قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن المدنيين والمعارضة “المعتدلة” في إدلب شمال غربي سوريا يتعرضون للقصف بحجة مكافحة جبهة النصرة، (هيئة تحرير الشام)، وطالب روسيا وإيران بتحمل المسؤولية كدولتين ضامنتين للنظام السوري، وذلك بعدما استدعت أنقرة سفيري الدولتين.
وأكد جاويش أوغلو في تصريحاته اليوم الأربعاء أنه “لا يمكن القبول بهذه الأساليب الوحشية التي تطبق بقصف إدلب بالكامل”.
وقال إن “ما يحدث ليس فقط غارات جوية، بل هناك تقدم عسكري للنظام السوري إلى داخل إدلب، وهنا نجد نية مختلفة لهذا النظام”. وذكر أن النظام سمح بدخول تنظيمات “متطرفة” إلى إدلب لخلط الأوراق وتصوير حملته على أنها تهدف لمكافحة الإرهاب.
وصرح الوزير التركي بأن بلاده تعمل حاليا على إنشاء نقطة المراقبة الرابعة للقوات المسلحة التركية في إدلب.
وكان الجيش التركي قد بدأ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إقامة نقاط مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق مع روسيا وإيران للحد من الاقتتال بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، لكن البعض اعتبر أن عمليته تهدف في جانب منها لاحتواء القوات الكردية في المنطقة.
وطالب جاويش أوغلو اليوم روسيا وإيران بتحمل مسؤولياتهما كدولتين ضامنتين في سوريا ووقف انتهاكات النظام السوري.
وجاء ذلك بعدما استدعت الخارجية التركية أمس الثلاثاء سفيري روسيا وإيران للاحتجاج على التصعيد الذي تقوم به قوات النظام السوري في محافظة إدلب وخرقها لاتفاق خفض التصعيد الذي جرى التوصل إليه في مباحثات أستانا.
وتشن قوات النظام السوري في الوقت الراهن هجوما في محافظة إدلب بغطاء من الطيران الروسي، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، وأطلق موجة نزوح من تلك المنطقة.
مؤتمر سوتشي
وطلبت الخارجية التركية من إيران وروسيا إبلاغ النظام السوري بضرورة إنهاء الخروق قبل التوجه إلى مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في منتجع سوتشي الروسي نهاية الشهر الجاري.
وقال جاويش أوغلو إن لدى المعارضة السورية تساؤلات عن مؤتمر سوتشي، “لكننا كدولة ضامنة لهم نحاول إقناعهم، بيد أن الهجمات التي تتعرض لها المعارضة زادت من ترددها، لذلك من الضروري وقف هذه الهجمات”.
وصرح الوزير التركي بأن بلاده تنوي استضافة اجتماع بشأن سوريا مع الدول المتفقة معها في توجهاتها بعد عقد مؤتمر سوتشي.
من ناحية أخرى، قال جاويش أوغلو إن القوات الأميركية كانت تخطط لمغادرة سوريا بعد عملية الرقة، لكن أطرافا طلبت منها البقاء. وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أيد وقف تسليح وحدات حماية الشعب الكردية، لكن الوضع على الأرض معاكس لكلام الرئيس الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات