بكين – أصدرت الحكومة الصينية أمس تعليمات تشدد ضوابط استحواذ الشركات الصينية على شركات في الخارج في إطار سعيها إلى خفض الاستثمار في بعض القطاعات مثل ملاعب الغولف واستوديوهات السينما ونوادي كرة القدم.
وتهدف الأحكام الجديدة التي تضاف إلى قيود سابقة، إلى خفض موجة خروج رؤوس الأموال، التي تشهدها الصين منذ سنوات ويخشى المشرّعون أن تهدد الاستقرار المالي في البلاد.
وكانت بكين قد أعلنت في الصيف الماضي فرض قيود على الاستثمارات الخارجية في مجالات، كانت تشجع عليها في السابق مثل النوادي الرياضية والعقارات والترفيه بعد عدة استثمارات كبيرة في الخارج من قبل مجموعات صينية عملاقة مثل داليان واندا وشركة الطيران “أتش.أن.أي”.
وتنص الأحكام الجديدة الصادرة عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح على تسجيل كافة استحواذات الشركات الصينية وفروعها في الخارج عبر نظام الكتروني جديد، مع إلغاء المتطلبات السابقة التي كان يتعيّن بموجبها على المستثمرين الصينيين الإبلاغ عن تخطيطهم لاستحواذ أو طرح عروض لاستحواذات تتجاوز 300 مليون دولار.
وتوسع الأحكام الجديدة الإشراف على الاستثمارات الخارجية التي تقوم بها فروع الشركات الصينية الموجودة في الخارج.
وتطالب بكين بأن تتضمن الطلبات الجديدة معلومات مفصّلة حول المستثمرين ومحتوى وحجم المشروع وقيمة رأس المال الصيني المستثمر، إضافة إلى تحليل أثر المشروع على المصلحة الوطنية والأمن الوطني.
ولن تتم الموافقة على المشاريع التي تمثّل تهديدا لمصالح الصين وأمنها، حيث ينبغي على المستثمر أن يقدّم بيانات تؤكد أصالة الصفقة، لتفادي هروب ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة وتتمثل في إبرام استثمارات وهمية لتهريب الأموال إلى الخارج.
وأكدت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن “الأحكام الجديدة هدفها تحسين الإشراف التام على الاستثمار الخارجي وتحسين التنمية المستدامة السليمة للاستثمار الخارجي”.
وقال لي تان كبير الاقتصاديين لدى “هواخين شيرز” إن هذه الأحكام تتطلب قدرا أقل من المعلومات، لكنها توسّع نطاق الإشراف وهي “تمثّل إصلاحا للنظام والإجراءات”.
ويقول محللون إن القواعد الجديدة لن تؤثر على الاستثمارات في الشركات الصناعية والتكنولوجية مثل إعلان شركة جيلي الصينية أمس أنها تعتزم شراء حصة إضافية تبلغ 8.2 بالمئة من أسهم مجموعة فولفو السويدية لصناعة الشاحنات.
وسوف تجعل الصفقة شركة جيلي التابعة لمجموعة “تشجيانج جيلي” التي تملك شركة فولفو لصناعة السيارات، أكبر مساهم في مجموعة فولفو للشاحنات. وذكرت المجموعة أنها اتفقت على شراء تلك الحصة من مجموعة “سيفيان كابيتال” العالمية للاستثمار.
وسوف ترتفع حصة جيلي في مجموعة فولفو للشاحنات بعد تلك الصفقة إلى 15.6 بالمئة، لتصبح أكبر حملة أسهمها، ويعطيها ذلك نسبة تصويت في قرارات المجموعة بنفس النسبة.
وقال كريستر جارديل، أحد مؤسسي “سيفيان كابيتال” إن الصفقة “تنهي أكثر من 11 عاما من الملكية” لتلك الحصة في مجموعة فولفو للشاحنات، التي تنتج إلى جانب الشاحنات، أيضا حافلات ومعدّات بناء وتملك أيضا شركة “فولفو بنتا” لإنتاج المحركات.
وقال رئيس جيلي القابضة لي شوفو إن الشركة تقدّر التاريخ والثقافة الصناعية الإسكندنافية ومكانة مجموعة فولفو للشاحنات في السوق والتكنولوجيا المتقدمة والقدرات البيئية”.
وكانت جيلي قد اشترت “فولفو كارز” عام 2010 من عملاقة السيارات الأميركية فورد التي كانت تملكها منذ عام 1999.
العرب اللندنية