عملية “عاصفة الحزم” هل ستشعل اسعار النفط ؟

عملية “عاصفة الحزم” هل ستشعل اسعار النفط ؟

rawabetcenter
بعد ساعات قليلة تلت إعلان العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن ،قفزت أسعار النفط  ما بين دولارين الى ثلاثة دولارات للبرميل  ، وقد أطلقت المملكة العربية السعودية على العمليات اسم “عاصفة الحزم”.
وتشير مؤشرات الاسواق الى ان أسعار النفط ارتفعت بنسبة 6 % بعدما شنت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وحلفاؤها ضربات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن.
في الحقيقة لقد ادت عملية “عاصفة الحزم” في اليمن الى تصاعد المخاوف من تعطل وتوقف إمدادات وأمن شحنات النفط من الشرق الأوسط.
وتشير اغلب التحليلات السياسية الى ان هذه الخطوة أثارت مخاوف من احتمال اتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط، وتعطل الإنتاج في المنطقة.

وقد ارتفع سعر الخام الأمريكي لنحو 51 دولار للبرميل، كما ارتفع خام برنت إلى 59.71 للبرميل خلال التداول في آسيا بعد اطلاق العمليات العسكرية في اليمن .
اما المستوردين الآسيويين للنفط فقد اعربوا عن عدم شعوهم بالقلق من حدوث تعطل فوري للإمدادات النفط من المنطقة .
وارتفع سعر الخام الأمريكي لنحو 51 دولار للبرميل، كما ارتفع خام برنت إلى 59.71 للبرميل خلال التداول في آسيا.
وبالحديث عن النفط اليمني تشير الارقام الرسمية الى ان اليمن يصدر من حوض “المسيلة” النفطي الذي يحتل المركز الأول بين القطاعات النفطية في اليمن، يصدر ما بين 1.4 مليون و1.5 مليون برميل من نفط خام المسيلة شهريا تشتري الصين معظمه.
وفي الحقيقة تعتبر الصين كمية واردات النفط اليمني إلىيها صغيرة نسبيا ويمكن استبدالها بسهولة بخام من غرب أفريقيا وقد يلغت صادرات النفط اليمنية الى الصين أول شهرين من العام الحالي نحو 4.5 مليون برميل بارتفاع 315% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي .
وعليه لابد من القول ان التخوف في اسعار النفط لايأتي من داخل اليمن الا ان الهاجس الحقيقي يأتي من الجوار اليمني وخصوصا دول الخليج التي تشكل معظم اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)واكبر المنتجين فيها .
ويقول مايك وتنر -وهو رئيس أبحاث النفط في بنك سوسيته جنرال بنيويورك- “عناوين الأخبار القادمة من اليمن ترفع علاوة المخاطر السياسية على أسعار النفط”، مضيفا أن أي شيء يدفع باتجاه تصاعد العنف في جوار السعودية -أكبر مصدر للنفط بالعالم- يحدث اضطرابا في الأسواق.
ولم يقتصر اثر العملية ضد الحوثيين على قطاع النفط بل وصل الى بورصات الدول المشاركة في العملية البورصات العربية إذا شهدت جميعها هبوط حاد في مؤشراتها .
لقد أثارت التطورات في صنعاء المخاوف من أن تشارك إيران – المنافس الإقليمي للسعودية – في الصراع وهي التي اعربت عن استنكارها ورفضها للعمليات في اليمن .
مبررات صعود اسعار النفط !
لقد كان لصعود اسعار النفط على خلفية احداث اليمن العديد من المبررات ويمكن ان نجملها بالتالي:.
• الخوف من تعطل الامدادات النفطية في الشرق الاوسط.
• إيران والسعودية عضوان بمنظمة (أوبك)، التي تنتج نحو 40 بالمئة من إجمالي النفط في العالم.
• لقد قفزت أسعار النفط مع قلق المصدرين والمستوردين على حد سواء من الهجمات التي تعد أحدث تطور في صراع بدأ يخرج عن نطاق السيطرة في أغنى منطقة بالنفط في العالم.
• ورغم ان اليمن ليس من المنتجين الكبار للنفط لكن موقعه هو المؤثرو الابرز من الناحية الامنية.
• السعودية -أكبر مصدر للنفط بالعالم- يحدث اضطرابا في الأسواق.
• إلى جانب الأزمة اليمنية أسهم تراجع الدولار ونشاط المضاربين في ارتفاع أسعار النفط عالميا، وذلك على الرغم من تسجيل مخزون النفط الأميركي مستويات قياسية مرتفعة للأسبوع الـ11 على التوالي.
• يقع اليمن على طول طريق شحن دولي هام لمنتجي الطاقة في العالم حيث تعبر مضيق باب المندب الضيق ناقلات النفط  حيث تقدر كميات النفط التي تعبر المضيق اكثر من اربع ملايين برميل يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

و تحضى منطقة الشرق الاوسط بأهمية استثنائية في تحريك اسعار النفط العالمية وما نشهده اليوم من صعود لاسعار النفط ولو كان نسبي يعد أمر بديهي وطبيعي كما اشرنا سلفا فهي خزان نفط العالم وفيها اهم المنتجين لهذا الخام .

اخيرا لابد من القول ان الارتفاع في اسعار النفط بعد عملية “عاصفة الحزم ” يعتمد على مدة العمليات ونتائجها وتأثر حركة الشحن البحري، فأما ان تشعل اسعار النفط صعودا الى مستويات قياسية وهو الامر الذي لن يكون في ليلة وضحاها ، او ان يكون هناك نوع من التهدئة قد يؤدي الى فتور في اسعار النفط على المدى القصير وهو الامر المرجح ، لكن لندع الاجابة عن هذا التساؤل لتطورات الاوضاع في اليمن خلال الساعات وربما الايام القلية المقبلة .

عامر العمران
مركزالروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية