جرت رياح الإصرار على اجراء الاستفتاء الكردي في موعده المقرر بما لا تشتهيه سفينة رئاسة إقليم كردستان العراق، فالغاية من الاستفتاء لم تتحقق في تغيير الخارطة الجغرافية للمنطقة من خلال إنشاء كيان دولي جديد فهو فشل في الوصول إلى ما يصبو إليه بسبب الرفض الشديد الذي أبدته كل من الحكومة الحكومة العراقية والإيرانية والتركية والذين عملوا سوية على إجهاضه. هذا الفشل قاد إلى خسارة إقليم كردستان العراق “الأرض، والقوة، والحلفاء” الذين كانوا يدعمونه قبل اجرائه والذين طلبوا من القيادة الكردية تأجيل موعده وليس إلغائه لكن تلك القيادة بقيت مصرة على موقفها في اجرائه.
ولعل مصائب قوم عند قوم فوائد، فعلى الرغم من فشل الاستفتاء إلا أنه عاد بالنفع على العراقيين كافة، إذ وحّد الاستفتاء العراقيين، واعطوا درسًا في الوحدة والوقوف بوجه كل من تسول له نفسه في ارتكاب جريمة وطنية كتقسم العراق. ومن نتائجه أنه أكد على مسألة لا يساورها الشك وهي أن العائلتين الحاكمتين لإقليم كردستان العراق فشلتا في إدارة شؤونه، وعادا بالإقليم إلى ما قبل عام 2003م وربما وربما حجم الخسائر ستزيد مع قادم الأيام.
تشير المعلومات الأولية بأن رئاسة إقليم كردستان في حكم المنتهية وهي في أساس منتهية وغير قانونية. الآن وبعد نكسة الاستفتاء وخسارة إقليم كردستان المكتسبات التي حققوها بعد عام 2003م، وبعد طرد تنظيم داعش المجرم الإرهابي، فإن إقليم كردستان العراق أصبح بأمس الحاجة إلى حكومة إنقاذ وطني من اجل امتصاص الصدمة التي سببها الاستفتاء الفاشل، وتضطلع هذه الحكومة بالمهام الآتية:
أولاً: إعادة مد جسور الثقة بين إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية برئاسة الدكتور حيدر العبادي.
ثانيًا: إعادة مد جسور الثقة مع حكومات الجوار الإقليمي وخاصة التي كانت ترفض إجراء الاستفتاء.
ثالثا: تقوم حكومة الإنقاذ بطرد كل التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الإقليم قاعدة لعملياتها الإرهابية ضد دول الجوار.
رابعًا: تقوم حكومة الانقاذ الوطني في تصريف شؤون السياسية الخارجية للإقليم.
خامسًا:تعمل حكومة الإنقاذ الوطني على استعادة الأموال العراقية الكردية من عائلتي البارزاني والطالباني، كما ستعمل على إلغاء الشركات المرتبطة بهاتين العائلتين وتأمينها.
سادسًا: تعمل حكومة الانقاذ الوطني على الحفاظ على دم جميع العراقيين وعدم إراقته من أجل تحقيق رغبات خاصة، وستعمل أيضًا على الحفاظ على كرامة الكرد في إقليم كردستان.
سابعًا: تقوم حكومة الإنقاذ الوطني بإلغاء رئاسة إقليم كردستان العراق وحل مجلس النواب الكردي.
سابعًا: تقوم حكومة الانقاذ الوطني باجراء انتخابات في اقليم كردستان خلال مدة لا تزيد عن سنتين.
ثامنًا: تعمل حكومة الانقاذ الوطني على توحيد اليشمركة في وزارة الدفاع وجعل عملها مهني لا يخضع للأحزاب وهذا الأمر ينسحب أيضًا على القوة الشرطية”أسايش”
تاسعًا: تعمل حكومة الانقاذ الوطني على الغاء الإدارتين في إقليم كردستان العراق من أجل استتباب الأمن في الإقليم.
ففي هذا الظرف العصيب الذي يمر به إقليم كردستان العراق، لابد أن تتنادى كل الأحزاب والقوى السياسية الكردية لتشكيل حكومة إنقاذ وطني وأن تتشكل في أسرع وقت ممكن لا تتجاوز 48 ساعة، وأن تكون هذه الحكومة مصغرة وتتكون من ستة إلى ثمان وزراء، وعلى أن يترأسها شخصية وطنية تحظى باحترام وتقدير المواطنين في إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية برئاسة الدكتور حيدر العبادي، وتحظى أيضًا باحترام وتقدير إقليمي ودولي. ويشترط لانجاح عمل هذه الحكومة أن لا يكون رئيسها من العائلتين البارزانية والطالبانية اللتين ساهمتا بشكل كبير في إيصال إقليم كردستان إلى حافة الهاوية.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية