تونس – أرسل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تحذيرا مبطنا لرئيس الحكومة يوسف الشاهد على خلفية احتجاجات شعبية استمرت لأيام، لكن تدخل السبسي وضع حدا لتصعيدها.
واستطاع السبسي امتصاص غضب سيطر على الشارع التونسي خلال الأسبوع الماضي، عبر دعوة الموقعين على “وثيقة قرطاج” للاجتماع، وعبر تركيزه في كلمة ألقاها الأحد في حي التضامن الفقير في العاصمة التونسية على مطالبات الشباب، وتفهم حالة الاستياء التي يمرون بها، إلى جانب الاهتمام بوضع الفئات الفقيرة.
وأكد السبسي في الاجتماع أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وأنه يتابع ما يجري دون أن يتجاهل دور الحكومة التي طالبها باحترام مقتضيات “وثيقة قرطاج”.
وغازل في هذا الإطار الأحزاب التي قال إنها قامت بواجبها وبدورها، مؤكدا في نفس الوقت أن الخروج من الوضع الحالي الذي تمر به البلاد يتطلب من الجميع الصبر والتفهم ونكران الذات والتواضع.
وذهب السبسي إلى أبعد من ذلك عندما قال إنه “إذا أخلت الحكومة بمقتضيات وثيقة قرطاج، فإن هذا أمر آخر ننظر فيه”، وهي إشارة حملت بين طياتها ما يُشبه التحذير المُبطن لرئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وانتقد في هذا السياق ما وصفه بـ”البطء الكبير” الحاصل في تحقيق ما يجب تحقيقه، مثل استكمال إرساء بقية المؤسسات الدستورية وأهمها المحكمة الدستورية، إلى جانب البدء في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة.
ويرى مراقبون أن الرئيس التونسي استطاع من خلال ذلك احتواء غضب عدد من الأحزاب الموقعة على وثيقة قرطاج، وحال دون انجرارها إلى مواقف تصعيدية خاصة بعد أن لوح محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس، بالانسحاب من تلك الوثيقة.
العرب اللندنية