«نيويوركر»: لِمَ لا تزال أمريكا متورطة في حرب اليمن

«نيويوركر»: لِمَ لا تزال أمريكا متورطة في حرب اليمن

تساءل نيكولاس نياركوس، في مجلة «نيويوركر» عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة متورطة في حرب اليمن برغم مقتل أكثر من 10 آلاف مدني. ويبدأ الكاتب باستعادة ما حدث عندما استهدف التحالف الذي تقوده السعودية صالة للعزاء قتل فيها أكثر من 140 تجمعوا لتقديم العزاء بوفاة أحد المسؤولين المعروفين في اليمن. وكان من ضمن الحاضرين عبد القادر هلال الدبب الذي عمل أميناً للعاصمة صنعاء. وكيف كان الدبب شخصية مهمة في حل النزاعات وشهد في حياته الكثير من النزاعات كان آخرها عندما سيطرالحوثيون على العاصمة. ويقول الكاتب إن الدبب لم يكن يرغب بجنازة حافلة، برغم أن الجنازات في اليمن هي شأن مهم يحضره الآلاف وأوصى ابنه بجنازة متواضعة أو يدفن قريباً من والده. وكان دخول الحوثيين الذين يسيطرون الآن على معظم شمال – غربي البلاد إضافة للعاصمة مدعاة لتحالف من تسع دول عربية وأفريقية بقيادة السعودية.
ويرى ماثيو تويلرـ «كانت لديه الكثير من الصفات المهمة لرجل كان يمكن أن يكون رجل إجماع وكرئيس إنتقالي أو نائب للرئيس أو رئيس للوزراء». إلا أنه قتل في الهجوم على عزاء صديقه جلال الرويشان، وزير الداخلية الذي مات في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وكان يعمل مثل الدبب وسيطاً بين الجماعات اليمنية المتنازعة. ويقدم نياكورس التفاصيل التي قادت لمقتل عبدالقادر وقراره المشاركة في العزاء الذي حضره الألوف مؤكداً لابنه الذي حاول ثنيه عن المشاركة بأن الحرب لها أخلاق ولن يقصف السعوديون المكان. وكانت هناك أخبار تقول إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيشارك فيه. وتكشف وثائق عن أن هناك مِن بين الحاضرين مَن كان يعطي للسعوديين أسماء مَن سيحضرون العزاء. وكشف المحققون بعد الهجوم عن أن القنبلة التي ضربت على المكان تزن 500 رطل وتم تصنيعها من قبل شركة ريثون، ثالث كبرى شركات الدفاع الأمريكية وتم تعديل القنبلة من خلال إضافة نظام توجيه ليزر صنع في أريزونا وتكساس. ويطلق على هذه القنابل اسم «القنابل الغبية».

ثمن الحرب

وقال مارك هينزاوي، مدير الأسلحة في منظمة هيومان رايتس ووتش «لقد تم بيع هذه الأسلحة للسعودية بتفاهم يحسن من دقة الضربات» و»ظهر أن السعوديين فشلوا في اتخاذ الخطوات الضرورية في الهجمات التي كانت تقتل المدنيين بدقة». وقتل في الغارة عدد ممن كانوا يقومون بالتفاوض بين الجماعات المتنازعة، ووصف مسؤول في الخارجية الهجوم بأنه «أغبى غارة لأن السعوديين اعترفوا بمقتل عدد كبير من الشخصيات التي كانت متعاطفة معهم أكثر من الحوثيين».
ويكتب نياركوس عن الثمن الفادح الذي دفعه اليمن من ناحية القتلى المدنيين والمجاعة وانتشار الأوبئة، كل هذا في بلد كان يعد قبل الحرب من أفقر الدول العربية ويستورد معظم حاجاته الغذائية. وبرغم هذه الكارثة التي نتجت بسبب الحصار المفروض منذ عامين ونصف العام لا تزال الولايات المتحدة وبريطانيا تقدمان الدعم اللوجيستي وتبيعان الأسلحة للسعوديين الذين لم يكن باستطاعتهم شن حرب في اليمن. ومع تزايد عدد القتلى بدأ عدد من المشرعين في الكونغرس بالتساؤل عن الدعم الأمريكي للرياض إلا أن إدارة دونالد ترامب رفضت انتقاد المملكة. ويقول الكاتب إن تأريخ اليمن يتميز بالتدخلات الأجنبية التي فشلت بفهم التعقيد السياسي له. فقد كان اليمن منقسماً في السبعينيات إلى شمال وجنوب.

الرقص مع الثعابين

وفي عام 1978 وصل علي عبدالله صالح العقيد الشاب للسلطة في صنعاء. ولم يكن معروفاً أو من النخبة الحاكمة لكنه كان ماهراً في اللعب على الخليط القبلي والجماعات الدينية وجماعات المصالح وهو ما وصفه لاحقًا بـ»الرقص مع الثعابين». وعندما وُحِّدَ اليمنان كانا تحت قيادة صالح. ووجد السعوديون فيه حليفا فاعلا ولكن لا يُعتمد عليه ولهذا حاولوا تجاوزه بضخ الأموال للقبائل فيما أرسل اليمنيون في دول الخليج الأموال لبناء المدارس السلفية.
وأصبحت السلفية قوة دينية وسياسية وواجهت الزيدية التي يؤمن بها عدد من اليمنيين في الشمال. وهو ما دفع بدر الدين الحوثي إلى تنظيم قبيلته لمواجهة السلفية في صعدة. وتزوج بدر الدين من أربع نساء، وكان له 11 ولدا، وبدأ في منتصف التسعينيات من القرن الماضي باقتباس شعارات من حزب الله والثورة الإيرانية وتنظيم معسكرات انضم إليها أكثر من 20 ألف متطوع. وفي نفس الفترة سار حسين نجل بدر الدين إلى قم الإيرانية حيث بدأ يطور علاقاته مع الشيعة الإمامية. وبعد عودته لليمن بدأ بجدب الولايات المتحدة وإسرائيل وأنشأ أنصار الله التي عرفت لاحقا بالحوثيين. وفي كانون الثاني /يناير ألقى خطبة «صرخة في وجه الطغيان» التي انتهت بـ «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».
وجد صالح الذي بدأ بتلقي السلاح من الولايات المتحدة في هذا الشعار غير مقبول. وفي حزيران /يونيو 2014 اختبأ حسين في الجبال حيث لاحقته قوات صالح وأحرقت المغارة واعتقلته ثم أعلن مقتله. وخاض صالح مع أتباعه في العقد الذي تلا وفاة حسين الحوثي ست حروب. ويقول برنارد هيكل، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط «كانت تلك الحروب وحشية ودفعت الحوثيين إلى حافة اليأس». وفي تلك الفترة أهمل السعوديون اليمن ما دفع إيران وحزب الله لملء الفراغ. ويقول هيكل إن الكثير من الحوثيين كانوا يسافرون بين بيروت وطهران أيضاً، مع أن الاستثمار الإيراني كان محدوداً. وكما يقول غريغوري غوس الخبير في السعودية بجامعة تكساس إي أند أم «كان الحوثيون يريدون الارتباط بالإيرانيين أكثر مما كان الإيرانيون يريدون الارتباط بهم».
وفي عام 2009 بدأ السعوديون بناءً على طلب من صالح مهاجمة الحوثيين. وكان عبدالقادر هلال الدبب يتوسط مع الحوثيين لكنه استقال بعد اتهامه بتقديم كعكة لأحد قادتهم. وكانت الحرب مفيدة لصالح حيث اعتبرها وقودا للتخلص من قادته المنافسين له، حسب برقيات وزارة الخارجية الأمريكية. كما سمح للحوثيين بالتسلح بل ترك لهم أسلحة. واستخدم صالح الحوثيين وسيلة للحصول على أسلحة من الأمريكيين الذين أخبرهم أن جهوده يقف أمامها الإيرانيون. وقال صالح لجون برينان، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما «الحوثيون هم أعداؤكم أيضا» و «تريد إيران تصفية حسابات مع الولايات المتحدة». ولاحظ سيك أن الولايات المتحدة أرسلت منذ عام 2002 أكثر من 115 مليون دولار لتسليح قوات صالح. وفي هذه الأيام لم تعد علاقة حزب الله وإيران سراً. فعبد المالك الحوثي وحسن نصر الله يمدحان بعضهما. ومع أن إيران لم تعترف بدعمهم علنا إلا أن الكاتب سأل أحد الدبلوماسيين الإيرانيين البارزين فأجاب إن إيران لديها مصالحها بالمنطقة. وعندما ضغط قال إن «إيران ليست ملاكًا».

اليمن مختلف

تقول إبريل ألي التي كانت تعمل في مجموعة الأزمات الدُّولية في زيارة لعبد القادر عام 2011 حيث علق على أحداث تونس ومصر بأن اليمن مختلف نظراً للولاءات القبيلية المتنوعة وانتشار السلاح. إلا أن صالح أجبرته ثورة شعبية على التنحي عام 2012 ولكنه عاد وظهر بعدما تعاون مع الحوثيين الذين رفضوا حكومة عبد ربه منصور هادي وتحركوا من معاقلهم في الشمال وسيطروا على العاصمة. وهو ما دفع السعودية وعدداً من الدول الحليفة لشن حرب عليهم.
وفي واشنطن أكد الدبلوماسيون السعوديون أن الحرب ستنتهي في غضون 6 أسابيع. ويقول نتين شادا، الذي كان مستشارًا لمجلس الأمن القومي: «كان لدى السعوديين تفسير وردي حول سرعة نجاح جهودهم العسكرية» مشيرًا إلى أنهم لم يكونوا مرتاحين لوجود جماعة وكيلة لإيران قريبا من حدودهم. وقال تشادا إن الخطط المحددة للهجوم لم يتم التشاور بها مع واشنطن التي قررت برغم ترددها بالموافقة على بيع السعـودية في تشـرين الثاني/ نوفمبر 2015 صفقة سلاح بقيمة 1.29 مليار دولار. وبنـهاية إدارة أوباما كانت قد عرضت أسلحة بقيمة 115 مليار دولار على السعـودية.

«وول ستريت جورنال»: السعودية تسيطر على مجموعة بن لادن العملاقة

نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً قالت فيه: إن الحكومة السعودية مدت سيطرتها الإشرافية إلى مجموعة بن لادن، وقد تأخذ حصة من شركة الإعمار العملاقة. وقال المطلعون على المسألة إن في ذلك مؤشراً على استعداد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأن يخل بنظام الشركات التجارية في المملكة. ويقلب هذا التحرك تحالفاً على مدى عقود بين حكام السعودية وعائلة بن لادن التي أصبحت واحدة من أغنى عائلات السعودية. ويأتي هذا التحرك في وقت لا يزال فيها مدير الشركة بكر بن لادن، رهن الاحتجاز بعد اعتقاله في شهر تشرين الثاني /نوفمبر مع عدد من أفراد العائلة، في سياق حملة واسعة ضد الفساد المزعوم في المملكة. ولم يمكن التواصل مع بن لادن أو أي من أفراد عائلته المحتجزين ولم يصدر عنه تعليق حول الاعتقالات.

صفقة محتملة

وعينت الحكومة السعودية لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص – شخصان من عائلة بن لادن وثلاثة من كبار الصناعيين السعودين – للقيام بمهمة لجنة رقابية للشركة التي تملكها العائلة. ومن غير الواضح إن كان هذا التحرك جزءاً من صفقة محتملة لإطلاق سراح بن لادن، أحد أكبر ملاك أسهمها، وسراح الآخرين من عائلته.
وقال أحد المطلعين على قضية مجموعة بن لادن: «الحكومة بسطت سيطرتها ولكنها لحد الآن لم تتحرك لتملكها وفرصة حصول ذلك كبيرة». وقالت مجموعة بن لادن السعودية في بيان لها إنها لا تزال شركة تابعة للقطاع الخاص ويملكها أصحاب الأسهم. ولأكثر من نصف قرن كان هناك علاقات تجارية بين مجموعة بن لادن وحكام السعودية ولعبت المجموعة دورًا مهمًا في تطوير البنية التحتية للمملكة التي مولتها عبر البترودولارات.
وأتت الاعتقالات والسيطرة على الشركة كأشد التحولات الدراماتيكية في حظوظ المجموعة في السنوات الأخيرة حيث تأثرت سلباً بتراجع أسعار النفط التي أثرت في قطاع الإعمار في السعودية ما اضطر الشركة إلى التخلي عن عشرات الآلاف من العمال عندما تباطأت الدفعات من الحكومة بشكل مفاجئ. كما أن الشركة حرمت مؤقتاً من المشاركة في التنافس على العقود الحكومية بعد حادث الرافعة المميت في الحرم المكي. وتدين الحكومة لمجموعة بن لادن بمليارات الدولارات لمشروعات عملت فيها الشركة، بينما الشركة نفسها تراكمت عليها الديون بمليارات الدولارات لتمويل مشروعاتها، حسب الدائنين والمصادر الصناعية المقربة من الشركة.

علاقة خاصة

ويبدو أن العلاقة الخاصة بين مجموعة بن لادن وآل سعود بدأت تتفكك. فولي العهد البالغ من العمر 32 عامًا، مهندس برنامج جريء من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، أطلق حملة ضد الفساد الذي أصاب قلب معظم الشركات إنتاجاً، بما في ذلك مجموعة بن لادن والمملكة القابضة، وهي شركة استثمارية للوليد بن طلال. وقد عينت الحكومة لجنة للإشراف على مجموعة بن لادن لجلب الاستقرار لشركة برغم التحديات المالية واعتقال مديرها تبقى فاعلة في بناء أكبر المشروعات في البلد، حسب شخص مطلع على الموضوع. وقد زارت اللجنة الجديدة مقر المجموعة في الأيام الأخيرة، حسب الشخص عينه. وقال شخص مطلع على تمويل مجموعة بن لادن: «الحكومة تحتاج الشركة بالمقدار عينه الذي تحتاج به الشركة الحكومة.. فليس هناك شركة إعمار أخرى يمكنها العمل في مشروعات بحجم تلك التي تقوم بها المجموعة». وقام بن لادن، مدير الشركة، على مدى عقود برعاية العلاقة التكافلية بينه وبين العائلة المالكة. وهو الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن، مؤسس القاعدة.
واستطاع الإخوة بن لادن شق الطريق بشركتهم في الأوقات الصعبة وتغير القيادة وبإمكانهم تجاوز المأزق الحالي، حسب ما قاله شخص مطلع على الموضوع وتحدث مع عدد من أعضاء العائلة». وقال الشخص: «إن الأشخاص الذين سيحلون محل بكر يرحبون بهذا التطور ويعتقدون بأن الشركة ستكون في وضع أفضل». وقال أحد أعضاء العائلة بأن اعتقال مدير الشركة لا يزيد عن كونه حيلة لتركيع الشركة التي تملكها العائلة والتي لها حقوق تبلغ مليارات الدولارات لم تدفعها الحكومة. وقال هذا الشخص: «إنها عملية تطهير وسيطرة بالقوة والأهم من ذلك أنها سيطرة مالية، وليست شيئاً آخر».

«غارديان»: مؤلف «نار وغضب» يقول إن ترامب دجال وأحمق ونادم على ما حدث لبانون

في مقابلة أجراها إدوارد هيلمور مع الكاتب مايكل وولف حول كتابه «القنبلة» عن الحياة داخل إدارة دونالد ترامب «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض». وقال وولف إن حديثا على عشاء من المأكولات البحرية في بيت وولف في غرينتش فيلج كان بداية كتابه الذي يقول إنه «أصبح حدثاً سياسياً دُولياً». حضره كل من روجرإيلز الذي طرد من إمبراطورية روبرت ميردوخ كرئيس لقناته فوكس نيوز وستيفن بانون الذي كان يحضر نفسه لوراثة أجندة إيلز المتطرفة.
وقال وولف «مضى على طرد روجر من فوكس ستة أشهر، ولم تكن المناسبة دعوة أقوى رجل بل على العكس». ودعا بانون حيث قال له «روجر سيحضر العشاء هل تود الحضور؟».

اندلاع العاصفة

ومع اندلاع العاصفة ووصلت إلى ترامب وبانون والبيت الأبيض يتساءل وولف إن كان إيلز قد أكد له في ذلك العشاء في كانون الثاني/ يناير 2017 حيث انتقلت شعلة الشعبوية الجمهورية من شخص لآخر. وأضاف «أفكر دائماً أن شيئاً ما حدث». وكان من النتائج المباشرة للكتاب هي انفجار العلاقة بين بانون وترامب وخروجه من «بريتبارت نيوز» بعد قطع ممولي الموقع اليميني العلاقة مع بانون إضافة للمحاولات الغريبة من ترامب تأكيد سلامة صحته العقلية التي عادة ما كانت محلاً للتساؤل من مساعدي ومسؤولي البيت الأبيض الذين تحدث إليهم وولف.
وقال إن كل ما تم التركيز عليه يبدو عشوائياً بالنسبة له مشيراً إلى أن الكتاب «إنفجار لأن هذه هي الحقيقة عن ترامب، فهو شاذ، وليس العمل الذي كان يجب أن يعمله. وكل شيء يقوم به على بعض المستويات يبدو مثيرا للضحك». وعندما تساءل هيلمور إن كان ترامب قادراً على القيام بمهمته كرئيس، أجاب «لا أعرف إن كان الرئيس من الناحية السريرية غير سليم العقل وكل ما أعرفه وما شاهدته وسمعته من الناس حوله أن دونالد ترامب شخص لا يمكن التكهن بتصرفاته وغير عقلاني إلى حد عدم التماسك ومهووس بنفسه بطريقة غير مريحة ويظهر كل الصفات التي تظهر على كل شخص: ماذا يجري هنا، هل هناك شيء غير عادي؟»». ويعلق وولف على دعوة ترامب المشرعين من الحزبين كي يناقش معهم الهجرة وأمن الحدود أن الدعوة غير عادية لأنه يريد أن يظهر أمام الكاميرا كرجل عاقل ويدحض ما جاء في الكتاب. ما «يثبت افتراضاً آخر في الكتاب» وهو أنه «لا يهتم ويريد من شخص القيام بعمله وكل ما يريده هو إنجاز ولا تهمه طبيعة هذا الإنجاز»، ويضيف وولف إنه تحدث مع عدد من أصدقاء الرئيس ومحاسيبه الذين أنكروا أنه رجل يجيد التفاوض «فقد ترشح على فكرة أنه مفاوض ولكنهم قالوا إنه لم يكن مفاوضاً أبداً، فالتفاوض يحتاج إلى فهم بالتفاصيل وهو عمل منهجي ولا يستطيع عمل هذا».
ولم يكن ترامب قادراً على التحكم في نفسه في لقاء قصد أن يظهر سلامته العقلية ومنطقه، فسرعان ما وصف المهاجرين من السلفادور وهاييتي ودول أفريقيا بالبالوعات أو الحثالات. ويصف وولف التهديدات القضائية من ترامب وفريقه لمنع نشر الكتاب بعدما نشرت صحيفة «غارديان» بعضاً من محتوياته «هذا مثال آخر عن عدم سيطرته على نفسه» و»أعرف أن كل واحد كان يحاول منعه من عمل هذا ولم يستطع وقفه، فقد انفجر وفعل ما لم يفعله أي رئيس من قبل: «محاولة مقاضاة رجل للتشهير والتدخل بالخصوصية». ويرى وولف أن هناك جانبين للمواجهة «الجانب الأول، وقد شعرت بالفزع من الهجوم على الدستور وعلى ما نفعله نحن كصحافيين وما نعيشه كأمريكيين» و «الجانب الثاني وهو أن هذا رجل أحمق بالمطلق وكل ما فعله هو إثارة الانتباه لكتابي وكل ما فعله هو إيذاء نفسه بكل مناسبة».
وهو يؤكد أن كتاب «نار وغضب» حصل على موافقة من ترامب. فبعد أن كتب عددا من التقارير الإيجابية عن ترامب وبانون لـ» هوليوود ريبورتر» انضم إلى عدد من الباحثين عن فرص عمل الذين تجمعوا في «ترامب تاور» «قلت للرئيس، أريد أن أحضر للبيت الأبيض كمراقب في البيت الأبيض»، هنا اعتقد أنني أبحث عن وظيفة. قلت «لا لا أريد أن أكتب كتاباً»، تغير وجهه ولم يكن مهتما، ولكنني ضغطت، وأحب فعل هذا، وبعدها قال «يا يا أوكي بالتأكيد». وبدأت مغامرة مثيرة للجدل للصحافي من نيويورك. وحسب سجل زوار البيت الأبيض فقد زاره وولف 20 مرة في الثمانية أشهر الأولى من عمر الإدارة. ويعلق وولف: «ذهبت بنية التصرف كصحافي بهدف، ولكنك تفقد هذا عندما يتجاهلك الجميع»
و»تصبح جزءاً من العفش، هذا الرجل مثير للشفقة ويحاول الناس بذل الجهد لتسليتك». «يسألون من تنتظر؟ وعادة ما أقول بانون الذي لم يكن يحضر على الموعد. ويقولون هل تريد العودة وفجأة تجد نفسك في مكتب مدير الطاقم». ويشير هيلمور للنقد الذي تعرض له الكتاب خاصة من الصحافيين في واشنطن، فقد وصفه جيك تابر من «سي أن أن» بأنه كتاب «تخلى عن كل المعايير». وتركز النقد على تهجئة الأسماء وعدم تأكد الكاتب من بعض الحقائق. ويعترف وولف بالمشكلة قائلاً «في الحقيقة لا يخلو أي كتاب من هذا النوع من الأخطاء لكن ليس كل كتاب يصل إلى مستوى المناسبة السياسية الدُّولية». ويرى وولف أن نقاده «غارقون في التفاصيل» «أما أنا فلست غارقاً بالتفاصيل واستطعت إيصال القصة بطريقة يفهمها الناس، تحركهم ويفهمونها».

قنبلة جديدة

والمشكلة في الكورس الإعلامي في واشنطن هي أن رئاسة ترامب الشاذة استطاعت تطبيعها. ويقول وولف «في البداية» قالوا «لا تعمل على تطبيعهم» ولكنهم في النهاية تحركوا بهذا الاتجاه «ففي كل يوم قنبلة جديدة تنسيك ما حدث في اليوم السابق» ثم جاء كتابه كما يقول «وأعطى سياقا» وعندها قال كل واحد «يا إلهي، نفهم الآن». ويزعم وولف قائلاً «لقد حصلت على الحقيقة التي لم يحصل عليها أي شخص، ليس لأنهم لا يعرفون، فكل واحد حول ترامب يعرف أنه دجال، أحمق، غبي وشخص غير قادر على القيام بالوظيفة. ولكن لم يقل أحد هذا مع أن الصحافيين في واشنطن يتحدثون للأشخاص أنفسهم الذين تحدثت إليهم واستمعوا للقصص ذاتها».ويتهم البيت الأبيض أن وولف لم يحصل على مقابلة وجها لوجه مع ترامب بشكل لا يعطيه الحق للقول إنه تحدث مباشرة مع الرئيس. ويوضح الكاتب قائلا: «حصلت تقريبا على ثلاث ساعات حوار مع دونالد ترامب ما بين حزيران/ يونيو 2016 والآن حصل هذا في أثناء الحملة والفترة الانتقالية وفي البيت الأبيض». ويقول وولف إنه ليس مهتما بالسياسة ولكن بمن هم في السلطة والسيناريو المفاجئ الذي أدى لفوز ترامب «وقد حدث هذا وما كان يجب أن يحدث، ولم يشر أي منطق لحدوثه ولكنه هناك وكيف نتعامل معه؟ وهذا كتاب ليس عن انطباعاتي بل انطباعات الناس حوله. وكان مُهمًا أن لا أجعل انطباعاتي أو علاقتي مع الرئيس المركز». وعن تصريحات بانون حول علاقة نجل الرئيس بالروس وأن ما فعله كان «خيانة» يقول وولف إن بانون كان في طريقه لقطع العلاقة مع ترامب ولكنه يتساءل عن تهوره واتهامه لنجل رئيسه، فهل كان مخمورا؟ لا «لم أره يشرب ورأيته يرفض الشراب أكثر من مرة».
وعن السبب الذي دفع بانون لحرق الجسور مع ترامب يعلق قائلا: « نظريتي أنه كان يعتقد بفوز روي مور (اليميني الذي رشح نفسه في ألاباما) بشكل كان سيجعله صانع الملوك وترامب الخاسر. وكان بانون سيدخل عام 2018 بكل ما لديه من نفوذ. فقد توصل بانون لنتيجة وهي أن ترامب علاوة على كونه أحمقا فهو معوق لأجندته الشعبوية الحقيقية». وعن شعور وولف الآن بعدما حدث لبانون يقول «أشعر بالذنب بعدما وضعته في موقع لم يكن يرغب في أن يكون فيه. ولكنه رجل ناضج وكان يعرف بكل المخاطر عندما تحدث إلي».

لندن ـ «القدس العربي»