قالت مصادر محلية إن مقاتلي جماعة الحوثي تدعمهم وحدات متحالفة من الجيش سيطروا على قاعدة العند الجوية على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من عدن، أمس الأربعاء، وبدا انهم يتأهبون للسيطرة على الميناء الجنوبي وانتزاعه من المدافعين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتضاربت الأنباء عن أسباب السقوط السريع لهذه القاعدة العسكرية الأكبر في البلاد، وذكرت مصادر سياسية عن وجود تواطؤ كبير من قبل القادة العسكريين الموالين للرئيس السابق علي صالح، والذي لعب دورا بارزا في تسليم قاعدة العند بدون مقاومة لمسلحي جماعة الحوثي. وقالت مصادر مقربة من الرئيس هادي إن سقوط قاعدة العند جاء عقب تكتيك عسكري بسحب كافة الأسلحة الثقيلة والقوات البشرية من داخل القاعدة، عند الشعور باقتراب المسلحين الحوثيين تجاههم، ولكن لم توضح طبيعة هذا التكتيك وهل ستتحول هذه الأسلحة إلى سلاح مقاومة، أم أن الوضع خرج عن السيطرة ورجحت المعركة كفة الحوثيين.
إلى ذلك ذكرت مصادر محلية أن طائرات حربية مجهولة حلقت فوق مدينة عدن، أمس الأربعاء وأطلقت صواريخ على منطقة فيها مجمع هادي. وذكرت أن الدفاعات المضادة للطائرات فتحت النار عليها.
ونفى مسؤولون يمنيون تقارير بأن هادي فر من عدن، غير أن مسؤولين ذكروا أنه غادر القصر الرئاسي إلى مكان آمن، في تضارب في الأنباء حول مصيره.
ولاحقاً أمس ذكرت أنباء متضاربة أن مسلحين موالين لجماعة «أنصار الله» المعروفة بـ»الحوثي»، سيطرت على مقار سيادية بمدينة عدن، جنوبي اليمن، من بينها مقر البنك المركزي، وسط تقارير عن دخولهم بعض الأحياء في عدن.
وانسحبت اللجان الشعبية الموالية لهادي من المدخل الشمالي لمدينة عدن، دون أية اشتباكات مع الحوثيين، حسب مصدر في اللجان التي أجبرت موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة في عدن، على العودة إلى منازلهم، بعد ورود أنباء تفيد باقتراب مسلحي جماعة «الحوثي» مدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدينة.
وتراجعت المواقف الدبلوماسية الخارجية المساندة للرئيس هادي، إثر غيابه عن المشهد العسكري والسياسي أمس، والغموض الكبير الذي يلف مصيره، في ظل تضارب الأنباء حول المكان الذي نقل إليه، حيث قال القائم بأعمال وزير الخارجية من قبل هادي الدكتور رياض ياسين إن هادي في مكان آمن في عدن، في حين قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي إن هادي فرّ إلى خارج اليمن مع البعثة الدبلوماسية السعودية.
من جانبه، دعا وزير خارجية اليمن رياض ياسين، الاربعاء، إلى تدخل عسكري عربي عاجل في بلاده قبل القمة العربية التي تستضيفها مصر، ومع تقدم قوات الحوثيين نحو عدن التي باتت العاصمة المؤقتة للبلاد.
وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة السبت على البحر الاحمر «سنطلب من القمة القادمة ان يكون هناك تدخل عاجل». وعندما سئل إن كان التدخل عسكريا أجاب «تدخل عسكري».
وأكد لوسائل الإعلام أن الرئيس هادي ما زال في عدن، نافيا تصريحات أحد مسؤولي الحرس الرئاسي الذي قال إن رئيس الدولة غادر عدن إلى الخارج، بينما يقترب الحوثيون من المدينة الواقعة في جنوب اليمن.
ووجه وزير الخارجية اليمني، اتهامات غير مسبوقة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر، بـ(شرعنة الانقلاب الحوثي) على نظام الرئيس هادي.
وكشف أن «اليمن سيتقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد بنعمر بهذا الشأن».
وقال في اتصال هاتفي مع فضائية الجزيرة حيث يوجد في شرم الشيخ المصرية إن «جمال بنعمر قد استخف باليمنيين منذ دخوله العاصمة صنعاء».
وقال إن «الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة في اليمن انتهى، بعدما حصل هذه الأيام على الأرض… لا مجال للحديث عن الحوار، ومن يتحدث عن الحوار، إنما يزايد على اليمنيين»، مشيرا إلى أن «هناك إجماعا عربيا على التنسيق لبحث التدخل العاجل في اليمن».
القدس العربي