من مشرق ريسان: أغلقت مراكز الاقتراع في كردستان العراق، ومناطق خارج الإقليم، أبوابها، مساء أمس الإثنين، بعد تمديد المفوضية العليا للاستفتاء مهلة التصويت لساعة إضافية، وسط توقعات بصدور النتيجة «شبه المحسومة» لصالح الاستقلال، بعد ساعات من إقفال مراكز الاقتراع.
ودعي خمسة ملايين مقترع للمشاركة في أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد.
رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، أدلى بصوته في ساعة مبكرة من صباح أمس في أربيل، فيما شهدت مراكز التصويت كثافة ملحوظة، إذ وصلت نسبة المشاركة إلى 80٪، وفق مصادر كردية.
وسارعت بغداد إلى الرد على الخطوة الكردية، إذ صوت مجلس النواب العراقي على قرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي: «في حـــــال حدوث اي صدام أو اشتباك في هذه المناطق، القوات الاتحادية ستفرض القانون وتفرض النظام وتؤمن سلامة واستقرار المناطق والمواطنين».
وعقب قرار البرلمان العراقي، وجّه العبادي، الأجهزة الأمنية بـ«حماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم».
وجاء توجيه العبادي بعد أن تناقل عدد من الناشطين والإعلاميين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مناشدة من أهالي ناحية ربيعة التابعة لسهل نينوى، مفادها أنهم أجبروا على الذهاب للاستفتاء «قسراً وتحت التهديد»، من قبل قوات البيشمركه الكردية.
وفي تطور لاحق، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوة من «عصائب أهل الحق» أحد تشكيلات «الحشد الشعبي»، مع قوات «البيشمركه» في قضاء طوزخورماتو جنوب محافظة صلاح الدين والمحاذي لكركوك من جهة الجنوب، على إثر منع قوات البيشمركه لـ«العصائب» من دخول المدينة، طبقاً لمصادر محلية.
وفي وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية أن الجيش العراقي سيبدأ مناورات كبيرة مع الجيش التركي على الحدود المشتركة بين البلدين، أطلق المسؤولون الأتراك تهديدات بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على الإقليم، تبدأ بالإغلاق التدريجي للحدود البرية مع الأخير، مروراً بمنعه من تصدير النفط للعالم، وصولاً إلى التدخل العسكري «في حال تعرض تركمان العراق لاعتداء».
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد على أن بلاده تتحكم بـ«صنبور نفط شمال العراق»، ملوحاً بإغلاقه ومنع الإقليم من تصدير نفطه إلى العالم.
كذلك أعلنت إيران أن الحدود البرية مع كردستان العراق لا تزال مفتوحة لتتراجع بذلك عن تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الخارجية.
إلى ذلك قال مسؤولان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منع مسؤولي حكومته من التعليق على الاستفتاء بعد انزعاج تركيا من إعلان إسرائيل في 13 سبتمبر/ أيلول تأييدها لقيام دولة كردية مستقلة.
القدس العربي