رحب إقليم كردستان بدعوة وزارة الخارجية الأميركية للحوار بين الإقليم وبغداد لحل الأزمة التي اندلعت عقب استفتاء الانفصال ووقف العمليات العسكرية في المناطق المتنازع عليها، في حين دعا رئيس الإقليم الأكراد بالخارج للتظاهر ضد هجمات القوات الحكومية العراقية.
وقال الإقليم إنه يرحب بنص بيان الخارجية الأميركية الذي تحدث عن تدهور الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، ويحفز الأطراف على الحوار من أجل إيقاف الاشتباكات التي جرت خلال الأيام الماضية.
وجاء في بيان الإقليم أن حكومة كردستان تعرب عن موافقتها أن يكون إيقاف الاشتباكات وتدهور الأوضاع بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف، مضيفا أنها ترحب بإجراء الحوار مع بغداد بأسرع وقت وفي إطار الدستور العراقي ودون أي شروط مسبقة.
وكانت الخارجية الأميركية دعت -في بيان أصدرته أمس الجمعة- الحكومة العراقية إلى تجنب الاشتباكات مع الأكراد في شمال البلاد، وقصر حركة القوات الاتحادية على المناطق التي يتم التنسيق بشأنها مع حكومة إقليم كردستان العراق.
وأضافت الوزارة أن واشنطن تشعر بالقلق إزاء تقارير عن اشتباكات عنيفة حول بلدة ألتون كوبري، وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت إن الولايات المتحدة تتابع الوضع وتدعو جميع الأطراف المشاركة في المعارك في محافظة كركوك إلى “وقف كل أعمال العنف والتحركات الاستفزازية”.
وسبق أن عرض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الحوار من أجل حل الخلافات وفق الدستور، ورحبت به حكومة الإقليم، غير أن أية خطوات لم تتخذ باتجاه تحقيقه.
ودعا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الأكراد في الخارج للتظاهر لوقف ما قال إنها إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الكردي على يد الحكومة العراقية وبتعاون خارجي.
وقال البارزاني إنه يخاطب ضمائر شعوب العالم والرأي العام الداعم للحرية وجميع المثقفين في كل العام لمساندة شعب كردستان، وأن يقفوا أمام ما وصفها بمحاولات الإبادة التي تهدد بها الحكومة العراقية، وفق البيان.
اشتباكات
وفي الأثناء، قال الإعلام الحربي التابع للجيش العراقي إن المواجهات في بلدة ألتون كوبري (شمالي كركوك) أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد القوات العراقية وإصابة خمسة بقصف من البشمركة الكردية.
وأفادت مصادر في مدينة كركوك بأن قتلى وجرحى سقطوا في اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية على الحدود الجنوبية لمدينة أربيل، غير أن مصادر البشمركة قدمت أرقاما أكبر من ذلك بكثير حول قتلى القوات العراقية.
واندلعت الاشتباكات عقب تقدم القوات العراقية للسيطرة على بلدة ألتون كوبري ذات الأغلبية التركمانية التي تقع شمال غربي محافظة كركوك، وتمثل آخر بلدة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة قبل الدخول في حدود محافظة أربيل.
وقال محافظ كركوك راكان سعيد الجُبُوري إنه يتوقع حدوث موجات نزوح للمدنيين بسبب المواجهات، داعيا السلطات العراقية إلى الاستعداد لمثل هذه الاحتمالات.
يشار إلى أن القوات الأمنية العراقية انتشرت وسيطرت بين الاثنين والأربعاء الماضيين على المناطق المتنازع عليها مع سلطات أربيل في محافظات كركوك وديالى ونينوى، وذلك عقب إجراء سلطات إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
المصدر : الجزيرة