دخلت الهدنة الإنسانية اليومية التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية حيز التنفيذ، ولكن قوات النظام السوري خرقتها وذلك بعد أن تجاهلت قرار مجلس الأمن الأخير بشأن هدنة لمدة ثلاثين يوما.
وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط قتيلين وعدة جرحى مدنيين جراء قصف قوات النظام على الغوطة بالمدفعية، مع بداية الهدنة في التاسعة صباحا والتي تمتد خمس ساعات.
وأشار المراسل أحمد العساف إلى أن المنطقة شهدت هدوءا حذرا أثناء الليل تخلله سقوط قذائف مدفعية.
وقال إن عدد قتلى قصف قوات النظام وروسيا على الغوطة الشرقية في ريف دمشق أمس ارتفع إلى 26 مدنيا معظمهم في مدينة دوما، مضيفا أن النظام قصف بعشرات الصواريخ مدن دوما وحرستا ومديرا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية مما أدى إلى إصابة العشرات.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الاثنين عن هدنة يومية بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين، وأشار وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى أن ممرات إنسانية ستفتح لخروج المدنيين.
وأكد الوزير أن قوات الحكومة السورية ستوقف ضرباتها على “الإرهابيين” في الغوطة خلال الهدنة.
التفاف
وتهدف الهدنة الإنسانية إلى خروج المدنيين من الغوطة ولا سيما أنها تسمح بالخروج، ولكنها لم تتحدث عن ممر للدخول إلى المنطقة.
فقد قال مدير المكتب السياسي في جيش الإسلام بالغوطة الشرقية ياسر دكوان إن النظام جرب سابقا محاولة دفع أهل الغوطة الشرقية للخروج منها، ولكنه فشل في ذلك.
وأضاف دكوان -في اتصال عبر سكايب ضمن نشرة سابقة للجزيرة- أن على أعضاء مجلس الأمن الضغط على روسيا والنظام لمنع الالتفاف على القرار الدولي.
من جانبه، وصف مجلس محافظة ريف دمشق -التابع للمعارضة السورية المسلحة- الهدنة الروسية بأنها التفاف على قرار مجلس الأمن الذي يقضي بإعلان هدنة لمدة شهر لإدخال المساعدات الإنسانية.
كما طالب ذلك المجلس في بيان له الأمم المتحدة بدخول فوري لقوافل المساعدات الإنسانية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، ودخول مراقبين دوليين لمراقبة الهدنة.
ونبه المجلس التابع للمعارضة إلى أن هناك حالات من المرضى بحاجة لإجلاء فوري للعلاج وأن يكون خروجهم بضمان الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن روسيا بهذه الطريقة تخير سكان الغوطة بين الموت في القصف أو التهجير من أرضهم.
وقال أيضا إنه كان حريا بروسيا أن تحترم القرار الدولي الذي صوتت عليه، وأن تتصرف كدولة مسؤولة.
في المقابل، قال فصيل جيش الإسلام للجزيرة إن الهدنة التي أعلنها الجانب الروسي لا تُعد التزاما بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، داعيا المجتمع الدولي إلى اعتماد الهدنة في سوريا وفق قرار المجلس.
من جانبها، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز على ضرورة وقف النظام وبشكل فوري هجماته ضد المدنيين، والسماح لرجال الإسعافات الأولية بدخول المناطق التي تتطلب تدخلا عاجلًا.
يُذكر أن مجلس الأمن تبنى السبت بالإجماع قرارا يطالب بهدنة إنسانية ثلاثين يوما بالغوطة الشرقية التي تتعرض منذ أكثر من عشرة أيام لهجوم عنيف من قبل قوات النظام وحلفائه مما تسبب في قتل نحو ستمئة مدني. لكن القرار لم يتضمن إشارة لموعد بدء الهدنة وآليات تنفيذها بعد تعديل صيغته استجابة لضغوط روسية.
المصدر : الجزيرة + وكالات