درنة (ليبيا) – بدأ الجيش الليبي الإثنين معركة تحرير مدينة درنة من الجماعات المتطرفة التي تسيطر عليها منذ سنوات.
ومدينة درنة هي المدينة الوحيدة في إقليم برقة التي ما زالت تحت سيطرة ما يسمى بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” وهو فصيل مسلح يضم جماعات موالية لتنظيم القاعدة.
وقصفت قوات الجيش المتمركزة في المدخل الغربي لمدينة درنة أوكار الجماعات المتطرفة ما أجبرها على التراجع إلى داخل المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة المؤقتة (غير معترف بها دوليا) عن مصدر عسكري أن الأهداف والإصابات كانت دقيقة ومباشرة.
واستبق الجيش إطلاق المعركة بشن ضربات بالمدفعية الثقيلة على مواقع المتطرفين بالمحور الجنوبي مساء الأحد وفجر الإثنين.
وأعلنت السرية الثالثة التابعة للكتيبة 321 مدفعية ذاتية الحركة الأحد عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك عن استهداف مواقع المجموعات الإرهابية في منطقة التبة بمحور الظهر الحمر.
وطالبت مجموعة عمليات عمر المختار التابعة للقيادة العامة للجيش أهالي مدينة درنة وضواحيها بضرورة الابتعاد عن مواقع الجماعات الإرهابية حتى لا يكونوا عرضة للهجمات.
وكان القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، اجتمع الخميس مع عدد من القادة العسكريين من بينهم آمر غرفة عمليات الكرامة عبدالسلام الحاسي وآمر غرفة عمليات عمر المختار سالم الرفادي، وذلك للتجهيز والاستعداد للسيطرة على مدينة درنة.
مواقف متباينة بشأن العملية التي يعتبرها كثيرون ضرورية في حين يدعو آخرون إلى عدم تحميل درنة مسؤولية أفعال الإرهابيين
وقالت وسائل إعلام محلية إن الاجتماع جرى في مقر غرفة العمليات الفرعية بقاعدة الأبرق الجوية، بحضور رئيس الأركان العامة عبدالرازق الناظوري، ورئيس الأركان الجوية صقر الجروشي، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة اللواء كمال الجبالي، إضافة إلى ضباط العمليات والمحاور.
ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش على صفحتها بموقع فيسبوك، الأسبوع الماضي مقطعا مصورا لوصول تجهيزات عسكرية ضخمة للكتيبة 106 مشاة إلى مشارف مدينة درنة للمشاركة في معركة تحريرها.
وتضمنت التجهيزات بحسب الفيديو عدداً من العربات المدفعية والصاروخية وبعض العربات العسكرية المحملة بالأسلحة والذخائر.
ويفرض الجيش منذ أغسطس الماضي حصارا مشددا على المدينة، ويسمح بين الحين والآخر بمرور المواد الغذائية والأدوية والسيولة النقدية.
ويطوق الجيش المدينة منذ نحو ثلاث سنوات منعا لتسلل العناصر الإرهابية إلى مدن أخرى في المنطقة الشرقية. ويسيطر ما يسمى بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” على المدينة التي لديها تاريخ من التشدد منذ أن تمكن من طرد تنظيم داعش منتصف سنة 2015. وسيطر تنظيم داعش في أكتوبر 2014 على المدينة وأعلنها إمارة تابعة له.
وبدأ الجيش في التجهيز فعليا لهذه المعركة منذ إعلان تحرير مدينة بنغازي بالكامل من الجماعات الإرهابية. وقال آمر القوات الخاصة، اللواء ونيس بوخمادة، مطلع يناير الماضي، إنَّ المعارك لم تنتهِ في ليبيا، وإنَّ المعركة التي ما زالت أمام قوات الجيش الآن، ستكون في درنة.
وأكد بوخمادة حينئذ أن القوات الخاصة ستنتقل بكامل أفرادها وعتادها إلى محور درنة، للتعامل مع المتطرفين والإرهابيين في المدينة، وأنَّ قوات الجيش ستطلق تحذيرات قبل بدء المعركة.
وأضاف مخاطبا سكان درنة “يا أهلنا في درنة إذا كانت لديكم طريقة معينة للتفاهم مع الجماعات الإرهابية القابعة في المدينة وتتخذ المدنيين دروعاً بشرية لهم؛ ووصلتم معهم لاتفاق للخروج من المدينة وتركها بسلام، فإننا نؤكد ترحيباً بذلك لأننا لا نتعطش لسفك الدماء، وإلا فإننا لن نترك درنة مختطفة مهما كان الثمن”. وكان الجيش أعلن في أغسطس الماضي تأخير عملية تحرير المدينة لإفساح المجال أمام قنوات التواصل مع الأعيان والمشائخ في درنة أملاً في الوصول إلى حل وسحب أبنائهم من مواجهة الجيش.
وأثار قرار الجيش حينئذ استغراب المتابعين الذين كانوا يتوقعون أن تكون مدينة درنة وجهة الجيش المقبلة بعد إعلان حفتر تحرير مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية في يوليو الماضي.
ويسود جدل في ليبيا حول عملية تحرير درنة. وتباينت آراء الليبيين بين من يعتبر العملية “شرا لا بد منه” لتحرير المدينة من المتطرفين، ومن يدعو إلى “التهدئة ورفع الحصار عن المدينة التي يقطنها الآلاف من المدنيين الذين لا يجب تحميلهم مسؤولية ما يقوم به المئات من الإرهابيين”.
العرب اللندنية