كيف يرى قائد القوات الأمريكية السابق في العراق مستقبل الشرق الأوسط؟

كيف يرى قائد القوات الأمريكية السابق في العراق مستقبل الشرق الأوسط؟

99874476_l

للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، عاد الجنرال ديفيد بترايوس، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق بين عامي 2007 و2008، إلى بغداد الأسبوع الماضي. وكان الجنرال الأمريكي هناك لحضور المنتدى السنوي في السليمانية، الذي يجمع معًا القادة والمفكرين والأكاديميين العراقيين في الجامعة الأمريكية في إقليم كردستان شمال العراق.

وفي تعليقاته الأوسع نطاقًا حتى الآن على الأزمة الأخيرة في العراق وسوريا، أجاب بترايوس عن أسئلة ليز سلاي المكتوبة من صحيفة واشنطن بوست، وقدم نظرة ثاقبة للأخطاء التي ارتكبت، ولآفاق الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وفيما يلي خمس نقاط رئيسة أبرزها الجنرال الأمريكي في المقابلة حول مستقبل الشرق الأوسط:

1- الميليشيات الشيعية وإيران تشكل الآن تهديدًا إقليميًا أكبر من تهديد الدولة الإسلامية:

الدولة الإسلامية بالفعل “على طريق الهزيمة“، على الأقل في العراق، وذلك بفضل الجهد الدولي والإقليمي والعراقي ضدها. وأكبر تهديد الآن هو الميليشيات الشيعية التي تقوم بالاستيلاء على الأراضي التي تحتلها الدولة الإسلامية، بدعم إيراني.

وقال بترايوس: “إن التهديد الأبرز لاستقرار العراق على المدى الطويل، وعلى التوازن الإقليمي الأوسع، ليس الدولة الإسلامية، بل الميليشيات الشيعية، وكثير منها تدعمها إيران“. وأضاف: “إن النظام الإيراني الحالي ليس حليفنا في الشرق الأوسط. وهو في نهاية المطاف جزء من المشكلة وليس الحل. وكلما ازدادت هيمنة الإيرانيين على المنطقة، كلما تأجج التطرف السني، وهو ما يوفر الوقود لصعود جماعات مثل الدولة الإسلامية“.

2- لا يمكن إيجاد حل للدولة الإسلامية دون تمكين القوى السنية المحلية:

لن يكون كافيًا أن تقوم وحدات شيعية من الجيش أو الميليشيات العراقية باستعادة الأراضي. ويجب تحديد القوى السنية القادرة، والتي من شأنها أن تعتبر قوى “محررة، وليست غازية“، قبل أن يتم إطلاق المعارك. وهذا سيتطلب إجراء مصالحة سياسية واسعة بين الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، والسنة في البلاد.

وقال بترايوس: “خلاصة القول هي أن هزيمة داعش لا تتطلب فقط تدميرها على أرض المعركة، ولكن في نفس الوقت، إحياء المصالحة السياسية مع السنة. يحتاج سنة العراق إلى أن يعودوا إلى الحظيرة. وهم بحاجة للشعور بأن لديهم مصلحة في نجاح العراق، بدلًا من فشله“.

وأضاف الجنرال الأمريكي أن التقارير عن الفظائع التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية ضد السنة في المناطق التي اقتحمتها “تشكل أفضل أمل لداعش بالبقاء، وتدفع السنة إلى الشعور مرة أخرى بضرورة رفض وجود القوات العراقية في مناطقهم“.

3- سوريا هي أصل المشكلة الجيوسياسية ويجب التعامل معها على الفور

على الرغم من أن إدارة أوباما تعكف على تنفيذ برنامج لتدريب وتجهيز الثوار السوريين المعتدلين لمحاربة الدولة الإسلامية، لا زال يعد هذا الجهد قاصرًا، وإذا ما كانت هناك رغبة برؤية القوة الجديدة تعمل على نحو فعال، فسوف تكون هناك حاجة أيضًا لاتخاذ خطوات لوقف الغارات الجوية من قبل الحكومة السورية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال بترايوس: “تساؤلات مشروعة … من الممكن أن تثار حول الكفاية الحالية لهذا الجهد من حيث الحجم، والنطاق، والسرعة، وتوفر الموارد“. وأضاف: “أنا في قلق بالغ إزاء ظاهرة الانهيار المستمر لسوريا، وحتى يعالج هذا الأمر، سوف تستمر سوريا في بث عدم الاستقرار والفكر المتطرف إلى المنطقة برمتها“.

4- تأثير أمريكا في تضاؤل ​​مستمر في الشرق الأوسط

خلق انسحاب القوات الأمريكية من العراق، والمؤشرات التي أصدرتها إدارة أوباما إلى أن أولوياتها تكمن في مكان آخر، وعدم اهتمام هذه الإدارة بحرب سوريا، الانطباع بأن النفوذ الأمريكي يتضاءل.

وقال بترايوس: “ساهم انسحابنا من العراق في أواخر عام 2011 بخلق التصور بأن الولايات المتحدة انسحبت من الشرق الأوسط. وقد أدى هذا التصور إلى تعقيد قدرتنا على تشكيل التطورات في المنطقة، وبالتالي على تحقيق مصالحنا. وقد هزت هذه التصورات أيضًا العديد من حلفائنا، وجعلت لفترة على الأقل، من الصعب إقناعهم بدعم نهجنا“.

5- أبلغ بترايوس الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، أن “يجرش الرمال”

في عام 2008، وبينما اندلعت معارك عنيفة في بغداد بين القوات الأمريكية والميليشيات الشيعية، بما في ذلك تلك التي تقاتل ضد الدولة الإسلامية اليوم، نقل وسيط عراقي رسالة إلى بترايوس من الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، وهو رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تقول: “الجنرال بترايوس، يجب أن تكون على علم بأنني أنا، قاسم سليماني، أتحكم بسياسة إيران في العراق وسوريا ولبنان وغزة وأفغانستان“. ويقول بترايوس إنه طلب من الوسيط أن يقول لسليماني بأن “يجرش الرمال“.

ولكن في هذه الأيام، يزور الجنرال سليماني الخطوط الأمامية في العراق بانتظام، بقدر ما اعتاد بترايوس على زيارتها عندما قاد قوات بلاده هناك. وقد انتشرت صور جولات خصمه السابق في ساحة المعركة على نطاق واسع في وسائل الإعلام الاجتماعية، وهو ما يثير لدى بترايوس أفكارًا قال إنه لا يستطيع مشاركتها.

وأضاف الجنرال الأمريكي: “تخلق هذه الصور لدي العديد من الأفكار. ولكن معظم هذه الأفكار لن تكون مناسبة للنشر في صحيفتكم التي تعد صحيفةً لكل أفراد العائلة“.

واشنطن بوست – التقرير