بون ـ افتتحت أمس الاثنين قمة المناخ العالمية « كوب 23» في مدينة بون الألمانية والتي تستمر فعالياتها حتى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر بدعوات مؤثرة ولا سيما من رئيسها الفيجي إلى التحرك بصورة عاجلة ضد الاحتباس الحراري، في أول لقاء من نوعه منذ إعلان الانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس حول المناخ.
وقال رئيس وزراء فيجي ورئيس القمة فرانك باينيماراما خلال مراسم افتتاح القمة التي تنظمها الأمم المتحدة «طلبنا الجماعي إلى العالم هو أن يحافظ على الوجهة التي حددت في باريس» عند التوصل إلى الاتفاق حول المناخ في نهاية 2015.
وفي ظل التقارير المناخية الأخيرة المقلقة، تجتمع الأسرة الدولية حتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر بهدف إحراز تقدم في تطبيق اتفاق باريس حول المناخ، وهو موضوع ملح غير أنه في غاية الدقة.
ومن بين المواضيع الرئيسية في المؤتمر اتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق ما جاء في اتفاق باريس بشأن المناخ لعام 2015. والذي ألزم جميع الدول على السعي لتحقيق الأهداف المناخية الوطنية للحد من حرارة الأرض إلى أدنى من درجتين. إضافة إلى جعل الخطط المناخية الوطنية قابلة للمقارنة وصياغة أهداف أكثر طموحاً في المستقبل.
وطغت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كل المواقف الأخرى، فقد ندد الرئيس الأمريكي هذا العام بالتزام سلفه الرئيس باراك أوباما باتفاق باريس للمناخ و أراد الانسحاب من الاتفاق. إلا أن الأمر لم يكن بهذه البساطة، لأنه لا يحق للولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق فعلياً إلا بعد مرور ثلاث سنوات ونصف، ولهذا يحل وفد الولايات المتحدة في بون، وسيترأس الوفد الأمريكي مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية.
وأعلنت ألمانيا عن اعتزامها زيادة مساعداتها المالية للدول الجزرية المهددة بعواقب تغير المناخ، حسب ما أعلنت عنه وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس لدى افتتاحها للجناح الألماني المشارك في مؤتمر المناخ العالمي. وقالت الوزيرة إن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو إضافية لما يسمى بصندوق التكيف التابع للأمم المتحدة. وساهمت ألمانيا حتى اللحظة في هذا الصندوق بمساعدات قيمتها 190 مليون يورو، وسيرتفع الإسهام عقب التعهدات الجديدة الآن إلى 240 مليون يورو. وقالت هيندريكس: «نرسل بذلك إشارة واضحة ألمانيا تقف متضامنة مع المواطنين الأكثر تضررا من تغير المناخ».
وسيقوم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالترحيب بوزراء البيئة ورؤساء الحكومات، المتوقع أن يصلوا منتصف الأسبوع الثاني للمؤتمر المنعقد جوار نهر الراين في مدينة بون. وستتوجه المستشارة ميركل إلى بون على الرغم من محادثات الائتلاف الشاقة في برلين. كما يريد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلقاء كلمة في بون، ربما سيكون له ظهور مشترك مع المستشارة الألمانية. ومن كاليفورنيا، أعلن الحاكم جيري براون، والذي يمثل إلى حد ما صورة أخرى عن أمريكا عن دعمه حماية المناخ وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتظاهر حو إلى 15 ألف شخص في ميدان مونستربلاتس في مدينة بون عند الظهر وذلك لحث زعماء العالم على بذل مزيد من الجهود لحماية البيئة. وشارك في المظاهرات مجموعة واسعة من المنظمات بما فيها أحزاب يسارية ونقابات عمال وجماعات مناهضة للعولمة.
ويتوقع خبراء البيئة أن يجمع رئيس المؤتمر الفيجي بينيماراما بين المصالح المختلفة في المؤتمر، ويحدد الحلول الوسطية الممكنة. وزارت زابينه مينينغر، خبيرة المناخ من مبادرة «الخبز للعالم»، جزر فيجي عدة مرات. «سوف يستغلون فرصة هذا المؤتمر لتسليط الضوء على الانتهاك الذي تتعرض له دول الجزر في المحيط الهادئ، والتي تتضرر بشكل خاص من تغير المناخ، والآن من ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي تسبب في فيجي إلى تهجير أول قرية بسبب تغير المناخ».
ومن المتوقع أن يكون 2017 العام الأكثر حرا بين الأعوام التي لم تشهد ظاهرة إلنينيو، الظاهرة التي تحدث كل ثلاث إلى سبع سنوات وتتسبب بارتفاع الحرارة، حسب ما أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الاثنين في بون.
وقبل أيام من انعقاد قمة المناخ، حذرت حصيلة صادرة عن الأمم المتحدة من الفارق «الكارثي» بين الأفعال والحاجات، في ختام سنة شهدت كوارث طبيعية كبرى رجح الخبراء أن تتواصل في ظل اختلال المناخ، وبينها الإعصار إيرما، أشد إعصار في التاريخ في المحيط الأطلسي، والإعصار هارفي الذي تسبب بأمطار كانت الأكثر غزارة التي تم تسجيلها على الإطلاق بعد إعصار.
وينتظر أن تجمع قمة بون حو إلى عشرين ألف مشارك من مندوبين ورؤساء وسيتوزع المشاركون بين منطقة المفاوضات ومساحة شاسعة مخصصة لعرض واختبار الحلول العملية البيئة المستقبلية.
القدس العربي