اغلقت مؤسسات الحكومة الاتحادية الأميركية جزئيا بسبب خلافات في الكونغرس بين الديمقراطيين والجمهوريين، بشأن الميزانية وإخفاق مجلس الشيوخ في الاتفاق على تمويل حكومي قصير الأجل حتى السادس عشر من الشهر المقبل.
ويكمن جوهر الخلاف في سياسة الهجرة. ويرى مراقبون أن الأزمة -أيا كانت نهايتها- تُلحق ضررا كبيرا بإدارة الرئيس دونالد ترمب، فهي تقع بينما حزبه يملك الأغلبية في الكونغرس، وبالتزامن مع نهاية عامه الأول في الرئاسة.
البحث عن صفقة
وفي حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” حلقة السبت (2018/1/20)، يقول المحلل السياسي في الحزب الجمهوري جوزيف واتكينز إن على ترمب -وهو الذي يقول إنه يستطيع عقد الصفقات- مسؤولية عقد اتفاق لتجاوز المشكلة.
وأشار إلى أنها المرة الأولى في تاريخ أميركا التي تقع فيها أزمة الميزانية لرئيس في سنته الأولى، مبينا أن المطلوب بذل الجهد من الجمهوريين الذين يحتاجون بعضا من الديمقراطيين للتصويت إلى جانب إقرار الميزانية، بحلول الاثنين المقبل.
جمهوريون ضد الرئيس
وبشأن تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين الحزبين، يقول مخطط الإستراتيجيات في الحزب الديمقراطي سايمون روزنبرغ إن الحزب الجمهوري لم يستطع إقناع أربعة من أعضائه في مجلس الشيوخ بالتصويت لصالح الميزانية، فضلا عن الديمقراطيين.
يذكر أن الميزانية نجحت في المرور من مجلس النواب لكنها علقت في مجلس الشيوخ الذي لم يستطع جمع الستين صوتا من أصل مئة لإقرارها.
وبيّن روزنبرغ أن الميزانية قدمت أوائل 2017، وكان ينبغي أن تمرر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها تأخرت بما يعني أن حكومة ترمب لا تقوم بواجبها.
الانتخابات النصفية
وفي تفسير عدم وقوف سيناتورات جمهوريين مع رئيسهم ترمب في أزمة الميزانية، يقول جوزيف واتكينز إن 2018 هو عام الانتخابات النصفية، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ يريدون إرضاء دوائرهم الانتخابية.
الجمهوريون يرغبون بدعم ترمب، ولكنهم يرغبون أيضا بالفوز في الانتخابات، بحسب قول واتكينز.
عقل قبائلي
الاعتبارات الانتخابية أحدثت هذا الفارق في مجلس الشيوخ، لكن الأمر بالنسبة لروزنبرغ أبعد من ذلك ويتلخص في أن إدارة البلاد الآن تنحو نحو القبلية لا الشراكة.
وأوضح أن الجمهوريين يعتبرون أي تسامح بالعمل مع الديمقراطيين إضعافا لصورتهم، وهذه ليست طريقة العمل في أميركا على مدار مئات السنين، حسب ما أضاف.
الجزيرة نت