عواصم ـ من هبة محمد ووكالات: اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، النظام السوري بمحاولة إخفاء آثار الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، بغوطة دمشق الشرقية، وذلك بالتعاون مع حليفته روسيا.
وقالت في إفادة برلمانية أمس الإثنين: «النظام السوري يعمل مع روسيا على إخفاء حقيقة الهجوم الكيميائي القاتل». وأضافت أنّ «لندن لم تشارك في الضربات الثلاثية في سوريا امتثالا لأوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل بمقتضى المصلحة الوطنية».
وأردفت بالقول « الهجوم الكيميائي على دوما عار على الإنسانية، والنظام السوري استمر في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه بعد هجوم خان شيخون (في أبريل/ نيسان 2017)».
وفي السياق، أكدت ماي أن الضربات الثلاثية لا تهدف إلى الانخراط في «الحرب الأهلية أو تغيير النظام (السوري) بل لوقف استخدام السلاح الكيميائي». ولفتت إلى تعمد روسيا «عرقلة تشكيل آلية للتحقيق بالهجمات الكيميائية في مجلس الأمن».
كما أفادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنّ لجنة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لم تدخل بعد إلى مدينة دوما، وسط خشية بريطانية من أن روسيا تحاول محو آثار في موقع الجريمة في دوما بالغوطة الشرقية، حيث كان مقررا أن تبدأ اللجنة تحقيقا في الهجوم الكيميائي الذي نفذته قوات نظام بشار الأسد هناك. في وقت تتوالى فيه الشهادات المروعة حول ما حصل إثر الهجوم الكيميائي على دوما. بينما دعت فرنسا لتفكيك برنامج سوريا «الكيميائي السري».
وجاء في بيان لمدير عام المنظمة، أحمد أوزوموتجو، أمس، عقب اجتماع للمجلس التنفيذي (مكون من41 عضوا من أصل أعضاء المنظمة الـ192)، وذلك لبحث أبعاد وتداعيات الهجوم، من شأنه بحث استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما السورية. وذكر البيان أنّ «مسؤولين روسا وسوريين أبلغوا فريق لجنة تقصي الحقائق بعدم إمكانية دخوله إلى دوما إلا بعد الانتهاء من بعض القضايا الأمنية العالقة (دون تحديد طبيعتها)». وفي السياق، أشار بيان «حظر الأسلحة الكيميائية» إلى «عرض السلطات السورية على فريق تقصي الحقائق مقابلة 22 شاهد عيان بعد استقدامهم إلى دمشق».
هذا ونفت الولايات المتحدة وتركيا الاثنين التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول سوريا مؤكدتين، خلافا لما صرح به، أن مواقفهما لم تتغير.
وقال إيغور كيريلوف المسؤول في وزارة الدفاع الروسية في مؤتمر صحافي في مدينة لاهاي أمس الاثنين إن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتوجهون إلى مدينة دوما السورية يوم الأربعاء.
هذا وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد ردود فعل تركية وأمريكية بعد قوله السبت، إنه «أقنع» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الانسحاب من سوريا.
وأضاف «قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا، لكننا أقنعناه بضرورة البقاء هناك (…) أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء مدة طويلة».
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز استبعدت أي تغيير في السياسة الأمريكية، الأمر الذي اضطر ماكرون للتطرق للأمر مجددا صباح الاثنين.
وقالت ساندرز إن «المهمة الأمريكية لم تتغير. قال الرئيس بوضوح إنه يريد أن تعود القوات الأمريكية في أقرب وقت ممكن» إلى الولايات المتحدة.
وتابعت «نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الإقليميون مسؤولية أكبر عسكريا وماليا من أجل تأمين المنطقة».
أما بشأن تركيا فقال ماكرون إن التعليقات الصادرة عن أنقرة بعد الضربات تعني أنها لم تعد على انسجام بشأن هذه الأزمة مع روسيا وهو ما رفضته أنقرة بشدة.
وقال ماكرون «بهذه الضربات وهذا التدخل، تمكنا من التفريق بين الروس والأتراك… الأتراك أدانوا الضربات الكيميائية ودعموا العملية التي نفذناها».
ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بقوله خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ «نحن نفكر بشكل مختلف لكن (علاقاتنا مع روسيا) ليست ضعيفة إلى درجة يمكن للرئيس الفرنسي أن يقوضها».
وأضاف أن ماكرون أخطأ في تقديره وأن انقرة «تتوقع تصريحات تليق برئيس» وأن على ماكرون أن يعبر عن نفسه بطريقة «أكثر جدية». بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الضربات «لم تحدث انقساما» بين موسكو وانقرة.
القدس العربي