قال ممثل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون كوريا الشمالية في خطاب ألقاه أمام مجلس العلاقات الخارجية نهاية الشهر الماضي ان الولايات المتحدة ستعلم مدى قابلية بيونغ يانغ للحوار إذا انقضت فترة لا تقل عن 60 يوما دون اختبار صاروخ أو سلاح نووي ولكن، وفقا لما ذكره رؤساء الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، اطلقت كوريا الشمالية، قبل أيام، صاروخا من مقاطعة بيونجان باتجاه الشرق.
وهذا يعنى، وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين الأمريكين، ان كوريا الشمالية غير مهتمة بالحواروغير حريصة على عدم إثارة غضب الصين التى أرسلت للتو مبعوثا رفيع المستوى بناءا على طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا يعنى بلغة أخرى ان (رجل الصواريخ الصغير) الذى استهان به ترامب مرارا لا يكترث بتهديدات وضغوط واشنطن.
فريق ترامب حائر تماما في كيفية التعامل مع مشكلة كوريا الشمالية بعد ان اتضح ان لغة التهديد والوعيد وإجراءات المقاطعة لم تثمر عن أي شيء ولكن الإدارة الأمريكية كانت منفتحة للاستماع إلى مزيد من الاقتراحات، ووفقا للمعلومات التى حصلت عليها «القدس العربي» من مساعدين في وزارة الخارجية الأمريكية، فقد تركزت الاقتراحات على قيام الولايات المتحدة بضرب مواقع الاختبار التي استخدمها نظام كوريا الشمالية لاطلاق الصواريخ باتجاه اليابان مثل قيام واشنطن بضرب القاعدة العسكرية في سوريا التي استخدمها نظام بشار الأسد لشن هجمات بالاسلحة الكيمائية على المدنيين الابرياء.
الاقتراحات الأخرى تركزت على قيام ترامب بإعلان مواقع الصواريخ البالستية في كوريا الشمالية «منطقة حظر طيران» و«منطقة لا تجريبية» للأسلحة النووية وتحذير كوريا الشمالية من ان أي محاولات أخرى لإطلاق القذائف التسيارية ستواجه بضربات عسكرية أمريكية تهدف إلى اخراج الصواريخ من منصة الاطلاق او تفجيرها بواسطة تكنولوجيا الدفاع الصاروخي وتحذيرها، ايضا، من ان أي محاولة اخرى لاختبار سلاح نووي ستواجه بضربة ضد مواقع الاختبار وغيرها من المرافق النووية ذات الصلة.
ووفقا للسيناريو الأمريكي، إذا لم تنتقم كوريا الشمالية فان ترامب لن يتخذ أي إجراء عسكري آخر ضد النظام ولكن إذا قامت كوريا الشمالية بردود فعل انتقامية فإن الولايات المتحدة ستقوم، وفقا لتهديدات ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتدميركامل لكوريا الشمالية.
وبالنسبة إلى العديد من مستشاري ترامب فانه لا يوجد أمل في أي مفاوضات مع كوريا الشمالية، وهناك اعتقاد بعدم وجود حل دبلوماسي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، واستنتج العديد من خبراء واشنطن ان بيونغ يانغ ستواصل إطلاق الصواريخ واختبار الأجهزة النووية ما دامت قادرة على ما تسميه الولايات المتحدة (الافلات من العقاب).
واشنطن ـ القدس العربي