اعلنت المملكة العربية السعودية بدأ انطلاق عمليات (عاصمة الحزم) لاعادة ترتيب البيت اليمني واستعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شرعيته وسلطته على اليمن الموحد ، بعد ان تعاظم نفوذ الحوثيين واختراقهم للامن القومي اليمني وتمددهم واتساع وجودهم بحيث بدأ يهدد امن وسلامة العاصمة الجنوبية (عدن) حيث يتواجد الرئيس اليمني بعد خروجه من مدينة (صنعاء) وسيطرة جماعة عبد الملك الحوثي على مقاليد الحكم في عاصمة اليمن واحكام توغلهم في المؤسسات الحكومية والامنية واستيلائهم على الاسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة والمطارات وتعاظم التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لليمن وتقديم الدعم المادي والعسكري والاستخباري لجماعة الحوثيين بارسال الخبراء الايرانيين للمشاركة في ادامة زخم المعارك التي تدار في اليمن ضد معارضي عبد الملك الحوثي وجماعته .
ان القاء نظرة اولية لما يجري الان في اليمن وتطور الاحداث بصورة متسارعة يجعلنا ان نحدد اهم الاهداف الرئيسية للعملية العسكرية التي قادتها وباشرت بها المملكة العربية السعودية وهي :.
1- ان القرار السعودي من القرارات الشجاعة والجريئة التي اتخذتها السياسة السعودية والتي عرف عنها ابتعادها وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية العربية والمشاكل التي تعاني منها المنطقة سلميا وعسكريا ولكن هذا القرار يأتي في سياق النظرة الاستباقية التي تتمتع بها المملكة واعطاء اشارة واضحة لرفضها لما يجري في اليمن واستجابة لطلب الرئيس اليمني بالتدخل العسكري لدعم حكومته الشرعية .
2- ان الامن الوطني القومي للمملكة يعتبر من الاولويات المهمة في تحديد مسار السياسة الداخلية السعودية والحفاظ على العرش السعودي من الاهداف الرئيسية للعائلة الحاكمة وتعاظم دور الحوثيين في اليمن بدأ يهدد امن وسلامة المملكة .
3- ان التحالف الايراني مع عبد الملك الحوثي وبشكل علني ادى الى اختلال التوازن في المصالح الاستراتيجة في منطقة الخليج العربي وبدأ يهدد الامن العربي وبالتالي اصبحت دول الخليج العربي مهددة بامنها ووضعها الداخلي .
4- سعت المملكة العربية السعودية لحل تداعي الاحداث في اليمن سلميا عبر انطلاق مبادرة الرياض التي دعت فيها جميع اطراف الصراع اليمني للحوار وانهاء المشكلة اليمنية بشكل يرضي جميع الاطرف المتصارعة لكن العند الحوثي والمستمد من التأثير الايراني ادى الى ضياع هذه الفرصة بسبب البرنامج والمشروع الممنهج للحوثيين الذين ارادو به حكم اليمن والسيطرة عليه .
5- ان دول مجلس التعاون الخليجي اصبحت امام حالة واقعية تهدد كيانها وشكلها السياسي من خلال سعي الايرانيين وتصريحاتهم بالسيطرة على الممرات والمضائق المائية في باب المندب والبحرالعربي وتحكمه بمصالح الدول بعد سيطرة الحوثيين على عاصمة اليمن صنعاء .
6- ان الاجماع الدولي والعربي الذي اتسم بالموافقة والدعم بقيادة المملكة السعودية لعملية “عاصفة الحزم ” يؤكد حقيقة المكانة الكبيرة التي تتمتع بها السياسة السعودية واحترام قراراتها التي جاءت منسجمة مع المصالح الدولية في المنطقة ولذلك جاءت المباركة الامريكية على لسان الرئيس اوباما بدعم واسناد العملية العسكرية وتقديم جميع الخدمات الاستخبارية والدعم اللوجستي لدول المجلس التعاون الخليجي العربي في عملياتها العسكري باليمن.
7- ان القرار السعودي جاء متزامنا مع التحضيرات لعقد مؤتمر القمة العربي في مصر واعطاء شرعية واضحة للموافقة العربية في التصدي لنفوذ الايراني باليمن واعادة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور.
8- ان موافقة كل من باكستان وتركيا للمشاركة غي العملية العسكرية جاءت متناغمة مع مصالح هاتين الدولتين في ايقاف تمدد النفوذ الايراني في المنطقة ومواجهة السياسة الايرانية وتبعاتها جاءت بعد لقاءات وزيارات للرئيسين الباكستاني والتركي للرياض ومشوارتهما مع العاهل السعودي والتي سبقت الاعداد لعملية “عاصفة الحزم”.
9- ان الممرات المائية في مضيق باب المندب وامتدادتها الى مضيق هرمز وبوابة الخليج العربي كلها من اولويات المصالح الاستراتيجية لبلدان العالم والحفاظ على التجارة الدولية واستمرار انسيابية العمل بها هو هدف مشترك للجميع,وبما ان ايران لديها النظرة التوسعية في السيطرة على جميع المرافق الحيوية في مناطق النفوذ العالمي كان لا بد من الجميع من مواجهة هذه السياسة وايقاف تمددها واختيار اليمن ساحة لتصفية الحسابات واعادة التوازنات الاستراتيجية.
10- لم يصدر الى الان اي تنديد بالعملية العسكرية الا من الحكومة الايرانية التي اعتبرتها خرقا للقانون الدولي واحكام السياسة العالمية في التعامل مع الدول لانها رات فيها تحديا لها ولاهدافها التوسعية ومصالحها في المنطقة.
11- ان العملية العسكرية جاءت متزامنة مع بدء المفاوضات التي تجريها ايران مع دول 5+1 بخصوص برنامجها النووي والخروج باتفاق دولي يحدد مسارات العمل في هذا الجانب, ولكن السياسية الايرانية ستعمل جاهدة لابعاد شبح الصراع في اليمن والنزاعات العسكرية فيه عما ترغب التوصل فيه من نتائج مهمة في الاتفاق النووي بما ينعكس ايجابيا على مكانتها في المنطقة ومصالحها دوليا.
فهل سنرى استمرار ودعم لقيادة المملكة العربية السعودية بعملية “عاصفة الحزم” واتساع افاقها وايقاف تمدد النفوذ الايراني في اماكن اخرى من المنطقة العربية ام ستكون لايران قولها في مواجهة هذه الاحداث!!
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية