دمشق – توغل الجيش السوري مدعوم بميليشيات موالية لإيران في آخر جيب مازالت فصائل المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية إستراتيجية مع إسرائيل ولبنان، في تعزيز جديد لنفوذه في ذلك البلد الذي تمزقه الحرب منذ نحو سبع سنوات.
وقالت المعارضة المسلحة إن قوات الجيش والفصائل الشيعية تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن التي تسيطر عليها مدعومة بغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف منذ بدء هجوم رئيسي قبل أكثر من شهرين للسيطرة على المنطقة.
ويشكل هذا تطورا لافتا وسط صمت إسرائيل التي سبق وأن توعدت بأنها لن تسمح لإيران أو ميليشياتها بتثبيت موطئ قدم بالقرب منها.
وقال الجيش السوري إنه طوق بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ مع تقدم قوات الجيش صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة.
وهذا الجيب هو آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق، والتي تعرف باسم الغوطة الغربية والتي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ العام الماضي بعد قصف عنيف استمر شهورا لمناطق مدنية وأساليب حصار على مدى سنوات مما أجبر المعارضة على الاستسلام.
وأكد مصدر مخابراتي غربي تقارير المعارضة المسلحة بأن فصائل مدعومة من إيران من بينها حزب الله اللبناني تلعب دورا رئيسيا في المعارك المتواصلة.
وقال صهيب الرحيل وهو مسؤول في ألوية الفرقان أحد فصائل الجيش الحر التي تعمل في المنطقة إن “الميليشيات الإيرانية تسعى لتعزيز نفوذها من جنوب غرب العاصمة وصولا إلى الحدود مع إسرائيل”.
ويولي النظام السوري وإيران أهمية كبرى للسيطرة على بلدة بيت الجن باعتبارها تشكل تهديدا مباشرا للعاصمة دمشق فضلا عن كونها نقطة تماس مع الجولان السوري المحتل، هذا إلى جانب أنها تعتبر ممرا استراتيجيا بالنسبة لحزب الله من وإلى لبنان.
وتشعر إسرائيل بقلق من تعزيز إيران نفوذها في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وقامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بتصعيد هجماتها ضد أهداف تشتبه بأنها إيرانية داخل سوريا.
ولا يعرف عمليا ما إذا كان هناك ضوء أخضر روسي لهذا التقدم صوب البلدة التي لا تندرج ضمن اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن في جنوب غربي سوريا الصائفة الماضية.
وتقول أوساط من المعارضة إن التقدم الذي أحرزه النظام في هذه المنطقة الاستراتيجية، يعود لسببين رئيسيين، الأول خيانة بعض الفصائل ومنها فوج الحرمون الذي سلم نقاطا استراتيجية للمهاجمين كما أنه انضم إليهم في القتال، والسبب الثاني هو الكثافة النارية التي اعتمدتها القوات المهاجمة.
وكان النظام فشل في أكثر من مناسبة في السابق في إحداث أي خرق على هذه الجبهة.
العرب اللندنية