رؤية معهد السياسة والاستراتيجية الإسرائيلي: مستقبل المنطقة العربية (2)

رؤية معهد السياسة والاستراتيجية الإسرائيلي: مستقبل المنطقة العربية (2)

872

ثانيًا: موقف إسرائيل من صعود الإسلاميين
تتخوف إسرائيل من صعود الحركات الدينية بمصر، حتى إن نتنياهو وصف صعود الإسلاميين للسلطة بأنه تدهور وتقهقر إلي الوراء (1). وتنظر إسرائيل إلى الإخوان كإحدى المجموعات الإسلامية الراديكالية المتطرفة التي تمارس العنف والإرهاب تحمل العداء للغرب المسيحي وتعادي السامية. ويرى عدد من الخبراء أن الإخوان المسلمين يرتدون بعد الثورة عباءة تختلف عما تبطن فهى تحاول أن تظهر بمظهر التيار المعتدل، خاصة أمام الغرب والولايات المتحدة الأمريكية عبر ما يقدمون من مواد إعلامية تبث أمام الرأي العام العالمي، وما يطلقونه من تصريحات مخالفة للواقع. فتارة يصرحون بتمسكهم بجميع الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتارة أخرى يصرحون بأن الشعب المصري لا يوافق على الاتفاقية، لذا فيجب إجراء استفتاء شعبي حول بنودها حتى يمكن الالتزام بها مما يظهر تلاعبهم. كما أنهم لا يعترفون بإسرائيل ويتبنون سياسة حماس القاتلة (2).
وينبع هذا التخوف نتيجة لتقيم إسرائيل لقوة وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث ذكر كثير من الخبراء أن الإخوان المسلمين هم القوة الوحيدة في مصر التي استطاعت أن تحرك نفسها في فترة قصيرة لتستفيد من الانتخابات الحرة، فهي استطاعت أن تكون جزءًا مهمًا من الحياة السياسية (3).
وتنظر إسرائيل بعين الخوف من علاقة القوى الغربية “الولايات المتحدة وأوربا”، حيث تعتبر إسرائيل أن الغرب يحاول التقرب من جماعة الإخوان المسلمين على أثر فوزهم في الانتخابات البرلمانية. فترى إسرائيل أن ما تروج له أمريكا عن أن الإخوان يريدون بناء ديمقراطية حديثة تحترم حريات الفرد واقتصاد السوق والالتزامات الدولية وعلى رأسها الاتفاق مع إسرائيل، ما هو إلا مزاعم لا يسعى الإخوان لتحقيقها. ويرى الإسرائيليين أن هناك من يغالي بوصف الإخوان بأنهم الموازون من الشرق الأوسط للديمقراطيين المسيحيين الأوربيين مما يزعج إسرائيل. وفيما يتعلق بعلاقة الإخوان بالولايات المتحدة تقر إسرائيل بوجود احتياج مالي شديد لدعم أمريكا وأوربا لهم (4).
وترى إسرائيل أن الإخوان سيهدمون المعارضة منذ اليوم الأول الذي يتولون فيه مهام الحكم، وسيفرضون أحكام الشريعة، ويشتدون في مطاردة الأقباط وسائر الكفار جميعًا. فمصر – من الوجهة الإسرائيلية- قد تجعل استبداد مبارك يبدو مثل جنة عدن على حد وصف إيزيلي بلار ويسرائيل هايوم. (5).

دولة تحت الوصاية: تدور فكرتها حول إقامة دولة فلسطينية مؤقتة (أو مشروطة) تحت الوصاية الأمريكية، على أن تكون هذه الدولة بالأردن أو شبه جزيرة سيناء
ثالثًا: رؤية إسرائيل للمعارضة
ترى إسرائيل أن قوى المعارضة تخشى من رحيل المجلس العسكري بسبب غياب الزعامة البديلة فرحيله سيضع الإخوان والقوى الإسلامية في سدة الحكم (أي سيستأثر الإسلاميون للسلطة) وفي ظل هذا التخوف تعمل هذه القوى بالإجماع على استمرار التظاهر الذي لا يهدف بشكل جدي لإسقاط المجلس العسكري، وإنما تهدف للتعبير عن وجودها في ظل الحفاظ على بقاء المجلس. ويرى عدد من المحللين أن قوى المعارضة تخشى من زيادة قوة الإخوان المسلمين لذلك فهذه القوى مستعدة للقيام بأمور كثيرة – بصرف النظر عن طبيعة هذه الأمور- لكبحهم وتقليل قوتهم (6).
• مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية
في ظل عدم توقع إسرائيل بحدوث الثورة وتعدد التفسيرات المبررة لحدوثها والتخبط حول مستقبلها كان من الضروري تناول الرؤية الإسرائيلية للعلاقة بين مصر وإسرائيل، وذلك عبر رصد الآراء الإسرائيلية لمستقبل تلك العلاقة وكذا اتفاقية السلام ووضع شبه جزيرة سيناء. وهذا ما سيوضحه الجزء القادم.
تسود موجة التشاؤم على الخبراء الإسرائيليين حول مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، حيث يرى الخبراء الإسرائيليون أن حملة النقد تجاه سياسة إسرائيل ستزداد داخل المجتمع المصري – بعد سقوط نظام حكم حسني مبارك – وأكد ذلك التعدي المتكرر على خط أنابيب الغاز الطبيعي المتجه إلى إسرائيل ومحاولة اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية- فالتعدي على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة – من الوجهة الإسرائيلية – يعكس التغير في توجه الشباب والطبقة الوسطى المتعلمة نحو مزيد من الرفض الشعبي للسياسة الإسرائيلية بل ولكيان الدولة ككل، ومن ثم ستضطر الحكومات المقبلة في هذا الإطار إلى إعادة دراسة حجم العلاقات مع إسرائيل(7). فمن المتوقع أن تتدهور العلاقات بين البلدين لتصل إلى أسوأ مستوياتها (8).
وعلى خلاف رؤيتهم السلبية لمستقبل العلاقات يتمسك الإسرائيليون بالاتفاقية ويطالبون نظام الحكم الجديد بمصر بالالتزام بها. فقد صرح نتنياهو – رئيس وزراء إسرائيل- عن أمنيته للإبقاء على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهذا ما تعمل على تحقيقه إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك وفقًا لجريدة ها آرتس 8 نوفمبر 2011.(9). وكرر تأكيده هذا في مستهل الاجتماع الاسبوعي للحكومة الإسرائيلية في 31 ديسمبر 2011 معبرًا أن اتفاق السلام سيرسخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. (10). ويرى الخبراء أن التزام مصر باتفاقية السلام سيستمر رغم تدهور العلاقات بين البلدين، خاصة وأن العلاقة مع إسرائيل والالتزام باتفاقية السلام معها ليس على قمة الأولويات القومية لمصر في المرحلة الحالية، نظرًا للأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة. كما أن الحركات الاسلامية التي اعتلت السلطة تدرك أن اتفاق السلام مع إسرائيل مرتبط بشبكة مصالح أمنية واقتصادية وسياسية تخدم مصر. إلا أنه من المحتمل أن تطالب قيادات منتخبة برئاسة الأحزاب الإسلامية بإعادة صياغة عدد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية الموقعة سلفًا بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل (11). فخوف إسرائيل من صعود الإسلاميين يرجع لعدة أسباب على رأسها عدم الالتزام باتفاق السلام، وهذا ما أكدته رسالة إيهود باراك – وزير الدفاع – إلى واشنطن التي ذكر فيها أن الهدف الأهم الآن لدى إسرائيل هو الحفاظ على اتفاق السلام الإسرائيلي- المصري في ظل أي حكومة مقبلة في مصر (12). لذلك فقد أعلنت إسرائيل ترحيبها بالالتزام باتفاقية السلام، واقامة علاقات دبلوماسية مع مصر بقيادة الإخوان المسلمين (13). إلا أن في هذا الصدد هناك تساؤل ملح داخل المجتمع الإسرائيلي حول إلى أي مدى سيحترم النظام القادم اتفاقية السلام مع إسرائيل (14).
وهناك تيار في إسرائيل يرى بعدم وجود أية احتمالات لتخلي مصر عن اتفاقية السلام مع إسرائيل لأن خرقها للاتفاق قد يحمل مصر نتائج خطرة مثل وقف المساعدات الأمريكية، والأمر سيكون مرهونًا بالخطوات التي سيتخذها الجيش وكذا بالضغط الذي سيمارسه الغرب حتى تستمر مصر في احترام الاتفاقية (15).
وفي ظل الرغبة الإسرائيلية لالتزام مصر باتفاقية السلام، تضع إسرائيل شبه جزيرة سيناء كسبب رئيسي للتدخل الإسرائيلي في الشأن المصري. فيذكر عديد من الدراسات والتحليلات أن هناك فوضى عارمة في شبه جزيرة سيناء تخلق مخاطر أمنية لإسرائيل ذات أبعاد إستراتيجية. فهناك أعمال خطرة تقوم القبائل البدوية بتسهيل وتيسير تنفيذها، وكذا شبكات الإرهاب الدولية وشبكات الجريمة العابرة للقوميات كتهريب المخدرات واللاجئين والسلاح. ومن ثم فسيناء أصبحت إقليما غير محكوم يفرض عدة مخاطر على الحدود الجنوبية لإسرائيل مما يهدد امنها القومي. كما أن الأفعال الإرهابية عبر الحدود مع سيناء يمكنها أن تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية الهشة. على الرغم من تعهد الإخوان المسلمين بالالتزام باتفاقية السلام مع إسرائيل (16). ويرى يوسي فيرتر أن سيناء أصبحت عشًا لدبابير الإرهاب الذي يهدد أمن إسرائيل في المقام الأول (17)، فسيناء أصبحت ثغرة لعلاقات تعاون مع سلطة حماس في قطاع غزة (18)، بل وأصبحت المحطة التي سترد من خلالها الهجرة غير الشرعية إلى إسرائيل، حيث سيتسبب تردي الوضع الاقتصادي إلى هجرة كثير من الأفارقة إلى إسرائيل عن طريق سيناء(19).
وفي إطار النهج المقترح للتعامل مع سيناء، ذكر الكاتبان ألكسندر بلاي ويسرائيل هايوم أنه يجب التعامل مع الحدود المصرية باعتبارها حدود معادية. مما يستلزم حدوث تغييرات في انتشار القوات داخل المجال السيادي لإسرائيل، خاصة وأنه بانهيار نظام القذافي في ليبيا فلم تعد الحدود الليبية تمثل خطرًا لمصر. لذلك كان على إسرائيل أن تتأكد من أن القوات المصرية التي سيتم إخلاؤها من على الحدود الليبية لن يتم نقلها للحدود مع إسرائيل. ومن ثم لم يعد هناك منطق سياسي وعسكري في إعطاء مزيد من الموافقات للقوات المصرية بدخول مجال سيناء (20).
1. الحرب السورية

تعتبر سوريا حاليًا منطقة إستراتيجية ساخنة رئيسة تعاني من حرب أهلية طاحنة، تطرح تحديات أمنية وسياسية وإنسانية لكل من الشعب السوري وكل دول الجوار بما فيها إسرائيل.
فالتقسيم المستقبلي لسوريا على امتداد التقسيم الذي ستتبعه القوى الإقليمية سيحمل تأثيرًا مباشرًا على الوحدة الإقليمية للبنان والعراق. فإذا لم تصبح وطنًا لأكبر مخابئ الحرب الكيميائية، فقد أضحت أرضًا للمعارك الدائرة بين الفصائل المتناحرة ( الميلشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية التي تهدف للتحكم في الأراضي السورية وبين القوات المسلحة السورية). فكل من الميلشيات والإرهابيين يحققون أهداف القوى الإقليمية المتنافسة، عبر الحرب بالوكالة التي يسعون من ورائها لتقوية احتكار تلك القوى – كإيران والسعودية وقطر. كما أن العلاقة التاريخية الإستراتيجية بين نظام الأسد وموسكو تفسر الوجود الحربي والبحري لروسيا في طرطوس. هذا يضاف إلى الكيفية التي تتعامل بها القوى العالمية مع الأزمة السورية، فالقوى الغربية وشركاؤها الإقليميون – تركيا والأردن وإسرائيل- يحرصون على التحكم في الأسلحة الحربية السورية المتطورة، خاصة أنه من المحتمل أن ينحل نظام الأسد قريبًا. وعلى الرغم من أن الأحداث على الأرض قد تتطلب عمليات عسكرية، لكن هناك احتمالية ضعيفة أن مثل هذه العمليات يمكن تصعيدها إلى حرب إقليمية(21). ويجمل المركز أن الأزمة السورية هي أزمة لنظم الدول القومية العربية، وقد أسفرت عن اختلال ميزان القوى الإقليمية. فالحرب ضد النظم السوري كانت بمثابة ضربة قوية للإستراتيجية الإيرانية التوسعية، خاصة وأن إيران لديها نهم جم في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط. ومن ثم فرض عقوبات دولية ضد نظام الأسد سيحد من طموح إيران النووي، خاصة أن محاولات إيران لإشراك النظم السنية لم تجني ثمارها. وعلى الصعيد الآخر، لم يستطع المحور السني المناوئ لإيران الذي يهدف لاحتوائها من الاكتمال والظهور. ومن أبرز القوى المحورية في هذا المحور الملكيات العربية التي يغلب عليها القلق من انتقال عدوى الفوضى الداخلية إليها أيضًا (22).

2. العراق والوضع الداخلي المتأزم
يمثل الهجوم الأمريكي على العراق نقطة تحول إيجابية لصالح إسرائيل؛ إذ حدثت إزالة لتهديد قائم وكامن، كما يمثل إزاحة للعراق من الساحة التي كانت تمثل تهديدا عسكريا، مما سيحسن من ميزان إسرائيل للأمن القومي. كما أن هناك آراء ترى أن سقوط صدام حسين يصب في صالح إسرائيل فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فصدام حسين كان من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وسقوطه قد يدفعهم لإنهاء المقاومة “الإرهاب على حد وصف المعهد”، وكذا محاولة الوصول إلى تسوية قائمة على الحلول الوسط. (وذلك على نقيض الرأي الآخر الذي يرى أن سقوط صدام لن يؤثر على وضع فلسطين أو سياساتها الإرهابية)، إضافة إلى أن انشغال أمريكا بإسقاط نظام صدام حسين سيشغلها عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولن يجعله على قمة أولوياتها فالنجاح الأمريكي في العراق يمكن اعتباره حالة اختبار في الشرق الأوسط للخطط الأمريكية المستقبلية بالمنطقة خاصة بالنسبة للمطالبة بالإصلاح، وحدوث تحول ديمقراطي. ويمكن الحكم على النجاح الأمريكي بالعراق إذا نظرنا لتوقيت عمل الحكومة المؤقتة عبر العوامل الآتية (23):
• الأراضي العراقية تحت تحكم سلطة الحكومة المركزية.
• نسبيا جزء صغير من السُّنة يتسببون في بعض الفوضى؛ لمنع الحكم التعددي الديمقراطي الذي سيعطي الشيعة والأكراد حكما نسبيا في الاقليم. ولكن هذه الاضطرابات بما أنها واقعة بالنسبة للسنة فهي أمر بسيط لأنها تمثل نحو خمس عدد السكان.
• المعارضة القوية للشيعة والأكراد للعيش في ظل حكم البعث السني.
• إعادة بناء الجيش العراقي.
ومن ثم يمكن القول إن النجاح الأمريكي في العراق يمكن قياسه بوجود حكم مركزي للإقليم، وعقد انتخابات تأتي بحكومة وبرلمان معتدلين، والاتفاق على الدستور، وعقد انتخابات بعد عام تال من الاستفتاء على الدستور. ومن ثم فإن المنظور الأمريكي والإسرائيلي يعتبر الغزو الأمريكي نموذجا للسياسة الأمريكية في المنطقة يجب تكراره ولكن بسبل أخرى، والنتيجة ستكون واحدة وهى زعزعة استقرار النظم الديكتاتورية بمنطقة الشرق الأوسط وخلق نموذج جديد وفق الرؤية الأمريكية ليكون مواليا لها ولإسرائيل(23). وهذا هو النهج الذي طبقته الولايات المتحدة خلال ثورات الربيع العربي وما تلاها كالحرب داخل القطر السوري.
ثالثًا: مطامع القوى الإقليمية
يناقش هذا الجزء الرؤية الإسرائيلية الدور الذي تؤديه القوى الإقليمية المحيطة بالوطن العربي (إيران وتركيا) خاصة وأن كلا منهما له طموح في الهيمنة على المنطقة ونشر نفوذها، ومن ثم يقدم فيما يلي السيناريوهات التي وضعها باحثو المركز لإسرائيل خلال تعاملها مع تلك القوى، وذلك أثناء انعقاد سلسلة مؤتمرات هرتسيليا للأمن القومي.
1. الدور الإقليمي الإيراني والملف النووي
تنظر إسرائيل لإيران باعتبارها راعية للإرهاب الموجه ضد إسرائيل، كما أنه من المتوقع امتلاكها لقدرات نووية عسكرية خلال المستقبل القريب، وترى أنه نظام معاد للغرب ولإسرائيل. ورغم هذا الخطر المتنامي فشلت جهود الإدارة الأمريكية في إيقاف الدعم التكنولوجي الروسي الموجه لإيران. كما أنه لا يوجد دعم دولي لفرض عقوبات دولية على إيران بسبب معارضة روسيا على الرغم من أن مثل هذه العقوبات ستكون عقابا كبيرا، نظرا لاحتياج إيران إلى تأييد دولي لنشاطها خلاف كوريا الشمالية التي لا تهتم بمثل هذه الأمور. ومع ذلك ترى إسرائيل أن العقوبات على إيران لن توقفها من الاستمرار في تطوير القدرات النووية الحربية، إلا أن استمرار الضغط الدولي عليها مع ذلك أمر بالغ الأهمية.(24) وتخشى إسرائيل أن سباق التسلح النووي الإيراني ينمو ويتطور، ولكن دون رقابة مما يقود إلى لا تكامل للنظام الدولي العالمي لحظر الانتشار. وتتوقع إسرائيل أنه مع عام 2009 حتى عام 2015 كحد أقصى ستكون إيران قد نجحت في إنتاج سلاح نووي. وترى أن إيران تؤدي دورا محوريا في نشر الإسلام الراديكالي، فهي تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، حيث ترعى الجماعات الجهادية الكونية كحزب الله والحركات الفلسطينية، والنظام السوري. عبر الإمداد بالأسلحة والإمدادات التكنولوجية. ومن ثم تمارس هذه التنظيمات والحركات أنشطة كمؤسسات إيرانية بالوكالة. ومقابل هذا الخطر يضع المركز بدائل لاحتواء البرنامج الإيراني (24).
• إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يتضمن أسلحة الدمار الشامل WMD والإرهاب وعملية السلام وحقوق الإنسان.
• القيام بأفعال أو أعمال عسكرية محددة ومركزة وموجهة ضد الأهداف الإيرانية النووية كضرب مفاعل بوشهر.
• ردع أو تأخير البرنامج.
• إجبار إيران على الدخول في اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، فانضمام إيران للاتفاقية سيؤجل من فرص امتلاكها للمواد الانشطارية، ولكن فشل الاتفاقية في الهند وباكستان والعراق وكوريا الشمالية يجعل البعض يرى أن هذا الفشل يمكن أن يتكرر مع دول أخرى.
• التحكم في الوقود التي تستخدمه إيران في إنتاج المواد الانشطارية، وذلك لمنع إيران من استخدامه.
• اتخاذ إجراءات تعمل على تغيير (اسقاط) النظام الإيراني لضمان تنفيذ البدائل السابق ذكرها وذلك عبر دعم القوى الديمقراطية ماديا وأخلاقيًا.
• دعم قدرات دفاعية نشطة داخل المنظومة الدفاعية لإسرائيل، بمعنى إعادة صياغة نموذج ردع حتى يمكن أن يؤثر على آراء صنّاع القرار الإيرانيين وقيمهم.
نظرية تبادل الأراضي: تقوم بالأساس على إمكانية إعادة رسم الحدود الدقيقة للمنطقة بناء على اعتبارات ديمغرافية وأمنية
تدرج الاهتمام بإيران منذ عام 2003 حيث تم تناول البرنامج النووي الإيراني، والقدرات النووية العسكرية، وإيقاف القنبلة النووية، ولكن مع عام 2007، بدأ الحديث عن التكيف مع نووية إيران والحديث عن إستراتيجيات المنع وإستراتيجيات الردع، واستمر النهج خلال أعوام 2008 و 2009 و 2010 و 2011 حيث نوقشت سياسة التعايش مع إيران النووية. أما عام 2012 فقد تغيرت اللهجة حيث تم الحديث عن العقوبات وفرضها ضد إيران. ومع عام 2013 زادت حدة اللهجة للمفاضلة بين القوة والدبلوماسية في التعامل مع إيران (25).

2. تركيا كقوى إقليمية مؤثرة
إن التعاون بين إسرائيل وتركيا يمكن عرضه كنموذج ناجح منذ عام 1996 عندما قام الرئيس التركي سليمان ديميريل بزيارة إسرائيل لأول مرة؛ ووقع خلال الزيارة 37 اتفاقية وبروتكول تعاون في مجال التجارة والثقافة والتعاون العسكري. إلا أن هناك أفكارا عدة مطروحة على طاولة الحوار: لتشكيل مناطق تركية إسرائيلية أمريكية صناعية مشتركة، ومناطق سياحية إسرائيلية تركية مشتركة، واستيراد إسرائيل للمياه التركية (26). كذلك الحال بالنسبة للأردن والهند. فإسرائيل يمكن أن تتكامل في إطار تعددي كالحوار الذي بدأته مع حلف شمال الأطلنطي على أسس مبادرة إسطنبول، والحوار بين دول مجموعة الثماني والشرق الأوسط الكبير، أو منتدى المستقبل الذي تم تأسيسه بقرار مجموعة الثماني في يونيو 2004.(27).
ولكن هذا السيناريو يشوبه بين الحين والآخر بعض الشوائب والنزاعات كما حدث في عام 2008-2009، إذ وجهت تركيا نقدا حادا ولاذعا لإسرائيل نتيجة للتعدي الإسرائيلي على أسطول الحرية “مافي مرمرة” المتجه إلى غزة الذي كان أغلب من عليه من الأتراك (28). وأعقب ذلك موجة ضبابية في مسيرة العلاقات التركية مع اسرائيل تتسم بالغموض وعدم اتضاح الرؤية والتوجه. فكل من رئيس الوزراء أردوغان ونتنياهو يبديان الحرص على بلورة واستعادة العلاقات الطيبة بين الحكومتين. على الرغم من ذلك، هناك اهتمام في اسرائيل والغرب بتأثير الرأي العام التركي الإسلامي ووسائل الإعلام الشعبية، التي تتخذ مواقف معادية للغرب ومعادية لإسرائيل ومعادية للسامية. خاصة وأن الوجود الإسلامي الراديكالي في الشرق الأوسط والدول الغربية خلال العقد الماضي يمثل تهديدا لأمن المنطقة وأمن إسرائيل على وجه الخصوص. والأكثر من ذلك تنامي قدرات هذه الجماعات في أوربا وأمريكا يسهل من تصدير الراديكالية والإرهاب والعنف. وعلى ضوء هذا الواقع، شهدت العلاقات التركية مع دول حلف شمال الأطلنطي تراجعا رغم إدراك الدول الغربية أن تركيا سهم إستراتيجي مهم بالمنطقة، ولكن تدور تساؤلات مهمة حول السلوك التركي كالتصويت التركي الرافض لإيران كهدف لبرنامج الدفاع الصاروخي للناتو، وتنظيم التدريبات الجوية التركية الصينية المشتركة، ويزيد الأمر سوءا مع تحالفها مع قوى راديكالية بالعالم العربي كحماس، وسوريا (29).

رابعاَ: تهديدات ومخاطر بالدول العربية
يناقش هذا الجزء بعض التحديات التي تواجه المنطقة العربية كصعود قوى الإسلام الراديكالي، وندرة بعض الموارد كنقص المياه والبترول وتأثير ذلك على إسرائيل وعلاقتها بدول المنطقة.
1. صعود قوى الإسلام الراديكالي
يمثل الإسلام الراديكالي تهديدًا لأمن لإسرائيل، لذلك – فيرى المركز- إن الحرب الموجهة ضده يجب أن تكون أيديولوجية بالأساس بقيادة الولايات المتحدة. خاصة وأننا أصبحنا نشهد ظواهر جديدة تدخل في مصفوفة الإرهاب الدولي، فعدد صغير من الأفراد قد يتسببون في تدمير الإنسانية، أو على أقل تقدير تحقيق خسائر خطيرة لاقتصاد الدول القائمة. كما أن الإرهاب البيولوجي أصبح إرهابًا دوليًا يتسم بخطورته، ورخص ثمنه، بل وسهولة استخدامه. فالقرن العشرون كان قرن الفيزياء أما القرن الحادي والعشرون فهو قرن البيولوجي والمعلومات. والأمن لم يعد سوى ضمان للاقتصاد والاستثمار. ومن ثم يمكن القول أن هناك نوعين من الإرهاب ظهرا حديثًا (30):
أ‌. إرهاب كبير:
هو كل فعل غير أخلاقي يسلك سلوكًا عسكريًا غير شرعي، يعتمد على التهديد بالعنف أو استعماله فعلًا وقد يقوم به فرد أو عدة أفراد ينتمون إلى جماعة معينة ذات فكر متطرف عادة، أو دولة ما بهدف تحقيق منفعة خاصة، أو فرض رأي سياسي، أو مذهب معين، أو ممارسةضغط على الغير بقصد إخضاعه• ويشمل الإرهاب جميع أعمال القتل والاغتيال والتخريب والتدمير وإتلاف المرافق العامة. ويضرب المركز مثالا له كمحاولة استهداف الطائرة الإسرائيلية في مومباسا بكينيا نوفمبر 2003.
ب‌. إرهاب غير تقليدي
كل فعل لا أخلاقي، يتم من خلال سلوك عسكري غير شرعي يعتمد على التهديد بالعنف، أو استعماله فعلا من خلال استخدام الأسلحة البيولوجية، وقد يقوم به فرد واحد أو عدة أفراد ينتمون إلى جماعة معينة ذات فكر متطرف عادة، بهدف تحقيق منفعة خاصة أو فرض رأي سياسي أو مذهب معين.
فكل من هذين النوعين لا يراعي الحدود الجغرافية، ولا الاخلاقية، وتستغل موارد العالم الحر ضدها. من هذا المنظور، ذكر المركز أن إسرائيل تواجه سلسلة من التهديدات، في إطار ثلاث دوائر توحدية تجب مواجهتها من قبل الجماعة الدولية تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مما يضع على إسرائيل مسئولية التعاون مع الجماعة الدولية (31).
• دائرة مغلقة من التهديدات: مواجهات مستمرة مع الفلسطينيين فهي عامل رئيس في تحديد برنامج الحياة اليومية في إسرائيل.
• دائرة وسط لبنان وسوريا
• دائرة بعيدة: إيران والعراق (خاصة قبل الغزو الأمريكي بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل، ولكن أصبحت بعد الغزو معقلا للجماعات الإرهابية)، حيث يرتبط هذا الخطر يوجد أسلحة الدمار الشامل، خاصة وأن إيران قريبا ستحصل على قدرات حربية نووية.
ويرى المركز أن قوى الإسلام الراديكالي يتسم نشاطها بالطابع الدولي؛ فتنظيم القاعدة يعمل على نطاق دولي من داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط في عدة دوائر. وعلى الرغم من هذا الخطر، لا يفهم العرب طبيعة الإسلام الراديكالي، ويستيقظون بالنسبة لهذا الخطر فقط عندما يحدث هجوم إرهابي. ولا تفهم الشعوب التوجه اللاهوتي (الباعث الديني) كالذي يفعله الإخوان المسلمون، إذ يهددون الاستقرار والأمن مستخدمين مبررات لاهوتية (32):
• القاعدة جنوب آسيا تقوي قدرتها للهجوم على الأهداف الغربية.
• القاعدة في العراق خلال النصف الثاني من عام 2007 سجلت أمريكا عددا من الإنجازات خلال حربها ضد البنية الأساسية للقاعدة حيث دمرت نسبة كبيرة منها.
• القاعدة في شمال إفريقيا (دول المغرب) تغيير أنماط الفعل بما فيها الاستخدام المتزايد للهجوم الانتحاري ضد الأهداف الغربية.
• القاعدة في الشرق الأوسط تمارس محاولات لاختراق تركيا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية.
• الأنشطة الإيرانية تقيم جسرا واصل بين الاختلافات التقليدية بين الإخوان المسلمين والشيعة كجزء من محاولاتها تصدير الثورة الإسلامية بينما تمارس أعمالا إرهابية حول العالم وتتعاون مع القاعدة والمنظمات العاملة بالعراق.
• حزب اللـه امتداد للشبكة العالمية لتنظيم القاعدة، ومنظمة إيرانية بالوكالة.

وتعمل هذه الدوائر السالف ذكرها على خلق فوضى تعم الشرق الأوسط، وتقود إلى انهيار الحكم الرشيد بالشرق الأوسط العربي، إذ تفتقر القيادة إلى شرعية سياسية كافية، وتواجه تحديات داخلية لحكمها بواسطة كتل شعبية فقيرة غير منظمة وقوية. ونتيجة لذلك فإن الحكومات العربية أصبحت غير قادرة على تناول أزمات اجتماعية واقتصادية عميقة، وتعمل على خلخلة الاستقرار السياسي وتدمير العديد من الحكومات العربية، إضافة لموجات العنف. فلم تعد تلك الحكومات قادرة على ممارسة سيادتها على كل أرجاء إقليمها، مما ييسر العمليات الإرهابية عبر الحدود ويخلق شبكات من الجريمة بالأقاليم التي لا يمارس فيها القانون، وتتسم بحرب العصابات المسلحة. هكذا فإن الارتباك الإقليمي يحول العديد من الدول القومية إلى مجرد قذائف فارغة من الصفة القانونية، إذ يتم استبدال رؤي لاهوتية وطائفية متنافسة للجماعات الراديكالية الإسلامية السياسية بالقومية العربية. (33).
ومن أهم مقومات صعود تلك القوى بالمنطقة طبيعة الوضع الديموغرافي في المنطقة. فأكثر من نصف السكان العرب بالمنطقة صغار السن (النسبة الأكبر تحت سن خمسة عشر عامًا). فالشرق الأوسط هو وطن أكبر معدل زيادة سكانية في العالم، ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك تدهور الوضع الاقتصادي، وزيادة معدل الفقر بالمنطقة خلال العشر سنوات والخمسة عشر عاما القادمين. ومن المتوقع أن تقل معدلات التشغيل ويزيد نسبة البطالة، مع مستوى دخول متدن (34).
وصاحب هذه الزيادة السكانية والوضع المتدهور فشل للعديد من الحكومات العربية في التعاطي مع هذا التحدي. فالزيادة السكانية صاحبها عجز للحكومات عن توفير تعليم ملائم وتوفير فرص عمل مناسبة. وهذا العجز حاولت الحركات الإسلامية الراديكالية ملأه عبر تمويل التعليم وخدمات الرفاهية بدلا من الحكومة والتشكيك في العملية الديموقراطية بالنسبة للانتخابات. إن الاضطرابات الداخلية بالشرق الأوسط أدت إلى وجود قادة سلطويين حتى في ظل حصولهم على الدعم والتأييد من قبل الحكومات الغربية، مما يثير معضلة إستراتيجية أساسية “الحرية والديمقراطية مقابل الاستقرار الإقليمي”. والتأثير الغربي على هذه الدول محدود خاصة في ظل التدهور السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدول العربية التي تدعم الراديكالية وتصدر العنف للغرب. فالتطور الذي تم تحقيقه بالدول العربية في الحقبة الماضية سينتهي بسبب الحركات الإسلامية الراديكالية. لذلك وتبدو إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعيدة عن نشر أجندة الحريات التي تم تبنيها من قبل سلفه من الرؤساء. فبدلا عن ذلك تفصل الحكومة الأمريكية الحفاظ على الوضع السياسي المحلي الراهن في دول تعتبر حلفاءها. إن الأحداث على أرض الواقع دفعت إدارة أوباما إلى تبني موقف إدارة بوش في دعم الحريات بالشرق الأوسط كحل لعدم الاستقرار الإقليمي، وتصدير العنف والراديكالية للغرب. على الرغم من ذلك أن الدروس التي تعلمتها من إدارة بوش خلال فترة الولاية الأولى خلال عام 2006 وما تبعه من النجاح الانتخابي لحماس بالسلطة الفلسطينية والإخوان المسلمين في مصر لا يبدو في السابق أمرا متضاربا في التعامل مع الحدث من قبل الإدارة الأمريكية. فقد أدركت الإدارة السابقة أخيرا أن الانتخابات الديمقراطية وحدها غير كافية لوجود حرية وتقدم قوتين إذا لو تكن عجلة الإنتاج مستمرة. ومن ثم يتضح أن عملية التحول الديمقراطي بالشرق الأوسط لا تعدو أن تكون سوى أمر مرغوب فيه من حيث المبدأ فقط. فالدول العربية تفتقد البنية التحتية، والعادات الديمقراطية، والمؤسسات والتعددية والنظام الحزبي التعددي القوي لاستدامة العملية الديمقراطية. فالتحول الديموقراطي الذي تلا الحرب الباردة بدول شرق أوربا نجح في دول تتمتع ببعض التقاليد الديموقراطية (مثل بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك) وفشل في ظل غياب هذه التقاليد (كروسيا). لذلك فإن اتباع انتخابات ديمقراطية بدون دعم البنية التحتية السياسية والاجتماعية سيخدم ويفتح الباب فقط للقوى الراديكالية لتولى السلطة (في الأجل القريب أو البعيد). فصناع القرار بالدول الغربية يجب أن يدعموا عملية التحول التدريجي لبناء بنية تحتية سياسية واقتصادية واجتماعية بالنظم العربية، لمنع استيلاء التيارات الراديكالية الإسلامية على السلطة. كما أن تحدي الإسلام الراديكالي في العالم الليبرالي الغربي ليس من السهل تناوله، فالحكومات الغربية يجب أن تستثمر في الحملات الإعلامية لتشرح للرأي العام خطورة الإسلام الراديكالي؛ من خلال كشف أجندتهم الليبيرالية والمضادة للمسيحية وما يمثلونه من تهديد أمني (35). ويرى المعهد أن تمهيد الطريق لخلق شرق أوسط أكثر استقرارًا وحرية وتطورا في إطار دور فاعل وله مصداقية للقوى الغربيةـ يتطلب وضع خطة إستراتيجية مستقبلية شاملة جديدة للإقليم تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة (36):
• احتواء سياسي (وعسكري إذا تطلب الأمر) للقوى الإقليمية الراديكالية والرجعية.
• الإسراع بعملية التحول التدريجي التي ستحسن من شروط المعيشة الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير حكم رشيد مرتكز على الشفافية والمحاسبة في الشرق الأوسط العربي.
• إقامة إطار إقليمي مشترك تقوده القوى الغربية والمعتدلة وغير الراديكالية بالإقليم، لدعم عملية السلام العربي الإسرائيلي.

إن المفاوضات على قضايا الوضع النهائي ليست على الأجندة القومية الإسرائيلية، ولكنها موجودة بشكل مبدئي في التوجه نحو التفاوض على الحدود المستقبلية للدولة
2. البترول والطاقة
الجماعة الدولية تزيد من اهتمامها بضمان وتأمين مصادر حصولها على موارد طاقة آمنة ورخيصة، فالطلب المتزايد على الطاقة سيقوّي من الاقتصاد الهندي والصيني، ويزيد من الاعتماد على بترول الشرق الأوسط، ولكنه في ذات الوقت سيزيد من المخاوف حول السلوك الإيراني بالشرق الأوسط، (37). ورغم أن أغلب التنبؤات الحديثة تعكس عدم كفاية موارد الطاقة مع الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، فإن الحقب القادمة ستشهد تزايد التلوث البيئي نتيجة استخدامات الطاقة المتعددة (38). كما أن الحاجة إلى البترول تحمل مخاطرة كبيرة بالنسبة للقوى القديمة والآخذة في الظهور، وكذلك الحال بالنسبة للعالم النامي والأحداث الواقعة في دول الشرق الأوسط تعمل على بلورة هذا التحدي، وارتفاع أسعار مشتقات البترول يمثل خطرا وتهديدا كبيرا على حكومة إسرائيل، لذلك تستثمر إسرائيل مليون دولار أمريكي لتطوير مصادر جديدة للطاقة من أجل النقل كالوقود الحيوي والوقود الاصطناعي، والبطاريات الالكترونية للنقل وتكنولوجيا تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة في مجال النقل. إضافة إلى الدور المهم لإسرائيل في مجال الغاز الطبيعي والميثانول. فالتسويق لهذه المشتقات سيتطلب وضع تشريعات بالعالم الغربي. إضافة إلى ضرورة تحرك الجماعة الدولية نحو زيادة الشفافية في الأسواق الكونية للطاقة (39).

3. وضع اتفاقيات السلام في ظل تغير المناخ ونقص المياه
نظرًا لتعرض الشرق الأوسط لأضرار كبيرة نتيجة تغير المناخ فإن إسرائيل يجب أن تتبنى توصيات معينة قائمة على اختبار الصورة العالمية نتيجة كمية انبعاثات غاز الاحتباس الحراري، وغاز أول أكسيد الكربون، لذا على إسرائيل أن تستعد لأية تغييرات يمكن أن تؤدي لعدم الاستقرار على الساحة الإقليمية. كما أن ارتفاع منسوب البحر وإمكانية حدوث فيضان على سبيل المثال غرق دلتا النيل، وحدوث جفاف وزيادة موجة التصحر، سينتج عنه عدم استقرار دول كثيرة في الإقليم ويزيد من موجات هجرة السكان حول الشرق الأوسط. وفي ظل هذه الظروف ربما تواجه إسرائيل طلبا متزايدا لاستضافة اللاجئين، ونقل المياه للدول المجاورة. وعلى ضوء تأثيرات تغير المناخ على اقتصاد المياه ستحتاج إسرائيل إلى أن تدرس عن قرب قدرتها للاستجابة للنتائج الدبلوماسية والدخول في اتفاقية مستقبلية. ومن ثم في مثل هذه الظروف فإن إسرائيل سيكون من الصعب أمامها الاستمرار في الالتزام بتعهداتها المائية في الاتفاقيات المائية الموقعة مع الأردن، التي تقضي بالمشاركة في الموارد المائية لنهر الأردن ونهر اليرموك والبحر الميت ونهر وادي عربة، والبحر الأحمر. لذلك فإن مصادر المياه التي تشترك فيها إسرائيل والسلطة الفلسطينية يجب أن تتم مراجعتها والنظر إليها نظرة مغايرة لتلبي الاحتياجات الإسرائيلية المتزايدة (40).
ومن ثم ففي المستقبل، النتائج الدبلوماسية مع سوريا ولبنان ستلعب فيها قضية المياه دورا محوريا، خاصة وأن بعض مياه نهر الأردن تأتي من مرتفعات الجولان، وبعض موارد نهر الوزاني التي تمر خلال الأراضي السورية واللبنانية. فقضية ضخ مياه المياه السورية من بحر الجليل من المحتمل أن تكون مادة للنقاش. فإسرائيل ستحتاج أن تحمي حقوقها المائية. من هنا عليها أن تختبر طرق التكيف الأفضل مع النتائج التي من المتوقع أن يتعامل معها تغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي. ويجب أن يتأكد ذلك كإضافة للحفاظ على جودة بحث عالية في مجال البيئة، وإنتاج الطاقة الشمسية، وتطبيق خطوات واقعية لتقليل الأنشطة الملوثة التي تسهم في تغير المناخ (41).
وفي ختام حديث المؤتمر عن وضع الدول العربية والعلاقة مع دولة إسرائيل، يجمل أن يتم السبيل لدعم العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، عبر التسويق لأهمية وجود علاقات مع الرأي العام، ولا يتم قصرها فقط على اتفاقيات بين ممثلي الحكومات والمؤسسات والساسة. وفتح حوارات إستراتيجية وتجنب الجداول الزمنية المصطنعة. وتشجيع أوربا على المساعدة لإخراج إسرائيل من عزلتها، وجعلها شريكًا كاملًا بالمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية. وعلى المدى الطويل، تطبيق رؤى السوق الشرق أوسطية المشتركة بمشاركة إسرائيل والأردن وفلسطين، وخلق علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ خطة مارشال(42)، لإعادة تأهيل الإقليم (43). خاصة وأنه منذ حدوث الفوضى الاقليمية تم تطوير الميزان الكلي لأمن إسرائيل:
• احتمالية نشوب حرب تقليدية بين إسرائيل وأي من جيرانها أمر قريب من الصفر في المستقبل القريب.
• النظام الإيراني عدو إسرائيل لكنه في إطار احتمالية تفكك سوريا. ستفقد إيران جزءًا كبيرًا من قدرتها الإستراتيجية المهيمنة. خاصة أن العقوبات الدولية الموجهة ضد النظام السوري ستضعف من الاقتصاد الإيراني. يضاف إلى أن احتمالية توصل إيران إلى أسلحة نووية لتصبح قوة نووية عسكرية أمر ضعيف.
• إضافة لخطر الجماعات الإسلامية الراديكالية هناك تحدٍ يتجسد في زيادة عدد الأراضي غير المحكومة المحيطة بإسرائيل حيث تمثل تهديد مباشرا وعاجلا للسكان المدنيين بإسرائيل.

ولمواجهة هذه التحديات فإن على إسرائيل إعادة التفكير في محاور رئيسة حول أمنها القومي كتطوير آليات الإنذار المبكر، وتحديث آليات الردع والقرارات الخاصة بساحة القتال والدفاع. مع الأخذ في الاعتبار الاستقطاعات الحتمية في الموازنة لصالح النفقات الدفاعية لإسرائيل، وهذا أيضا يتطلب إعادة تقييم الهيكل الحربي بما فيه الصواريخ الدفاعية والحرب الافتراضية. مما يمكن أن يحافظ على التفوق النسبي لإسرائيل. إضافة للحاجة إلى الاستثمار لتطوير القدرات الاستخباراتية التجمعية لمواجهة هذا التهديد الضبابي.
ومن ثم على الولايات المتحدة وأوروبا دعم وتقوية الائتلاف السني، وخلق حوافز للتعاون مع الغرب وإسرائيل. إضافة لتأييدهم لعملية السلام، ودعم التغيير الإقليمي الملموس من خلال صفقة كبيرة تلبي الأهداف التالية (44):
• إجهاض القدرة النووية الإيرانية لأغراض عسكرية، واحتواء طموحاتها المهيمنة عبر توفير تأمين إستراتيجي.
• تشجيع الدول الشرق أوسطية الغنية لتقديم موارد كافية نحو إعادة إنعاش الدول العربية الآخذة في السقوط كمصر والأردن.
• التوصل لاتفاق حول رصد المخاطر الأمنية للأقاليم غير المحكومة (سوريا وشبه جزيرة سيناء).
• دعم عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية عبر عملية إسرائيلية عربية أوسع (أي ربط السلام مع الفلسطينيين بوفاء دول عربية أخرى بالتزاماتها).
• إيقاف تصدير الإسلام الراديكالي للغرب.
• لإسرائيل مصلحة في دعم اقتصاد الدول العربية حيث يصب ذلك في التوصل لاتفاق إقليمي للسلام موسع.
وفي الختام يمكن القول؛ إن وضع الوطن العربي من أهم القضايا التي تشغل العقلية الإسرائيلية في ظل استمرار العداء العربي الإسرائيلي ما دامت القضية الفلسطينية مستمرة وعالقة. لذلك تحاول إسرائيل بمبادرة من مراكز الفكر أن تضع مخططات لإجهاض القضية بصور مختلفة عبر تصديرها للدول العربية، التي من مصلحتها استمرار تأجيج الصراعات الداخلية بالعديد من دول المنطقة كسوريا والعراق ومصر. في ظل مغازلة إيران وتركيا من الحين والآخر لدعم عدم الاستقرار بالدول العربية كدول الخليج والدول المعارضة للتدخل الإيراني المهدد لوضعها عبر حزب اللـه وحماس، وكذا مصر التي تشعر بالخطر الإيراني وترفض التدخل التركي لاستعادة أمجاد الماضي. كما أن إسرائيل تعتبر صعود قوى الإسلام الراديكالي رغم خطورته على أمن إسرائيل، ولكنه قد يكون فرصة لدعم الفوضى بالمنطقة العربية خاصة بشبه جزيرة سيناء وسوريا، والادعاء بأنها مناطق غير محكومة للسيطرة عليها.
المراجع
1. يورامميتال، “الربيع العربي والخريف الرجعي لنتنياهو”، مختارات إسرائيلية، العدد 205، يناير 2012، ص30.
2. إيزيليبلارويسرائيلهايوم، “لماذا لا يجب إجراء محادثات مع الإخوان المسلمين؟”، مختارات إسرائيلية، عدد 206، فبراير 2012، ص48.
3. Bar, Shmuel, Op.Cit.
4. إيزيليبلارويسرائيلهايوم، مرجع سابق.
5. المرجع نفسه..
6. Bar, Shmuel, Op.Cit
7. المركزالفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار: وحدة المشهد الإسرائيلي، مرجع سابق.
8. يورامميتال، مرجع سابق.
9. يهوناتان ليس، “نتنياهو يتمنى استقرار اتفاقية السالم مع مصر”، مختارات إسرائيلية، يناير 2012، العدد 205،ص27
10. المركزالفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار: وحدة المشهد الإسرائيلي، مرجع سابق.
11. يورامميتال، مرجع سابق.
12. المركزالفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار: وحدة المشهد الإسرائيلي، مرجع سابق.
13. Rothchild, Danny & Steiner, Tommy, The 2012 Herzliya Assessment: Israel in the Eye of Storms, the Twelfth Annual Conference Herzliya 2012: Balance of National Security, Institute for Policy and Straegy, Lauder School of Government, Diplomacy & Strategy IDC Herzliya, January 2012., http://www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=477&ArticleID=2358 , accessed on 13/03/2012.
14. موردخاي كيدرا، “الربيعالعربي أكذووبة 2011″، مختارات إسرائيلية، فبراير 2012، العدد 206، ص40:ص45.
15. المركزالفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار: وحدة المشهد الإسرائيلي، مرجع سابق
16. Rothchild, Danny & Steiner, Tommy, Op.cit.
17. يوسي فيرتر، “جزيرة الاستقرار”، مختارات إسرائيلية، يناير 2012، العدد 205، ص34، ص35.
18. المركزالفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار: وحدة المشهد الإسرائيلي، مرجع سابق.
19. موردخاي كيدرا، “الربيعالعربي أكذووبة 2011″، مختارات إسرائيلية، فبراير 2012، العدد 206، ص40:ص45.
20. ألكسندر بلاي ، مرجع سابق
21. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, The 13thHerzliya Conference: Program, 11-14 March 2013, Op.Cit.
22. Ibid
23. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Fifth Herzliya Conference on The Balance of Israel’s National Security, December 13-16, 2004, Op.Cit.
24. Ibid
25. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, The 11th Annual Herzliya Conference 2011, Working Papers, Presentations & Documents, February 6-9, 2011, http://www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=440, Op.Cit

The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Fourth Annual Conference, Conference Conclusion, December 2003, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=85&ArticleID=14, Op.Cit&
26. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Seventh Annual Herzliya Conference on the Balance of Israel’s National Security, Executive Summary part 1, January 21-24, 2007, Op.Cit.

The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Fourth Annual Conference, Conference Conclusion, December 2003, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=85&ArticleID=14, Op.Cit&
27. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Seventh Annual Herzliya Conference on the Balance of Israel’s National Security to the Thirteenth Annual Herzliya Conference, Executive Summary part 1, January 21-24, 2007: Jan 2013 Op.Cit.
The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the New Strategic Landscape: Trends, Challenges and Responses, Conclusion and Principal Policy Directions, 2002, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=85&ArticleID=14, Op.Cit.

28. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Fifth Herzliya Conference on The Balance of Israel’s National Security, December 13-16, 2004, Op.Cit.
29. مجزرة أسطول الحرية هي اعتداء عسكري قامت به القوات الإسرائيلية وأطلقت عليه اسم عملية نسيم البحر أو عملية رياح السماء مستهدفة به نشطاء سلام على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية. حيث اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية كبرى سفن القافلة “مافي مرمرة” التي تحمل 581 متضامنًا مع حركة غزة الحرة – معظمهم من الأتراك – داخل المياه الدولية وقعت تلك الأحداث فجر يوم 31 مايو، 2010 في المياه الدولية للبحر المتوسط وقد وصفت بأنها مجزرة، وجريمة، وإرهاب دولة، ونفذت هذه العملية باستخدام الرصاص الحي والغاز. وقد نظمت حركة غزة الحرةومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية أسطول الحرية وحملته بالبضائع والمستلزمات الطبية ومواد البناء مخططة لكسر حصار غزة. لمزيد من التفاصيل انظر:
شبكة الإعلام العربية محيط، تعيين لجنة تحقيق دولية في الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول “الحرية” وإسرائيل ترفض شبكة الإعلام العربية. وصل لهذا المسار في 30 يوليو 2010، متاح على شبكة المعلومات الدولية فيhttp://moheet.com/show_news.aspx?nid=396945&pg=2، متوافر بتاريخ 15/10/2013
30. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Fifth Herzliya Conference on The Balance of Israel’s National Security, December 13-16, 2004, Op.Cit.
The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy,, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Fourth Annual Conference, Conference Conclusion, December 2003, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=85&ArticleID=14, Op.Cit

31. Ibid
The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,The Seventh Annual Herzliya Conference on the Balance of Israel’s National Security, Executive Summary part 1, January 21-24, 2007, Op.Cit.

32. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy,, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security,Time for New National and Regional Agendas: Preliminary Program, 11: 14 March 2013, http://www.herzliyaconference.org/eng/_Uploads/dbsAttachedFiles/ProgramE(17).pdf, Op.Cit

33. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy,, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Second Annual Conference: Israel in Battle and in the International Arena, Executive Summary, 16/18 December 2001, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=89, Op.Cit.
34. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, The 11th Annual Herzliya Conference 2011, Working Papers, Presentations & Documents, February 6-9, 2011, http://www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=440, Op.Cit
35. Ibid
36. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Eight Annual Herzliya Conference: on the Balance of Israel’s National Security, “Israel at Sixty: Tests of Endurance”, January 20-23, 2008, Executive Summary 2008, Op.Cit.
37. Ibid

38. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, The 11th Annual Herzliya Conference 2011, Working Papers, Presentations & Documents, February 6-9, 2011, http://www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=440, Op.Cit
39. Ibid
40. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy,,The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Ninth Herzliya Conference: Policy, Executive Summary2009, Op.Cit
41. خطة مارشال: هي مبادرة أمريكية لمساعدة أوربا عبر تقديم 13 مليار دولار لدعم الدول الأوربية لمساعدتها على إعادة بناء اقتصاديات تلك الدول لمنع الانتشار السوفيتي وذلك عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد بدأ تطبيقها في أبريل 1948.لمزيد من التفاصيل انظر:
42. ديفيد ألوود، خطة مارشال: إستراتيجية نجحت،http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/publication/2010/06/20100622121954ssissirdile0.1330683.html#axzz35Hsedjj3، متوافرة بتاريخ 13/04/2008.
43. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy,, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, the Fourth Annual Conference, Conference Conclusion, December 2003, www.herzliyaconference.org/eng/?CategoryID=85&ArticleID=14, Op.Cit

44. The Interdisciplinary Center Herzliya: Lauder School of Government Diplomacy and Strategy, Institute of policy strategy, The Annual Edmond Benjamin de Rothschild Herzliya Conference Series on the Balance of Israel’s National Security, , the Thirteenth Herzliya Conference: Time for New National and Regional Agendas: Preliminary Program, 11: 14 March 2013, http://www.herzliyaconference.org/eng/_Uploads/dbsAttachedFiles/ProgramE(17).pdf, Op.Cit

د. هبة جمال الدين

المركز العربي للبحوث والدراسات