الحرس الثوري الإيراني يرفض العودة لمواجهة المعارضة في إدلب

الحرس الثوري الإيراني يرفض العودة لمواجهة المعارضة في إدلب

650_433_01350710079

ثقلت كتائب المعارضة السورية المسلحة كاهل النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الأجنبية عقب نجاحها في إخراج إدلب المدينة عن سيطرتهم بشكل كلي خلال بضع أيام نهاية شهر آذار/مارس الماضي، وتراجع قواتهم إلى الخطوط الخلفية في مدينة حماة وسط سوريا؛ الأمر الذي خلق حالة من الفوضى وتشتت القرار العسكري ما بين القيادات العسكرية للجيش السوري النظام، ومثيلاتها من الحرس الثوري الإيراني صانعة القرار ومصدرة الأوامر، والتي تتخذ من مطار حماة العسكري نقطة تمركز أساسية لها، ومنطلقا لصناعة القرارات العسكرية.

وعلى ما يبدو، لن تكون العلاقات العسكرية بين قيادتي النظام السوري العسكرية والحرس الثوري الإيراني على أحسن صورة خلال الفترة الحالية على أقل تقدير، بعد سيطرة المعارضة السورية على إدلب المدينة بشكل كامل، لتظهر جليًا أولى نتائج تلك الاختلافات وتطفو على الواجهة بشكل لا يمكن إخفاؤه، حيث ارتفعت المشادات الكلامية بين قيادات الصف الأول العسكرية في النظام السوري، وغرفة قيادة العمليات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة حماة والتي تتموضع في مطار حماة العسكري.

الخلافات الحادة وبحسب ما أكده “زين مصطفى” عضو مركز حماة الإخباري، نشبت عقب رفض قيادة غرفة العمليات الإيرانية إرسال أي تعزيزات عسكرية جديدة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني إلى ريف إدلب بهدف حشد عسكري جديد للنظام السوري في مسعى منه لاستعادة أجزاء من إدلب المدينة، حيث أقرت غرفة العمليات الإيرانية بإرسال تعزيزات عسكرية من جنود النظام السوري فقط دون قبولها إرسال أي جندي من قوات الحرس الثوري الإيراني ضمن الحشد، والتي تتمركز في مطار حماة العسكري والنقاط العسكرية التابعة له في المناطق المجاورة، حيث بررت قيادات الحرس الثوري رفضها عدم إرسال جنود الحرس إلى ريف إدلب بهدف الحفاظ عليهم من معركة يرونها خاسرة.

الأمر الذي لقي رفضًا تامًا من قبل قيادات النظام السوري، ورأت قرار غرفة عمليات الحرس الثوري حول رفضها المشاركة، أنه تمييز واضح بين المقاتلين ذي الطائفة “العلوية” والمقصود بها عناصر ميليشيات “الدفاع الوطني”، وبين جنود الحرس الثوري الإيراني ذي “الطائفة الشيعية”، وطالبت قيادات النظام السوري غرفة العمليات بالعدول عن قرارها الرافض للمشاركة، إلا أنّ قيادة غرفة عمليات الحرس الثوري أصرت على موقفها وغادرت قاعة الاجتماعات داخل حرم مطار حماة العسكري، دون الوصول إلى أي نتيجة، بحسب ما أورده “عضو مركز حماة الإخباري”.

وأشار “مصطفى” إلى أنّ غرفة عمليات الحرس الثوري الإيراني أصدرت قرارًا بسحب مقاتليها المنسحبين من إدلب المدينة وتمركزهم في مناطق جسر الشغور وغيرها آخر مواقع النظام السوري في ريف إدلب، وإعادتهم إلى مطار حماة العسكري، للحفاظ على حياتهم، من أي هجوم محتمل للمعارضة السورية على تلك المواقع.

في حين قالت مصادر ميدانية مطلعة، إنّ النظام السوري أقدم مطلع شهر نيسان/ أبريل الجاري، إلى فرض حملة تجنيد إجبارية طالت العشرات من شباب المدن السورية، وكان النصيب الأكبر لشبان مدينة حماة، في إطار ما أطلق عليه النظام اسم “معركة استعادة إدلب”.

وقامت عناصر المخابرات السورية والشرطة العسكرية بناء على ذلك بشن حملات اعتقال في مدينة حماة على وجه الخصوص، بحق كل من هو قادر على حمل السلاح، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عامًا، ولم يعف من يملك أوراقًا رسمية بتأجيل الخدمة العسكرية، فضلًا عن تبليغ أعداد كبيرة من الشبان للالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وحشد الموالين بعد تطويعهم في ميليشيا “اللجان الشعبية” عبر مكاتب جهزت لهذا الغرض، ليتم زجهم للقتال تحت قيادة العقيد سهيل الحسن بهدف استرجاع مدينة إدلب.

حسام محمد – التقرير