الخرطوم – طفت على السطح مجددا أزمة مثلث حلايب وشلاتين بين مصر والسودان بعد أشهر من خيارين اقترحتهما الخرطوم يتعلقان بالتفاوض أو اللجوء إلى التحكيم الدولي لحل الأزمة نهائيا، وهو ما تعتبره القاهرة أمرا مرفوضا.
واتهم وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور جهات، لم يسمها، بالسعي إلى تعكير علاقات بلده مع مصر، وأقر بأن العلاقات ليست على ما يرام، لكنه أكد حرص القيادة السياسية في البلدين على الدفع بالعلاقات نحو الأمام وحل أي مشكلات.
وأكد في مقابلة مع قناة “الشروق” السودانية أذاعتها ليلة الثلاثاء، أن هناك انشغالات بين السودان ومصر تشمل قضايا المياه وتداخلات المواطنين في الدولتين وقضية حلايب. وقال إن “تمصير حلايب لن يجعلها مصرية بأي حال”.
وأوضح أن “مصر تدرك حقيقة الوثائق السودانية التي تؤكد سودانية حلايب ونحن جاهزون لأي خيار تختاره مصر لحل القضية”، محذرا من بقاء حلايب كـ”شوكة في خاصرة علاقة البلدين”.
ويحاول الرئيس عمر البشير استغلال حالة الغضب لدى بعض القطاعات المصرية على خلفية إعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، لفرض أمر واقع على القاهرة ظنا منه أن الفرصة مواتية لحسم الموقف من المثلث الحدودي المتنازع عليه منذ عقود.
ويمثل النزاع المصري السوداني حول المثلّث أحد أسباب التوتّر بين البلدَين، إذ تتجدّد لغة التصعيد بينهما بين الفينة والأخرى وسط عدم توفر حلول دبلوماسية حقيقية لمعالجة الملف المؤجّل منذ تفجّره في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستقلال السودان في 1956.
ويرى مراقبون أن البشير يحاول أن يغطي على أزمات بلاده الداخلية، ويتودد إلى معارضيه ويرسل لهم رسائل مضمونها أنه يحافظ على الأرض.
وأقر غندور خلال اللقاء بتعرض سودانيين لمضايقات في مصر. وقال إن “ذلك يسبب لنا إزعاجا وهو أمر غير مقبول”.
العرب اللندنية