لندن – لا يمكن اقتطاع ما يحدث في شمال العراق من سياق صراع إقليمي في العراق كان طرفاه إيران وتركيا، الجارتان اللتان استثمرتا الكثير من أجل أن تكون الفوضى هي قاعدة التفاهمات بين القوى السياسية العراقية التي لا تملك مرجعية وطنية مشتركة.
لقد نشأت أجيال عراقية تنظر بريبة لكل ما له علاقة بإيران وتركيا. وكما يبدو فإن إيران استطاعت عبر سنوات التحالف الشيعي ــ الكردي في طوريه المعلن والخفي أن تؤسس لعلاقة مستقبلية بين الطرفين تقوم أساسا على تقسيم المغانم بينهما انطلاقا من تقسيم جغرافي قد لا يكون طلاقا نهائيا. وهو ما بدا واضحا من خلال إتاحة الفرصة للأكراد للاستيلاء على ما سمي دستوريا بالمناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك في خضم الانشغال العام بالحرب على داعش.
بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن ما أشار إليه من خيانة الطرف الكردي قد يشمل أطرافا أخرى سيكون عليه أن يتحاشى الإشارة إليها خشية أن يُرمى بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ذي سيادة.
ومن المؤكد قياسا لحجم ردود الفعل في مواجهة مشروع الانفصال الكردي أن تركيا هي الأكثر تضررا فهي الجهة الوحيدة التي أبدت استعدادها لإجهاض حلم قيام الدولة الكردية من خلال التدخل فيما اكتفت إيران ببيان باهت الملامح ولا يقول شيئا محددا. وهو ما يعني أن إيران كانت على علم بما يُخطط من وراء تركيا. لذلك لن يكون نافعا لتركيا التنسيق مع حكومة بغداد من أجل محاصرة الإقليم الكردي.
العرب اللندنية