بعد الاتفاق النووي الإيراني: أمريكا تزود إسرائيل أقوى مقاتلاتها الحربية من طراز “إف 35″

بعد الاتفاق النووي الإيراني: أمريكا تزود إسرائيل أقوى مقاتلاتها الحربية من طراز “إف 35″

في الذكرى الـ 67 لاغتصاب فلسطين (1948م)، قررت الولايات المتحدة الأمريكية تسليم (إسرائيل) أحدث ما أنتجته مصانعها الحربية، وهي طائرات حربية حديثة من طراز إف-35 التي تنتمي للجيل الخامس من الطائرات الحديثة؛ على أن تصلها العام المقبل 2016، وأوباما يودع منصبه الرئاسي في نفس العام.

وخلال الحفل الذي أقامته السفارة الإسرائيلية لإحياء ذكرى ما يسمى “استقلال إسرائيل”، الخميس 23 من أبريل الجاري، وعد نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتسليم الدولة الصهيونية مقاتلات على أعلى مستوى؛ قال صراحة إنها “لمساعدتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط“، وتعهد أن “يضمن أي اتفاق نووي مع إيران أمن إسرائيل“.

“بايدن” قال أمام الجمع المؤيد للدولة الصهيونية في الحفل، وكأنه يقدم هدية العرس: “سنسلم إسرائيل العام القادم المقاتلة جوينت سترايك فايتر إف-35 أروع ما لدينا؛ ما سيجعل إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه المقاتلة المنتمية للجيل الخامس“.

وفي تعليقه على هذا، يقول الخبير العسكري المصري “الدكتور عادل سليمان”، في حسابه على تويتر، إن حرص أمريكا على مد إسرائيل بأحدث طائرات القتال في العالم … F35 … هدفه أن “تكون (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة التي تملكها بعد أمريكا؛ بما يضمن لها التفوق العسكري“.

حديث “بايدن” عن صفقة الطائرات كان أشبه بخطبة تؤكد الزواج الكاثوليكي (الذي لا ينفصل) بين واشنطن وتل أبيب، وتأكيدًا على متانة وحقيقة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بغض النظر عما يثار في وسائل الإعلام عن خلافات، وكلماته كانت استرضاءً واضحًا للصهاينة بصورة غير معهودة.

نحن عائلة: ما يوحّدنا أكثر ممّا يفرّقنا

فنائب الرئيس الأمريكي قال لهم: “أنتم تحافظون على مصالحنا ونحن نحافظ على مصالحكم؛ إذن فهيّا نوضّح أمرًا ما؛ ففي الفترة التي يسود فيها بعض الخلافات، أحيانًا، بين الحكومتين: لم يكن هناك رئيس حرص على أمن إسرائيل أكثر من الرئيس أوباما“.

وأضاف، في إشارة إلى الخلافات التي ظهرت بين الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو على خلفية الاتفاق النووي مع إيران: “أحيانًا يثير أحدنا جنون الآخر، ولكننا نحبّ ويدافع أحدنا عن الآخر؛ نحن عائلة، وفي كلّ عائلة هناك خلافات، ولكن ما يوحّدنا أكثر أهمّية ممّا يفرّقنا“.

سنقاتل من أجلكم

وبرغم أن مشاركة نائب أوباما في الحفل الذي أقامته السفارة الإسرائيلية هو أحدث دلالة على الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لتلطيف الأجواء واسترضاء إسرائيل وتعويضها، بعد فترة من التوتر بين الرئيس باراك أوباما ونتانياهو، بسبب المحادثات مع إيران حول ملفها النووي والدبلوماسية في الشرق الأوسط، وبرغم حديثه العائلي وتعويضهم بصفقة الطائرات؛ فقد سعى أيضًا لطمأنتهم أنه من الممكن إلغاء الاتفاق النووي في أي لحظة، كما أن أمريكا ستحارب من أجل إسرائيل لو تعرضت لخطر.

حيث سعى بايدن لطمأنة الصهاينة المشاركين في الحفل بتعهد إدارة أوباما، بالتوصل إلى اتفاق نووي نهائي مع إيران يحافظ على أمن إسرائيل، مؤكدًا لهم أنه لن يكون هناك “أي اتفاق” ما لم توافق إيران على عمليات تفتيش دولية صارمة، وأضاف: “إذا لجأت إيران للخداع“؛ فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بكل الخيارات “على الطاولة”.

وقال بوضوح: “هذا مجرد اتفاق إطاري، وليس اتفاقًا نهائيًا“، وأضاف بأن الرئيس أوباما سيترك المفاوضات إذا لم يحقق الهدف: وهو قطع جميع مسارات إيران للتوصّل إلى السلاح النووي: “إذا تمّت مهاجمتكم، فسنقاتل من أجلكم، نحن بحاجة لكم، والعالم بحاجة لكم“.

وتوترت العلاقات أوائل الشهر الماضي عندما قبل نتانياهو دعوة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي، وانتقد نتنياهو في الكلمة سعي أوباما لإبرام اتفاق نووي مع إيران.

33 طائرة للكيان الإسرائيلي

2

واشترت إسرائيل 19 طائرة من طراز (إف-35) عام 2012 بمبلغ 2.75 مليار دولار، ووقعت عقدًا في فبراير (شباط)، لشراء 14 طائرة إضافية من المقاتلات التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، بنحو 3 مليارات دولار.

وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن أول طائرتين من طراز (إف-35) ستصلان إلى إسرائيل بحلول نهاية 2016، على أن تكتمل عملية التسليم بحلول 2021.

وقبل إعلان نائب الرئيس الأمريكي موعد تسليم الطائرات لإسرائيل، أكدت القناة الأولى في التليفزيون الإسرائيلي، 25 من فبراير الماضي، أن: “إسرائيل انتزعت صفقة طائرات (إف- 35)، رغم أنف الرئيس الأمريكي باراك أوباما“.

وقال المذيع “يعقوف آيالون” إن إسرائيل وقعت على صفقة لشراء 14 طائرة أخرى من طراز إف- 35. وأضاف المحلل الإسرائيلي “أمير بار شالوم”، الذي استضافه التليفزيون، أن أوباما لا يستطيع أن يوقف تلك الصفقة؛ لأنه تم التوقيع عليها قبل ذلك بكثير، كما أنه لا يريد ذلك، والسبب في الأساس هو أهمية شراء إسرائيل لتلك الطائرة.

وتابع قائلًا: “الصفقة مهمة جدًا، سواء للجيش الأمريكي أو الاقتصاد الأمريكي. ولكن، من ناحية أخرى، يوجد توترٌ تجلى في (طائرات إف 22)، وهي الطائرة التي أرادت إسرائيل شراءها في حينه، وقد عرضوا ذلك عليها، ولكن إسرائيل لم تشترها؛ لأن هناك مشاكل تمويل، وثمة واحد في البيت الأبيض لم ينبرِ لمساعدة الدولة اليهودية في هذا الأمر، رغم أن هذه مصلحة أمريكية أيضًا“

3

واختتم أمير بار شالوم حديثه قائلًا: “يجب القول بأننا نتذكر ما فعله أوباما أثناء عملية الجرف الصلب؛ عندما أوقف إرسال طرد صواريخ هيل فاير للجيش الإسرائيلي، ونحن نعرف أن الرئيس الأمريكي في فترة ولايته الثانية يستطيع أن يكون متعنتًا وحاسمًا أيضًا في موضوعات معينة. ولكن، ما قاله بادين إنه: “لم يكن هناك رئيس حرص على أمن إسرائيل أكثر من الرئيس أوباما” ينفي ما قاله المحلل الصهيونية.

ممنوع حصول الخليج عليها

فور الإعلان عن الصفقة الأولى في فبراير الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أنها لن تزوّد دول الخليج بطائرات من هذا الطراز، بعدما ذكر مسؤول في شركة “لوكهيد ” الأمريكية أن الإمارات و3 دول خليجية هي قطر والكويت والبحرين مهتمة بشراء طائرة إف 35.

وقال “ريوك جرويش”، الرئيس التنفيذي في شركة “لوكهيد مارتن”، إن دول مجلس التعاون الخليجي تجري مشاورات مع الجهات المختصة في الحكومة الأمريكية بخصوص شراء الطائرة “لكن، لم تتضح حتى الآن نتائج هذه المشاورات والمناقشات، مع اقتناعه بأن الطائرة ستكون متوفرة لتلبية احتياجات دول المجلس مستقبلًا“.

وخلال معرض (إيدكس) للدفاع الدولي في “أبو ظبي”، 24 من فبراير للماضي، بحضور كبار الشخصيات السياسية والعسكرية العالمية؛ استبعد نائب وزير الدفاع الأمريكي “على المدى القريب” بيع مقاتلات إف 35 في منطقة الخليج؛ ما قد يمنح الفرنسيين حظوظًا في بيع طائرات “رافال” لدول أخرى في الشرق الأوسط.

وقال “فرانك كيندال”، أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، للصحفيين، على هامش المعرض، إن بلاده “لا تتوقع إبرام صفقات بيع مقاتلات إف 35 في منطقة الخليج؛ نظرًا لحساسية حصول الدول الخليجية على هذه المقاتلات المتطورة في الوقت الراهن“، واعتبر أن الجيل الرابع من طائرات إف 16 قادر على مواجهة تحديات المنطقة.

وهو ما جعل وزير الدفاع الفرنسي، الذي كان متواجدًا في الإمارات، يتمنى أن “تتبع دول أخرى نهج مصر، التي اشترت أكثر من 20 مقاتلة رافال طائرة متطورة تملك تقنيات عالية جدًا“، بحسب قوله.

وتمتلك 8 دول في حلف الناتو مقاتلات إف 35، بحسب “ريوك جرويش”، الرئيس التنفيذي في شركة “لوكهيد مارتن”؛ بالإضافة إلى الجيش الأمريكي الذي أدخلها الخدمة في مشاة البحرية عام 2011.

سر تفوق إف 35؟

ويرى خبراء عسكريون أن مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية إف 35 جاءت ثمرة برنامج “مقاتلة الغارة المشتركة” التي ستحيل العديد من المقاتلات إلى التقاعد أو سوف تتفوق عليها لسنوات قادمة بما تمتلكه من مزايا قتالية وتكنولوجية بالغة التطور والتسليح وقدرتها على المناورة والهجوم في كافة الظروف والأجواء.

وتقدر مراكز متخصصة سعر المقاتلة الأمريكية إف 35 ما بين 65 و92 مليون دولار حسب المواصفات والمزايا المطلوبة من قبل الدول الراغبة بشرائها، وتتميز المقاتلة إف 35 التي طورتها “لوكهيد مارتن” باستخدام كاشف مسح إلكتروني وتقنية التخفي.

وهذه الطائرة على عكس الطائرات الأخرى (الشبح) التي تمتلك قدرة التخفي، ولكن لا تمتلك قدرة جيدة على المناورة؛ فإن طائرة إف 35 تمتلك قدرة كبيرة على المناورة والتخفي معًا.

وتعرف الـ “إف 35″ باسم Lightning II، واختصارًا باسم JSF، وهي مقاتلة من الجيل الخامس من إنتاج شركة لوكهيد مارتين الأمريكية، وتم تصنيعها بمبادرة الولايات المتحدة وبريطانيا كي تحل محل مقاتلات الجيل الحالي ومن بينها الـ إف 16 والـ إف 18، وأقلعت المقاتلة للمرة الأولى في 15 ديسمبر 2006.

كذلك، يمتاز رادار المقاتلة بقدرته على مسح الأرض والتقاط صور ذات جودة عالية للغاية، ليلًا ونهارًا، وفي مختلف الأحوال الجوية، ويحدد على الأرض أهدافه بشكل تلقائي، كذلك بإمكان الرادار تنفيذ مهام حجب إلكتروني للرادارات المعادية في الجو وعلى الأرض.

وهناك 6 أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثبتة في مواقع مختلفة على جسم الطائرة لتحديد التهديدات الجوية وأنواعها، وبفضل هذه المنظومة؛ يحصل الطيار على تحذير بخصوص طائرات أو صواريخ تهدده، ويحصل على رؤية نقية في كل الاتجاهات ليلًا ونهارًا.

وتحتوي مقاتلات إف-35 على 4 مواضع لحمل الأسلحة (اثنان داخليان واثنان أسفل الجناحين)، وتستطيع مواضع التسليح الداخلية حمل صواريخ من نوعية “جو-جو” كـ “أيه أي إم 120″، و”ستورم شادو”، وصواريخ “جو-أرض”، مثل “AGM-158″، بالإضافة إلى القنابل الموجهة، كما تستطيع مواضع التسليح الخارجية لـ “إف-35″ حمل دعامات لصواريخ “جو-جو” كـ “أيه أي إم 9 إكس سيدويندر” و”أيه أي إم 132 قصيرة المدى”، فقط؛ فيما سيكون حمل المقاتلة للقذائف والصواريخ في المواضع الخارجية على حساب قدرتها على التخفي، التي ستقل.

أصدرت المصانع الأمريكية ثلاث نسخ من إف35، وهم «إف A35»، وهي أخف وأصغر إصدار للمقاتلة ذات خاصية الشبح، وهي معدة للإقلاع والهبوط الاعتيادي، وهي الوحيدة المزودة بمدفع داخلي GAU-22/A، ومصممة لتكون أكثر فاعلية على الأهداف الأرضية، أما الإصدار الثاني «إف B35»، وهي معدة للإقلاع القصير والهبوط العمودي، وتقل بنسبة الثلث عن الإصدارات الأخرى من نفس المقاتلة بثلث خزان الوقود، رغم أنها في نفس حجم الإصدار الأول، ويعد هذا الإصدار للخدمة على حاملات الطائرات، ويتخصص ثالث أنواع المقاتلة «إف-35» والذي يحمل الرمز «C» فهو أكبر الإصدارات حجمًا وأكثرهم قوة.

وتم اكتشاف بعض العيوب الفنية في الخوذة المخصصة لقائد هذه الطائرة إف 35، والتي تبلغ قيمتها فقط 400 ألف دولار، بحسب تقارير نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” في وقت سابق؛ حيث تم تصميم هذه الخوذة من خلال تزويدها بقناع يعرض متابعة دقيقة لمسرح العمليات بواسطة 6 كاميرات عالية الدقة خلال الطيران، ويمكن للطيار الرؤية من خلال جدران الطائرة.

وتتيح هذه الكاميرات رؤية مزدوجة من الجانبين لرصد الطائرات المعادية والأهداف الأرضية في نفس الوقت، بالإضافة إلى توفير معلومات غاية في الدقة عن السرعة والارتفاع.

ولكن، قيل إن الخوذة بها عيوب فنية اكتشفت أثناء الاختبار؛ حيث يمكن تعرض الطيار لمشاكل في البيانات المعروضة بواسطة كاميرات الخوذة خلال المناورة، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبيًا عند تمويه أي صاروخ معاد تم توجيهه ضد الطائرة.

التقرير