اعتبر المرجع الشيعي، محمد تقي المدرسي، أمس الجمعة، أن مخرجات مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي عقد في مدينة الكويت في الفترة بين (12ـ 14) شباط/ فبراير الجاري، «ليست كافية» لما يحتاجه البلد، فيما أشار إلى أن «شعباً يعيش على المنح لن يعيش كريماً».
وقال، في بيان، إن «نجاح مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت دليل آخر على نجاح سياسة العراق وتقديرا متناسباً ولو بصورة محدودة لدور الشعب العراقي وقواه العسكرية في مواجهة الإرهاب»، مبينا أن «دماء الشهداء الكرام شكّلت سوراً منيعاً لمكاسب العراق ودفاعا عن شعوب المنطقة جميعاً ولولاها لرأينا آفة الإرهاب منتشرة في كل المنطقة».
وأضاف أن «مخرجات المؤتمر ليست كافية لما يحتاجه العراق، وإن ذلك ليس بديلاً عن ضرورة القيام بنهضة شاملة لتجاوز آثار الحروب وما خلفته من دمار وفوضى ومن شروخ عميقة في النظام الإجتماعي».
وتابع: « إن شعباً يعيش على المنح لن يعيش كريماً، وعلى رجال العراق الذين يستعدون اليوم للقيام بدورهم في المجالس المنتخبة أن يفكروا جدياً في وضع خطة التطور الكبير وأن يقنعوا الشعب ليشاركهم في تحققها».
وختم البيان بدعوة الدول إلى «المساهمة في إنعاش اقتصاد العراق»، مبينا «إننا ننتظر من دول العالم جميعاً ودول التحالف على وجه الخصوص أن يقوموا بدورهم في إنعاش الإقتصاد العراقي وألّا يجعلوا العراق ساحة لمناكفاتهم السياسية وصراعاتهم التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل». كذلك، عزا المرجع الشيعي محمد مهدي الخالصي، اللجوء إلى إمداد المانحين في بناء العراق إلى غياب الارادة السياسية بالتحرر من قيود الاجنبي في المشروع الوطني، فيما طالب بإنهاء هذا الوجود (الوجود الأجنبي) بجميع الوسائل والتعويض الكامل عن الدمار الشامل الذي تعرض له العراق بسبب الغزو العدواني. على حدّ قوله.
وبين، خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية، أن «المشروع الوطني لو امتلك الإرادة السياسية بالتحرر من قيود الاجنبي لتمكن من بناء وطنه بما أغدق الله عليه من الثروات، ولانتزاع كامل حقه في التعويض من الغزاة وحلفائهم الذين دمروا بلده، دون الحاجة إلى توقع أي امداد من المانحين الذين نادراً ما يوفون بما يتعهدون به».
وأوضح: «من حق شعبنا أن يعرف طبيعة وجود القوات الأجنبية في البلاد ومدى تدخلهم في شؤوننا وتأثيرهم على سيادة الوطن واستقلال قراره السياسي»، مطالباً بـ«إنهاء هذا الوجود بجميع الوسائل والتعويض الكامل عن الدمار الشامل الذي تعرض له العراق بسبب الغزو العدواني بلا أي مبرر قانوني أو تخويل دولي، وبأفتك الأسلحة وأقذر الوسائل الوحشية من قتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية إلى حرق المكتبات ونهب المتاحف، وممارسة الإرهاب والتعذيب في معتقلات ابي غريب، ومجازر العامرية والفلوجة وغيرها».
سياسياً، رأى ائتلاف «الوطنية»، بزعامة اياد علاوي، أن مؤتمر الكويت للدول المانحة كان ضمن الفرص «الضائعة الكثيرة» التي كان من شأنها أن تساهم في إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد.
وأضاف، في بيان: «بدلاً من الذهاب إلى المؤتمر بمطالب والتزامات محددة تخدم المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية وغيرها، حضر العراق المؤتمر بوفد ضم اطرافا لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد، وقدم مطالب مبعثرة اضاعت حقوقه واستنفدت قدرة الدول الصديقة على مد يد العون، فتحولت المنح إلى ديون سيادية تنهك العراق وترهن مستقبله.
ودعا لـ«محاسبة كل من ساهم في إفشال مؤتمر الكويت، والموافقة على إغراقه في الديون السيادية، وفي مقدمتهم محافظ البنك المركزي».
كما طالب، مجلس النواب بـ«فتح صفحة للتحقيق واستجواب المعنيين للوصول إلى من تسبب في فشل هذا المؤتمر».
في الأثناء، أعلنت المديرة العامة لـ»اليونيسكو» أودري أزولاي، أمس الجمعة، إطلاق مبادرة تهدف إلى إعادة إحياء مدينة الموصل وتنسيق الجهود الدولية في هذا الصدد، وذلك بمناسبة انتهاء مؤتمر الكويت.
وقالت في بيان، إن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز روح التعايش السلمي وقيام مجتمع شامل للجميع من خلال المشاركة في إعادة إحياء العراق على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بالإضافة إلى المساهمة في التنمية المستدامة وتحقيق المصالحة بين المجتمعات المحليّة من خلال صون وتعزيز التراث الثقافي.
وأضافت قائلة: «المبادرة تهدف أيضا إلى بذل الجهود اللازمة لإعادة إعمار التراث وإنعاش المؤسسات التعليميّة والثقافية في الموصل وذلك بالتعاون الوثيق مع العراق حكومة وشعباً وإشراك الشباب على نحو خاص.
وأشارت المديرة العامة لليونيسكو إلى أنها التقت – على هامش المؤتمر- رئيس الوزراء حيدر العبادي الذى أعرب لها عن رغبته بالعمل عن كثب مع المنظمة من أجل تحقيق هذا المشروع الطموح.
وأعلن مكتب العبادي في بيان، الاربعاء الماضي، أن الاخير التقى على هامش مؤتمر إعمار العراق المنعقد في الكويت مدير عام منظمة اليونسكو اودري ازولاي، وجرى خلال اللقاء طرح مبادرة من قبل منظمة اليونسكو تتعلق بمدينة الموصل لتكون مثالا للتنوع الثقافي، كما تم بحث عمل منظمة اليونسكو المقبل في العراق.
بغداد ـ «القدس العربي»