في خطوة متوقعة لدى العديد من المراقبين للشأن السعودي ،صدرت الارادة الملكية في 29 نيسان/ أبريل2015 بتعيين محمد بن سمان وليُّا وليِّ العهد السعودي، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بعد طلب الأمير مقرن بن عبدالعزيز بإعفائه من منصبه
وهنا يرى المراقبون ان الملك سلمان يسعى الى خلق مرحلة جديدة في الحكم في المملكة، وأن ينقل الحكم في الدولة إلى أحفاد الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود)، فقد أصبح ولي العهد وولي ولي العهد من أحفاد المؤسس.
وتعد هذه ثاني مرة يتوجه فيها السعوديون لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد خلال 97 يوما فقط، فيما تعد سابقة في تاريخ المملكة العربية السعودية.
نشأت ولى العهد الجديد وتعليمه
هو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وقد نشأ فى بيئة حكم سياسى عريق، فهو أحد أحفاد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز، وهو ابن الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والذى يعد أحد أبرز رجالات الدولة السعودية، وكانت له تجربة سياسية وأمنية وإدارية عميقة كما يعد شخصية عالمية بارزة فى ميادين العمل الإنسانى.
ولد الأمير محمد بمدينة جدة بتاريخ الـ25 من شهر صفر لعام 1379 هـ الموافق 30 أغسطس 1959 م وهو الابن الثانى للأمير نايف بن عبدالعزيز ال سعود من الأميرة؛ الجوهرة بنت عبدالعزيز بن مساعد آل سعود ومتزوج من الأميرة ريما بنت سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.. وله من الأبناء اربع.
اكمل الأمير محمد بن نايف مرحلة التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة بالرياض، واصل تعليمه الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية وحصل على البكالوريوس فى العلوم السياسية عام 1401 هـ الموافق 1981 م. حصل على عدد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل المملكة وخارجها ذات الصلة بالشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
حياته السياسية
اكتسب ولي العهد الجديد من والده ومن بيئة الحكم والسياسة المزيد من الخبرات السياسية والإدارية ، كما أكسبه ذلك معرفة متعمقة بالشأن العام والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية الذين يلتقون بوالده الأمير نايف بن عبدالعزيز فى مجالسه العامة والخاصة، وخلال زياراته الخارجية لمختلف دول العالم.
أضاف العمل فى القطاع الخاص لولي العهد قبل التحاقه بالعمل الرسمى والذى انتهت صلته بهذا القطاع عام 1419 هـ الموافق 1998 م ، تجربة ثرية فى المجال الاقتصادى والمالى والتجارى على الصعيد الداخلى والخارجى، كما تنوعت مهاراته الاتصالية من خلال تعاملاته مع مختلف العاملين فى هذه المجالات الحيوية والمؤثرة فى شئون الدولة والأفراد. وفى 13 مايو من عام 1999 صدر أمر ملكى بتعيينه مساعدا لوزير الداخلية بالمرتبة الممتازة، وعين مساعدا لوزير الداخلية بمرتبة وزير، وذلك فى 22 يوليو 2004 م، وفى 5 نوفمبر 2012، تم تعيينه وزيراً للداخلية .
وقد شغل الامير محمد بن نايف العديد من الوظائف الحيوية والمهمة وحصل على عدد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل المملكة وخارجها ذات الصلة بالشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
حياة محمد بن سلمان ونشأته
ولد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يوم 31 أغسطس/آب عام 1985. والدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين، وجده من أمه راكان بن حثلين شيخ قبيلة العجمان.
تزوج عام 2008 من الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز آل سعود، وهو أب لثلاثة أبناء.
وتلقى الأمير محمد مراحل تعليمه الأولى في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية. وقد حصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، حيث حاز الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج.
اكمل المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة الأميركية وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401 هـ الموافق عام 1981م.
المسيرة السياسية
بدأ الأمير محمد مسيرته السياسية من خلال عمله مستشارا متفرغا في هيئة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء خلال 2007-2009.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2009 عُين مستشاراً خاصاً لوالده سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حينها، وأثناء ذلك واصل عمله مستشارا غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى مارس/آذار 2013.
في 3 مارس/آذار 2013 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير
وفي يوليو/تموز 2013 صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع بالإضافة إلى عمله، وفي أبريل/ نيسان 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للدولة، وعضواً في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله.
في 23 يناير/كانون الثاني 2015 وإثر تولي أبيه عرش المملكة، صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للدفاع إضافة إلى عمله، كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير بالإضافة إلى عمله.
وإلى جانب وظائفه تلك، يرأس الأمير محمد أيضا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية في المملكة- وهو عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي يتولى رسم سياسات المملكة سياسيا وأمنيا، ويرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
ويُعتقد أن الأمير محمد بن سلمان من أصغر وزراء الدفاع في العالم وقت تعيينه، وهو يعد ثاني أصغر وزير دفاع سعودي تقلد هذا المنصب في تاريخ السعودية (الأول كان عمه الأمير منصور بن عبد العزيز الذي تقلد وزارة الدفاع وهو دون الثلاثين)، كما أنه أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى منصب وزير الدفاع.
وبعد شهرين فقط من توليه وزارة الدفاع السعودية أشرف على إدارة العملية العسكرية “عاصفة الحزم” التي انطلقت فجر يوم 26 مارس/آذار 2015، وكانت بالتحالف مع عشر دول عربية وإسلامية) ضد جماعة الحوثي وحلفائها في جمهورية اليمن المجاورة.
في 29 أبريل/نيسان 2015 أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا بإعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد، وتعيين محمد بن نايف بن عبد العزيز وليا العهد، وتم بموجب الأمر الملكي نفسه تعيين محمد بن سلمان وليا لولي العهد.
رغبة الملك بالتجديد
التعيينات الجديدة في مختلف المناصب توضح أن الملك يرغب بالتجديد ودفع العناصر الشابة إلى مفاصل الحكم حيث استهدفت هرم السلطة في السعودية؛ و جاءت بعد تحقيق إنجازات في عمليات عاصفة الحزم باليمن، حيث تقدم قيادة هذه الإنجازات الأميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.
وكان الملك السعودي أصدر 25 أمرا ملكيا فجر اليوم الأربعاء 29 نيسان/ابريل 2015 ، أعفى بموجبه الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد، وعين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد خلفا له، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى هذا المنصب و بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد خلفاً للأمير محمد بن نايف الذي أصبح ولياً للعهد، الأمر الذي يعني دخول اثنين من أحفاد الملك عبد العزيز في تشكيل هرم السلطة في المملكة بعد أن كان حفيدا واحدا.
الأوامر الملكية تضمنت تعيين محمد بن نايف نائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع بقاء منصبه وزيرا للداخلية ورئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واحتفاظ محمد بن سلمان بمنصب وزير الدفاع.
ونقل عن التلفزيون الرسمي السعودي أنه تمت الموافقة كذلك على طلب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بإعفائه من منصبه لظروفه الصحية، وتعيين عادل الجبير -سفير المملكة في أميركا- خلفا له. لكن الفصيل عيّن مستشارا ومبعوثا خاصا للملك ومشرفا على الشؤون الخارجية.
كما نُقل عن التلفزيون السعودي أن أمرا ملكيا صدر بتعيين خالد بن عبد العزيز الفالح وزيرا للصحة ورئيسا لمجلس إدارة شركة أرامكو، وإعفاء وزير الاقتصاد والتخطيط محمد الجاسر من منصبه وتعيين عادل فقيه خلفا له، بعد إعفاء فقيه من وزارة العمل وتعيين مفرج الحقباني خلفا له.
وأفاد المصدر نفسه أنه صدر أمر ملكي بتعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي.
الاحداث داخل البيت السعودي جاءت سريعة ومتلاحقة ويرى العديد من المحللين ان هذه التعيينات الجديدة جاءت برغبة من الملك سلمان في تدشين مرحلة جديدة في حكم المملكة، وأن ينقل ركائز الحكم في الدولة إلى أحفاد الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود)، فقد أصبح ولي العهد وولي ولي العهد من أحفاد الملك عبد العزيز المؤسس.
اعداد : عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية