بعد ريف دمشق الغربي.. الجنوب السوري إلى أين؟

بعد ريف دمشق الغربي.. الجنوب السوري إلى أين؟

تحدثت مصادر عن حشود عسكرية لقوات النظام تمركزت في ريف درعا الشمالي، وقالت المصادر إن الحشود مؤلفة من مليشيات إيرانية وعناصر أجنبية أخرى، مما يشير إلى قرب تحرك عسكري في تلك المنطقة.

وتتزامن أخبار الحشود مع انتهاء عمليات قوات النظام والمليشيات الموالية له بريف دمشق الغربي، وقرب بدء تطبيق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف برنامج الاستخبارات الأميركية لدعم فصائل المعارضة، مما يضع مصير المنطقة الجنوبية في سوريا على مفترق طرق.

وقال أبو بكر الحسن المتحدث باسم جيش الثورة -أحد فصائل الجبهة الجنوبية المعارضة- للجزيرة نت إنه لا يستبعد عودة المعارك إلى المنطقة الجنوبية؛ معتبرا أن “النظام مجرم ولا يتورع عن نقض العهود والغدر”.

وأضاف أن فصائل الجبهة الجنوبية ملتزمة باتفاقية خفض التصعيد، ولكن في حال نقضها من قبل النظام فإن الفصائل على أتمّ الاستعداد للرد بقوة على تلك التحركات، بحسب قوله.

وأوضح الحسن أن ما يقال عن استغلال إيران لغطاء النظام في ريف درعا الشمالي لبدء معركة في منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا هو أمر وارد جدا، مضيفا “معروف عن إيران ومليشياتها سعيها المستمر لتنفيذ مشروعها في المنطقة، وعملها على الأمد البعيد”.

حياة أو موت
وبدوره، قال الناشط الإعلامي نبراس الزرزور للجزيرة نت إنه يستبعد أن يكون هناك أي عمل عسكري في المنطقة الجنوبية، ولكن في حال فُرضت المعركة من قبل النظام فلن تكون المعركة كسابقاتها بل ستكون معركة حياة أو موت، لأن سيطرة النظام على أي نقطة في المنطقة الجنوبية يعني نهاية المنطقة كلها، بحسب تعبيره.

وأضاف الزرزور أن إعلام النظام يشن قبل أي معركة حربا إعلامية، فيبث تصريحات وصورا لقادة ميدانيين على الجبهات، لكن المرحلة الحالية تبدو غامضة ولم تشهد تصعيدا إعلاميا، فلا يمكن التكهن بموعد بدء المعركة إن صحت التوقعات، كما توقع أن يكون الهدف هو انتزاع تل الحارة تحديدا.

وعن توقف الدعم المقدم لفصائل المعارضة، قال الحسن إنه لن يكون له تأثير كبير على المنطقة الجنوبية، مضيفا “علينا أن نتذكر أن الثورة السورية هي ثورة شعبية بدأت من الأهالي، وهي ثورة متجددة ومن الممكن أن تشهد في البداية انتكاسة، ولكننا نملك العزيمة للاستمرار”.

ويحاول الكثير من مقاتلي المعارضة التنسيق بين الرباط على الجبهات وبين امتهانهم أعمالا أخرى توفر مصاريفهم الشهرية، فالاعتماد على الذات هو البديل الأكثر واقعية إذا تحدثنا عن فقدان الدعم، بحسب ما أفاد الحسن.

وأضاف الحسن أنه بالرغم من تخوف المدنيين من فتح معارك جديدة، فقد وصلت منهم الكثير من الرسائل التي تؤكد جاهزيتهم للدفاع عن ثورتهم، مما يؤكد ثبات الحاضنة الثورية وتماسكها، بحسب تعبيره.

خفض التصعيد
وشهدت المنطقة الجنوبية في بداية عام 2017 معارك عنيفة بين المعارضة وقوات النظام في مدينة درعا استمرت شهورا، وانتهت بالإعلان عن اتفاق لتحديد منطقة خفض للتصعيد جنوب سوريا، وذلك بين روسيا والولايات المتحدةوالأردن في بداية شهر يوليو/تموز الماضي، قبل أن يتم الاتفاق بين الدول ذاتها على بدء تنفيذ الاتفاق بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

واستمرت قوات النظام بخرق الهدنة على مدى الشهور الخمسة الماضية عبر قصف مناطق سيطرة المعارضة بقذائف الهاون والمدفعية، قبل أن تصعّد خلال الأسبوعين الماضيين قصفها بصواريخ “فيل” على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء سريان اتفاق خفض التصعيد.

عمر حوراني

الجزيرة