ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الهجوم الذي أمرت الحكومة العراقية بشنه لطرد تنظيم داعش من مدينة تكريت، يتم على يد ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، إلا أنه توقف لمدة أسبوع.
ورأت الصحيفة أن المرونة التي اتسمت بها دفاعات تنظيم داعش في مسقط رأس صدام حسين، توحي بأن تحرير مدن أكبر عبر شمال وغرب العراق، ومنها الموصل، قد يكون أصعب مما توقعه مسؤولون عراقيون، ومن جهة أخرى، قد يكون لكبح جماح ميليشيات شيعية أثناء محاولتها السيطرة على منطقة سنية بعض النتائج الإيجابية، فإن تنامي سلطة تلك الميليشيات، بتكتيكاتها الوحشية، وأيديولوجيتها الطائفية وتحالفها مع بعض الفصائل الإيرانية المتشددة، قد أصبح عائقاً في سبيل تحقيق استقرار العراق، كما هو تنظيم داعش.
التقليل من خطر المليشيات
وأشارت واشنطن بوست إلى أن إدارة الرئيس أوباما، في تركيزها على استكمال صفقة نووية مع إيران، من باب سعيها للتقليل من المشاركة الأمريكية في الحرب العراقية الحالية، لعبت دوراً في التقليل من خطر الميليشيات الشيعية، وفي حين لم تدعم الولايات المتحدة الهجوم على تكريت بغارات جوية، وصفه مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى بأنه تطور إيجابي.
سياسة الأرض المحروقة
وكما تشير الصحيفة، كشف تقرير جديد صدر عن هيومان رايتس ووتش كيف اتبعت الميليشيات الشيعية سياسة الأرض المحروقة الوحشية في المناطق التي حررتها من قبضة داعش، إذ بعد أن أدت الضربات الجوية لإجبار داعش على الخروج من مدينة آميريلي في شمال شرق العراق، الصيف الماضي، ارتكبت الميليشيات مذبحة طائفية، فأحرقت وسوت بالأرض آلاف المنازل وغيرها من المباني في عشرات المدن السنية، وكانت النية إجراء تغيير ديموغرافي لمناطق عرفت سابقاً بتنوعها الطائفي، حتى يتمكن الشيعة من السيطرة عليها.
وتقول واشنطن بوست إن هيومان رايتس ووتش استعانت بصور التقطت عبر الأقمار الصناعية لإظهار حقيقة تدمير ٣٨٠٠ مبنى في ٣٠ مدينة وقرية في المنطقة المحيطة بآميريلي، وفي الوقت الحالي، وعند دارسة صور التقطت من الجو لمناطق استولت عليها القوات الشيعية حول تكريت، يقول باحثون بأنهم يخشون من تنفيذ نفس التكتيكات، وذلك على الرغم من ادعاءات الحكومة العراقية بأن السكان السنة سوف يتم حمايتهم، وأنه سوف يسمح للاجئين بالعودة.
الافتقار للسلطة
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد إصرار إدارة الرئيس أوباما في الصيف الماضي على استبدال رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي بسبب أجندته الشيعية الطائفية، يبدو اليوم رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، أكثر التزاماً بإجراء مصالحة مع السنة والأكراد، إلا أنه يفتقر للسلطة الكافية للإيفاء بوعوده في كبح جماح الميليشيات الشيعية، التي تسعى، بقيادة قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني للسيطرة على تكريت.
تسريع عمليات التدريب
واعتبرت الصحيفة أنه في حال فشل الهجوم، فإن من يؤيدون أجندة العبادي، ومنهم الأكراد وزعماء القبائل السنية، ستتاح لهم الفرصة لتأكيد أنفسهم ومكانتهم، ولكن لن تكون هناك فرصة لوقف ممارسات الميلشيات الشيعية ما لم تغير إدارة أوباما سياستها في التغاضي عن مجازرهم، وعوضاً عن ذلك، يجب على واشنطن الإسراع في تدريب وتجهيز الوحدات العسكرية النظامية، وخاصة في المنطقة الكردية، وأن تصر على وجوب بدء العبادي في تطبيق إصلاحاته السياسية الموعودة.