لندن – أكدت مصادر يمنية في صنعاء أنّ الميليشيات الحوثية تشنّ حملة اعتقالات واسعة النطاق في المدينة تستهدف أنصار الرئيس السابق والقريبين منه.
وقدرت المصادر عدد الذين غادروا صنعاء في اتجاه عدن منذ اغتيال علي عبدالله صالح في الرابع من الشهر الجاري بنحو 25 ألف شخص. وبين هؤلاء عدد كبير من أفراد أسرة الرئيس السابق.
وأكد وزير الدولة السابق في الحكومة اليمنية، ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال شمال اليمن عن جنوبه، هاني بن بريك، وصول أسرة الرئيس اليمني السابق إلى عدن.
وقال بن بريك في تغريدة له على صفحته بموقع تويتر، إن “أسرة صالح وأقرباءه سيجدون في الجنوب كل الرعاية والحماية التامة حتى يبلغون وجهتهم التي يريدون، وإن أرادوا البقاء في الجنوب فمرحبا وأهلا وسهلا هكذا تعلمنا في الجنوب وهكذا رُبّينا”.
وأوضحت هذه المصادر التي أمكن الاتصال بها من لندن أن حملة التهجير الواسعة من المدينة تشمل خصوصا النساء والأطفال وهي ترافق حملة اعتقالات تستهدف إفراغ المدينة من أي عائلات توجد شكوك لدى الحوثيين في ولائها لهم.
ووصفت شخصية يمنية بارزة ما يقوم به الحوثيون (أنصار الله) في صنعاء بأنّه “عمل همجي لا علاقة له بالتقاليد اليمنية التي حكمت العلاقات بين العائلات والقبائل اليمنية”.
وأكدت المصادر اليمنية ما نشر عن أن الحوثيين يحتجزون اثنين من أنجال علي عبدالله صالح هما صلاح ومدين، إضافة إلى ابن شقيقه ويدعى محمد محمد عبدالله صالح، وذلك لأسباب مرتبطة بالثأر من الرجل وعائلته.
كذلك أكدت احتجاز الشاب غسان علي الشاطر النجل الأصغر للعميد علي الشاطر الذي كان مديرا لدائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلّحة اليمنية في عهد علي عبدالله صالح.
وقال شخص قريب من علي الشاطر إن الهدف من احتجاز غسان الشاطر هو إجبار والده على تسليم نفسه.
25 ألف شخص غادروا صنعاء منذ اغتيال علي عبدالله صالح
وطوّق “أنصار الله” الذين يعملون في صنعاء بصفة كونهم “لجانا شعبية” منزل بسّام الشاطر وهو النجل الأكبر لعلي الشاطر وعضو في مجلس النوّاب.
ويعتبر علي الشاطر الذي اعتقل الحوثيون نجله الأصغر من أبرز الذين عملوا مع علي عبدالله صالح منذ توليه الرئاسة في العام 1978. ونشط خصوصا في المجال الإعلامي بصفة كونه رئيسا لتحرير صحيفة “26 سبتمبر” الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية.
وسبق لبسّام علي الشاطر أن تعرّض قبل شهرين تقريبا لمحاولة اغتيال في منطقة قريبة من صنعاء. وكانت تلك المحاولة مؤشرا إلى ما يبيّته الحوثيون لعلي عبدالله صالح الذي ما لبثوا أن تولوا تصفيته في مرحلة لاحقة.
واستغربت شخصيات يمنية القسوة التي يتعامل بها الحوثيون مع أهل صنعاء والقاطنين فيها.
وأشارت في هذا المجال إلى أنّ شخصا مثل علي الشاطر عرف بدماثة أخلاقه، كان لديه مجلس شبه يومي تحضره شخصيات من مشارب مختلفة، بما في ذلك شخصيات تنتمي إلى عائلات هاشمية مرموقة تعتبر من مرجعيات الطائفة الزيدية في اليمن. وكانت معظم هذه الشخصيات تشغل مواقع حساسة سواء في القوات المسلّحة اليمنية أو في المجال الإعلامي.
وأبدت أوساط يمنية تخوّفها من أن يكون هدف الحوثيين في المرحلة المقبلة هو تغيير طبيعة التركيبة السكّانية لصنعاء التي يقيم فيها مواطنون من مختلف أنحاء اليمن ومن مختلف المذاهب فيه.
ولاحظت أنّ كلّ أبناء العائلات الكبيرة من تعز يمتلكون منازل في صنعاء، كذلك، تقيم في المدينة عائلات جنوبية نزحت إليها في مرحلة ما بعد قيام “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” وحملة التأميمات التي طالت الآلاف من أصحاب الأملاك في عدن وغيرها من مدن الجنوب في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي.
واعتبرت أن “أنصار الله” الذين ينادون بقيام نظام جديد في صنعاء يسعون حاليا إلى تهجير أكبر عدد من سكان المدينة كي تحل مكانهم عائلات تنتمي إلى قبائل في صعدة وعمران والمناطق القريبة من صنعاء.
العرب اللندنية