حكومة بغداد تستعين بسليماني للضغط على البارزاني

حكومة بغداد تستعين بسليماني للضغط على البارزاني

السليمانية (العراق) – يواصل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الضغط على جناح عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، في الاتحاد الوطني الكردستاني ثاني أكبر الأحزاب الكردية في العراق، لاتخاذ موقف حاسم ضد مشروع انفصال إقليم كردستان الذي يتبناه مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني أكبر الأحزاب الكردية.

وحضر سليماني إلى السليمانية، السبت، لوضع إكليل من الزهور على قبر الطالباني مؤسس وزعيم الاتحاد الوطني، الذي رحل في الثالث من الشهر الجاري عن عمر ناهز 84 عاما.

وارتبط الطالباني بعلاقات وثيقة مع إيران طيلة عقود، فيما تقول مصادر سياسية إن طهران تمارس نفوذا كبيرا على عائلة الرئيس العراقي الراحل حاليا.

ويوم الأحد، كان سليماني في منتجع دوكان بمدينة السليمانية معقل الطالباني، حيث عقد اجتماعا رفيعا لبحث أزمة الاستفتاء وتداعياتها، حضره الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني ونائب الأمين العام في الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول وهيرو إبراهيم أرملة الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال الطالباني.

ولم ترد أنباء عن حضور سليماني للاجتماع، لكن مصادر في السليمانية قالت إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عقد اجتماعا مغلقا مع البارزاني.

وقال هيمن هورامي مساعد رئيس إقليم كردستان إن القادة الأكراد جددوا عرضهم بحل الأزمة مع بغداد “سلميا”.

ضغط إيراني من بوابة عائلة الطالباني
ورفض المشاركون في الاجتماع ما وصفوه بـ“التهديدات العسكرية” من القوات العراقية لمقاتلي البيشمركة الأكراد وتعهدوا بالدفاع عن الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في حال وقوع أي هجوم.

وذكرت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن توصل المجتمعين في دوكان إلى اتفاق يقضي بتهدئة الأوضاع المتوترة في مدينة كركوك التي يسكنها خليط من العرب والأكراد والتركمان.

ويتقابل في كركوك حاليا عشرات الآلاف من المقاتلين المدججين بمختلف الأسلحة، والموزعي الولاء بين بغداد وأربيل، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال أهلي.

وطيلة الأيام الثلاثة الماضية وقعت مناوشات محدودة بين قوات الحشد الشعبي، التي تتبع القيادة العراقية العامة للقوات المسلحة لكنها تخضع لتأثير إيراني قوي، وقوات البيشمركة التابعة للحزبين الكبيرين في كردستان.

ويقول مراقبون إن اندلاع القتال في كركوك أمر وارد في ظل التوتر الكبير الذي يسود المدينة، لكن مصادر تقول إن القوات الأميركية التي تعسكر في منطقة مخمور القريبة حذرت جميع الأطراف من أنها ستتدخل في حال وقع صدام مسلح في المحافظة الغنية بالنفط.

ووفقا للمصادر فإن ضغط سليماني على جناح عائلة الطالباني في الاتحاد الوطني دفعها إلى الطلب من البارزاني ضرورة الاستماع إلى بغداد بشأن وضع محافظة كركوك.

وذكرت المصادر أن هيرو إبراهيم عقيلة الطالباني ونجله بافيل يدفعان باتجاه إقناع البارزاني بالتخلي عن محافظ كركوك نجم الدين كريم، الذي أقاله البرلمان العراقي لكنه يواصل مهامه في المحافظة.

وينتمي كريم إلى الاتحاد الوطني لكنه بات مقربا من البارزاني منذ الإعلان عن نية إقليم كردستان إجراء استفتاء على الانفصال.

وتقول بغداد إن المحافظ المقال هو أحد وجوه الأزمة في كركوك عندما أعلن عن التزام المحافظة بالمشاركة في الاستفتاء.

وتتحدث المصادر عن “وثيقة ناقشتها القيادة السياسية في الحزبين الكرديين الرئيسيين خلال اجتماع دوكان تتضمن مقترحا بتجميد نتائج الاستفتاء لمدة عامين، يعود خلالهما إقليم كردستان للتفاوض مع بغداد بشأن الملفات العالقة بينهما”.

لكن التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومكتبه تؤكد أن “إلغاء نتائج الاستفتاء هو شرط غير قابل للنقاش، من أجل بدء الحوار بين بغداد وأربيل”.

العرب اللندنية