكان تحت عنوان “تقوية الإنتاجية الزراعية المستدامة بالمناطق الجافة وشبه الجافة”، وشارك فيه سبعة وزراء خارجية لكلٍّ من: توغو والرأس الأخضر وسيراليون وغامبيا وغينيا وليبيريا ونيجيريا ووفود من بنين وبوركينافاسو وساحل العاج وغانا وغينيا بيساو والسنغال.

وعلى الرغم مما يلوِّح به الإعلام الإسرائيلي ويؤكده المسؤولون الإسرائيليون في تصريحاتهم، فإن إسرائيل قد باعت لدول القارة الإفريقية قرابة 71 مليون دولار من الأسلحة عام 2009، وارتفع هذا الرقم ليصل إلى 223 مليون دولار عام 2013 ثم 318 مليون دولار عام 2014. فإسرائيل التي تريد أن تكون شريكًا للقارة الإفريقية تعتبر من أكثر الدول تسليحًا لهذه القارة، ومن الصعب التوفيق بين الشراكة الاقتصادية وتغذية أسباب الصراعات.

وإسرائيل لا تمارس التمييز العرقي تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض فحسب بل أُضيف إليهم اليهود الفلاشا القادمون من إثيوبيا؛ إذ يوجد ما يقارب 140 ألف من الفلاشا في إسرائيل، ويطرح اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي مشكلة بسبب النظرة العنصرية المترسخة عند الإسرائيليين تجاه الأفارقة عمومًا. ففي سنة 2011، باتت نسبة 45% من الفلاشا بدون عمل حسب تقرير معهد ميريس جي.دي.سي بروكدال (Myers-JDC-Brookdale) في الوقت الذي تقول التقارير: إن نسبة البطالة بين الإسرائيليين لا تتجاوز 5.6%. وقد زاد عدد الفلاشا العاطلين عن العمل لتصل نسبته إلى 65% سنة 2014. فالإسرائيليون من أصل إفريقي لا يتساوون مع غيرهم في التعليم والسكن. وحسب تقرير صادر عن شبكة الأخبار والتحليلات المتعلقة بإفريقيا وآسيا (Irin) التابع للأمم المتحدة فإن أطفال الفلاشا لا يُقبَلون في بعض المدارس الإسرائيلية(26).

خاتمة

من الواضح أن الحماس الذي تتعامل به إسرائيل في سعيها لعقد قمة لومي بينها وبين دول القارة الإفريقية، وطرقها جميع الأبواب التي كانت موصدة أمامها يؤكد أن العصر العربي في إفريقيا قد ولَّى، وأن الحصار الذي كانت الدول العربية تمارسه دبلوماسيًّا وسياسيًّا أمام اختراق إسرائيل للمجال الإفريقي أصبح في خبر كان؛ حيث لم نلاحظ تحركًا عربيًّا في اتجاه عرقلة مساعي إسرائيل لعقد هذه القمة ما عدا عزوف ملك المغرب عن حضور مؤتمر الإيكواس إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، وما عدا نشاط الهيئات الفلسطينية الرسمية والمدنية لدى بعض الدول الإفريقية.

ومن المحتمل في حالة انعقاد القمة أن تضمن إسرائيل جزءًا مهمًّا من أصوات الكتلة الإفريقية في المحافل الدولية لاستغلاله في التمكين لإسرائيل، وفي معارضة أي قرار قد يدينها في المحافل الدولية، وهو مكسب سياسي واستراتيجي طالما حلمت به تل أبيب، ومن شأنه أن يقلِّل التعاطف الرسمي الإفريقي مع القضية الفلسطينية. كما أنه من المتوقع على الصعيد العسكري أن تتم تفاهمات إسرائيلية-إفريقية من شأنها تجسيد تعاون استراتيجي وأمني بين إسرائيل ودول القارة الإفريقية خصوصًا أن إسرائيل تقدم نفسها وكأن لديها تجربة ناجحة في مكافحة الإرهاب، وطلبات دول القارة الإفريقية باتت متزايدة في سبيل تطوير قدراتها الأمنية والاستخباراتية في مواجهة الإرهاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيدي أحمد ولد الأمير- باحث بمركز الجزيرة للدراسات.

مراجع

(1) Keinon, Herb, “PM to hold summit in October with some 25 African leaders”, The Jerusalem Post, (Visited on 10 August 2017):http://www.jpost.com/Israel-News/Benjamin-Netanyahu/PM-to-hold-summit-in-October-with-some-25-African-leaders-479393

(2) Gaffey, Conor, “Who Are Israel’s Allies—and Enemies—in Africa?” The Newsweek, (Visited on 7 August 2017):http://www.newsweek.com/benjamin-netanyahu-israel-enemies-and-allies-africa-620733

(3) Atch, Emmanuel, “Sommet Israël-Afrique : des voix s’élèvent pour dénoncer la normalisation avec l’Etat hébreu”, Journal latribune.fr, (visité le 10 aout 2017):http://afrique.latribune.fr/politique/2017-07-13/sommet-israel-afrique-des-voix-s-elevent-pour-denoncer-la-normalisation-avec-israel-743951.html

(4) جدل حول قمة إسرائيلية-إفريقية مقبلة ودعوات للمقاطعة”، موقع Euronews، 15 يوليو/تموز 2017، (تاريخ الدخول: 9 أغسطس/آب 2017):http://arabic.euronews.com/2017/07/15/africa-israel-summit-sparks-controversy

(5) Israel-African relations improve as Togo President visits Israel”, BICOM, (Visited on 15 August 2017):http://www.bicom.org.uk/news/israel-african-relations-improve-togo-president-visits-israel/

(6)Sierra Leone News: Israel dismisses efforts to derail upcoming Africa summit”, Awoko, (Visited on 15 August 2017):http://awoko.org/2017/08/08/sierra-leone-news-israel-dismisses-efforts-to-derail-upcoming-africa-summit/

(7) Sommet Afrique Israëlun énième appel du pied de l’état hebreu à l’Afrique Afrique le 360, visité le 10 aout 2017):http://afrique.le360.ma/autres-pays/politique/2017/06/12/12594-sommet-afrique-israel-un-enieme-appel-du-pied-de-letat-hebreu-lafrique-12594

(8) Keinon, Herb, “Large delegation of African agricultural ministers visit Israel sign of flowering tire”, Jerusalem Post, (Visited on 10 August 2017):http://www.jpost.com/Israel-News/Politics-And-Diplomacy/Large-delegation-of-African-agricultural-ministers-visit-Israel-sign-of-flowering-ties-474508

(9) لخضر، يوسف، “إسرائيل تحرِّك المغرب وفلسطين وجنوب إفريقيا نحو مسؤولي توغو”، هسبريس، 14 أغسطس/آب 2017، (تاريخ الدخول: 19 أغسطس/آب2017):http://www.hespress.com/orbites/361187.html

(10) المرجع السابق.

(11) Le président mauritanien barre la route de l’Afrique à Israël”, Financial Afrik, (visité le 10 aout 2017):http://www.financialafrik.com/2014/07/07/le-president-mauritanien-barre-la-route-de-lafrique-israel/#.WZhpRLuQyZ8

(12) hébreu”, togotribune, (visité le 10 aout 2017):http://togotribune.com/togo-sommet-afrique-isral-de-plus-en-plus-isol-faure-gnassingb-saccroche-ltat-hbreu/

(13)“West African leaders, Israeli PM in Liberia for ECOWAS Summit”, Africa News, (Visited on 10 August 2017):http://www.africanews.com/2017/06/04/west-african-leaders-israeli-pm-in-liberia-for-ecowas-summit-photos//

(14) “Benjamin Netanyahu begins East Africa trip in Uganda”, Aljazeera, (Visited on 11 August 2017):http://www.aljazeera.com/news/2016/07/israel-pm-netanyahu-historic-east-africa-trip-160704084656635.html

(15) Epstein, Helen, “Idi Amin’s Israeli Connection”, New Yorker (Visited on 11 August 2017):https://www.newyorker.com/news/news-desk/idi-amins-israeli-connection?mbid=social_twitter

(16) Gaffey, Conor, “Israel’s Netanyahu Apologizes for Causing Kenya Traffic Gridlock”, News Week, (Visited on 11 August 2017):http://www.newsweek.com/israel-netanyahu-apologizes-kenya-traffic-gridlock-478038

(17) “Enquête. Comment Israël se débarrasse de ses réfugiés africains?”, courrier International, (visité le 12 aout 2017):http://www.courrierinternational.com/article/enquete-comment-israel-se-debarrasse-de-ses-refugies-africains

(18) “Netanyahu arrives in Addis Ababa”, Ethiopian new agency, (Visited on 13 August 2017):http://www.ena.gov.et/en/index.php/politics/item/1607-netanyahu-arrives-in-addis-ababa

(19) انظر: “فايننشيال تايمز: إسرائيل تبحث بإفريقيا عن حلفاء جدد”، الجزيرة نت، 31 مارس/آذار 2016، (تاريخ الدخول: 9 أغسطس/آب 2017):goo.gl/82NenK

(20) “PM to hold summit in October with some 25 African leaders”, The Jerusalem Post, (Visited on 13 August 2017):http://www.jpost.com/Israel-News/Benjamin-Netanyahu/PM-to-hold-summit-in-October-with-some-25-African-leaders-479393

(21) “تذكر تقارير البنك الدولي أن الدَّيْن التوغولي زاد على 81% من الناتج المحلي الخام”، togotribune، 28 يونيو/حزيران 2017، (تاريخ الدخول: 14 أغسطس/آب 2017):https://togotribune.com/news/le-togo-finance-sa-dette-avec-de-la-dette-28-juin-2017/

(22) “Togo, Sommet Afrique-Israël: De plus en plus isolé, Faure Gnassingbé s’accroche à l’État hébreu”, Op, cit.

(23) “Togo : Elenilto et Wengfu désignés pour développer l’un des plus grands gisements de phosphates d’Afrique”, Jeune Afrique, (visité le 9 aout 2017):http://www.jeuneafrique.com/263375/economie/togo-elenilto-et-wengfu-designes-pour-developper-lun-des-plus-grands-gisements-de-phosphates-dafrique/

(24)“Togo Organizing Israeli-African Security and Development Summit”, The Tower, (Visited on 13 August 2017):http://www.thetower.org/3777-togo-organizing-israeli-african-security-and-development-summit/

(25) 25Ahren, Raphael, “Israel dismisses efforts to derail upcoming Africa summit” Times of Israel, (Visited on 13 August 2017):http://www.timesofisrael.com/israel-dismisses-efforts-to-derail-upcoming-africa-summit/

(26) “Israël: pourquoi les Falashas sont en colère”, L’Express, (visité le 12 aout 2017):http://www.lexpress.fr/actualite/monde/proche-moyen-orient/israel-pourquoi-les-falashas-sont-en-colere_1677052.htm