ذكر تقرير لصحيفة غارديان أن المعاناة المستمرة للمدنيين المحاصرين في سوريا تكشفت من جديد في أبشع صورها، بعد ظهور صور جديدة لرضيعة مصابة بسوء تغذية حاد ماتت على أثره من الجوع في إحدى ضواحي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرتها أمس وكالة الأنباء الفرنسية للطفلة سارة ضفدع -التي لا يتجاوز عمرها شهرا واحدا، وتزن أقل من كيلوغرامين اثنين- تظهر عينيها غائرتين في محجريهما وضلوعها بارزة من تحت جلدها المتهدل. وكانت سارة قد تلقت علاجا لسوء التغذية في بلدة حمورية شرق منطقة الغوطة، وماتت يوم الأحد.
والجدير بالذكر أن عشرات الآلاف من المدنيين في الغوطة يعيشون تحت حصار فرضته عليهم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وهناك نحو 3.5 ملايين شخص في سوريا يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وأغلبية هؤلاء يعيشون في أماكن مطوقة عسكرية بواسطة نظام الأسد.
ومما زاد تأزم الوضع أكثر مما هو عليه، الاقتتال الداخلي بين قوات الثوار المحلية وتخزين التجار المواد الغذائية.
ويقول الأطباء والنشطاء المقيمون في تلك المناطق إن نقص الأغذية بلغ أدنى مستوياته، لدرجة أن عشرات الحالات من سوء التغذية تشاهد في العيادات المحلية والمستشفيات الميدانية. والأمهات الجدد عاجزات عن إرضاع أطفالهن لأنهن أنفسهن يعانين من نقص التغذية، فضلا عن أن المنتجات مثل لبن الأطفال تكاد تكون معدومة.
وقال الطبيب يحيى أبو يحيى إن 80% من الـ9700 طفل تم فحصهم في الأشهر الأخيرة، يعانون من أشد أشكال سوء التغذية، منهم مئتان يعانون سوء تغذية حادا نسبيا، وأربعة آلاف يعانون من نقص في التغذية.
وقال الناشط رائد سرويل إن “الغوطة الشرقية اليوم تعاني من أسوأ أنواع الجريمة، ويعيش آلاف الأطفال في خطر، وإذا لم يكن هناك تحرك دولي أو مبادرة أممية لحل هذه الأزمة فإن العواقب ستكون وخيمة وستصبح الغوطة كارثة إنسانية”.
وذكرت الصحيفة أن حصار الغوطة الشرقية كان لفترة طويلة غير متماسكا، وهو ما سهل تفادي المهربين للمقاتلين المحليين المديرين لنقاط التفتيش أو رشوتهم؛ لكن هجوما هذا العام شتت الثوار في العديد من المدن بريف دمشق، ومكن الحكومة من تشديد الحصار بشكل كبير.
المصدر : غارديان