الكويت – قالت مصادر خليجية إن نجاح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإقناع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور القمة الخليجية المقبلة مرتبط، إلى حدّ كبير، بما إذا كان الشيخ صُباح سيتابع جولته الخليجية لتشمل دولا أخرى غير المملكة العربية السعودية.
وكان أمير الكويت زار الرياض الأحد الماضي والتقى العاهل السعودي. وذكرت المصادر الخليجية نفسها أنّ المحادثات بين الجانبين اقتصرت على لقاء استمرّ بينهما عشرين دقيقة، في حين أن اللقاء الموسّع بين الوفدين السعودي والكويتي، الذي انعقد بمناسبة الزيارة، كان ذا طابع بروتوكولي فقط.
ولم يصدر عن أمير الكويت ما يشير إلى أنّه حقّق تقدما على صعيد إقناع الملك سلمان بحضور القمّة الخليجية الدورية المقرر أن تستضيفها الكويت في ديسمبر المقبل. وهذا ما دفع المصادر الخليجية التي تراقب عن كثب التحضيرات للقمّة إلى تأكيد أنّ متابعة الشيخ صُباح لجولته الخليجية دليل على ما يبرّر إمكانية انعقاد القمّة الخليجية.
ومعروف أن الخلاف بين السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، يحول حاليا دون انعقاد القمة. فالدول الثلاث غير مستعدة للمشاركة فيها في حال حضور قطر.
ولم يستبعد مصدر خليجي احتمال قيام أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة للكويت قريبا وذلك في سياق الجهود التي يبذلها الشيخ صُباح لإيجاد حلحلة بين طرفي الأزمة التي تهدّد مستقبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس في العام 1981.
وأكد المصدر الخليجي أن إيجاد أيّ حلحلة في هذا المجال يتوقّف على ما إذا كان أمير قطر مستعدّا للالتزام بالاتفاق الذي كان توصّل إليه مع السعودية في العامين 2013 و2014 في شأن خطوات معيّنة في مجال إيواء إرهابيين ووقف حملات التحريض على الدول الخليجية الأخرى، على رأسها السعودية والبحرين.
لكنّ المصدر نفسه استبعد إقدام أمير قطر على أيّ خطوة في هذا الاتجاه، خصوصا بسبب وقوعه تحت تأثير والده الشيخ حمد بن خليفة من جهة وعدم قدرته على الظهور في مظهر من يستطيع الإقدام على أي خطوة تراجع تعكس عودة إلى العقلانية والتعاطي السليم مع الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون من جهة ثانية.
وفسّر المصدر الخليجي ذلك بالوضع الحرج الذي يعاني منه الشيخ تميم داخل عائلة آل ثاني، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة أصوات منددة بالخط السياسي الذي اتبعه والذي وضع خطوطه العريضة والده في العام 1995 بعد الانقلاب الذي تولّى على إثره السلطة.
وقال المصدر الخليجي إنّه، على العكس من البحث عن مخرج لقطر، يتجّه الشيخ تميم إلى التصعيد مع أفراد آخرين في العائلة قرروا الوقوف في وجه التيّار الذي يمثلّه والذي أدّى إلى الأزمة الراهنة وإلى تفاقمها.
العرب اللندنية