واصل الجيش التركي، السبت، تحركاته العسكرية بالمناطق الجنوبية المتاخمة للحدود السورية، في إطار استعداداته لدخول محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر، وسط تأكيد البنتاغون دعمه للتحركات التركية بإدلب.
وقالت وكالة الأناضول إن الجيش نشر بقضاء ريحانلي التابع لولاية هطاي (جنوب) ما يقرب من ثلاثين ناقلة جنود مدرعة، ومدافع هاوترزكانت.
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في تركيا -نقلاً عن مصادر عسكرية- بأن كلاً من رئيس هيئة الأركان التركية وقائد القوات البرية وقائد القوات الجوية ورئيس جهاز الاستخبارات التركية؛ قاموا بزيارة تفقدية للقوات المتمركزة في المناطق الحدودية في مدينة أنطاكيا.
وأضاف المراسل أن قادة هذه القوات زودوا الوفد بمعلومات بشأن المهام والتحضيرات التي يقومون بها في إطار العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن الجيش السوري الحر استقدم حشودا عسكرية على الجانب التركي من الحدود مع سورياغرد النص عبر تويتر.
عملية جديدة
واعتبر الرئيس التركي أن محافظة إدلب تشهد عمليات عسكرية جديدة، وإن هذه العمليات ستستمر، موضحا أن هذه العمليات يقوم بها الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي دون عبور الجيش التركي للحدود مع سوريا، وأضاف أن القوات الروسية تقدم الدعم الجوي للجيش السوري الحر.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد -في وقت سابق أمس- أن هدف بلاده من نشر قوات في إدلب هو وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، السبت، دعمها للتحركات التركية الرامية إلى حماية وقف إطلاق النار في إدلب.
وقال المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون “ندعم جهود تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مكافحة الإرهاب، ومساعيها الرامية إلى حماية حدوده”.
جاء ذلك في تصريح مكتوب للمسؤول العسكري الأميركي شدد فيه أيضا على “دعم بلاده لتركيا في مساعيها الرامية إلى منع إنشاء مناطق آمنة للتنظيمات الإرهابية”.
وأوضح باهون أن موقف الولايات المتحدة الأميركية من جبهة النصرة المعروفة باسم جبهة تحرير الشام لم يتغير، مضيفا أن هذه الجبهة تعد امتدادا للقاعدة في سوريا، ومدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية”.
وزعم المتحدث أن جبهة النصرة، التي أعلنت من قبل قطع علاقاتها بالقاعدة، لا زالت لها صلات بها حتى الآن، وتنفذ أجندة الأخيرة وأهدافها، وغير معنية بأهداف الشعب السوري.
خفض التوتر
ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار مفاوضات أستانا (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/ أيار الماضي.
في المقابل، نددت هيئة تحرير الشام بعملية عسكرية تستهدف محافظة إدلب في شمال سوريا بدعم تركي روسي، وقالت في بيان إنها لن تكون “نزهة للفصائل التي وقفت بجانب الروس”.
وذكرت الهيئة أن “تصريحات متضاربة انتشرت على وسائل الإعلام حول مساندة الروس لفصائل المعارضة من أجل قتال المجاهدين الذين يقاتلون النظام السوري وحلفاءه”.
وأضافت الهيئة -التي تسيطر على معظم محافظة إدلب- أن ذلك الأمر واكبته “تحركات فصائل درع الفرات لتكون أداة لتنفيذ مخرجات مؤتمر “أستانا 6″، ويصبح الروس هم الضامن وصاحب الدعم الجوي، بينما الفصائل أداته على الأرض، لإثبات مخطط التقسيم وبيع الثورة في أروقة المؤتمرات”.
المصدر : الجزيرة + وكالات