عدن – أثار التصعيد الكلامي لوزراء ومسؤولين في حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي ضد الإمارات استغرابا واسعا في الأوساط اليمنية، فضلا عن استغراب دول التحالف العربي، الذي يحقق تقدما ميدانيا كبيرا على جبهات مختلفة لتحرير اليمن واستعادة الشرعية التي اختطفها الحوثيون الموالون لإيران، فيما راوحت حكومة هادي مكانها لسنوات دون أن تحقق نجاحات تذكر.
واستغربت مصادر سياسية يمنية التركيز على الإمارات عبر افتعال أزمة سقطرى وتضخيمها بالشكل الذي يهدف إلى التغطية على النجاحات التي تحققها المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة العميد طارق صالح بدعم وإسناد مباشرين من القوات الإماراتية.
وتساءلت هذه المصادر عمّن يحرك هؤلاء المسؤولين في حكومة هادي الذين انبروا لمهاجمة الإمارات بشكل منظم، فيما هم يصمتون عن مهاجمة المتمردين الحوثيين، ويسعون إلى وقف تقدم النجاحات العسكرية الميدانية التي يشرف عليها التحالف العربي، خاصة في الساحل الغربي.
وحذّر محللون من أن الرئيس هادي، الذي أبقى على جبهة الساحل الغربي باردة لحسابات واضحة مع حزب الإصلاح الإخواني، يحاول افتعال أزمة في منطقة بعيدة للتغطية على إخفاقات حكومته وفشلها في إدارة معركة التحرير.
وأشار المحللون إلى أن المفارقة تكمن في أن العميد طارق صالح المدعوم إماراتيا، يقود قوة من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، واستطاع تغيير المعادلة على الأرض في أسابيع قليلة، في حين أن عشرات الآلاف من المحسوبين على جيش هادي والإصلاح لم يتقدموا أمتارا في المنطقة، وظلوا يرهنون التحرير لشروطهم وحساباتهم الخاصة.
وسيطرت قوات المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة العميد طارق صالح على سلسلة جبلية استراتيجية ومواقع للحوثيين في محيط مفرق المخا والبرح وقطعت أهم طرق إمداد الحوثيين وسط انهيارات متلاحقة للميليشيات في مختلف جبهات القتال بمحور الساحل الغربي لليمن الذي يشهد عملية عسكرية واسعة استكمالا لتطهيره من مسلحي الميليشيات.
وحققت هذه القوات مسنودة بمقاتلات التحالف العربي تقدما كبيرا في جبهات القتال حيث سيطرت على جبال استراتيجية ومهمة تطل على مفرق البرح بعد مواجهات مع مسلحي الحوثي تكبدت على إثرها الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقال المحللون إن الحملة التي ينفذها محسوبون على حزب الإصلاح في حكومة هادي ضد الإمارات لا تكتسب أي صدى بحساب الأرقام والمعطيات، فالإمارات قامت بدور فعال على مستويات مختلفة عسكريا في مواجهة الحوثيين والقاعدة، وتدريب وتأهيل قوات الأمن اليمنية، فضلا عن تقديم كافة الخدمات الإنسانية والصحية في المناطق المحررة التي كان يفترض أن تقدمها حكومة هادي، والتي يبدو أنها تحصر دورها في تعطيل دور التحالف العربي والهجوم على دوله لأجندات وحسابات غير يمنية.
وأكدت أوساط يمنية وجود علاقة وطيدة بين أجندة قطر وجماعة الإخوان وبين المعارك الهامشية التي تختلقها عناصر محسوبة عليهما من داخل الحكومة اليمنية، تتعمد الإساءة لجهود التحالف العربي والتشكيك في نواياه.
واختلقت دوائر سياسية وإعلامية مقربة من قطر خلال الأيام الماضية العديد من القضايا التي دأبت على استحضارها في منعطفات سياسية مهمة وفي مقدمتها الترويج لوجود مطامع مزعومة للإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية.
وقالت مصادر يمنية خاصة من داخل سقطرى إن الوجود العسكري الرمزي للتحالف لا يستدعي الزوبعة الإعلامية التي عملت قطر وجماعة الإخوان على تأجيجها ومنحها أبعادا مختلفة تصب في خانة الإساءة للتحالف العربي وشيطنة دوره في اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن قوات تابعة للنخبة السقطرية التي تلقت تدريبا من قبل التحالف العربي قامت بالانتشار في بعض المرافق الحكومية بغرض تأمينها وهو ما أثار حفيظة حزب الإصلاح الذي كان يعمل على تعزيز وجوده في محافظة أرخبيل سقطرى تحت غطاء رسمي.
وفي تلك الأثناء، شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الجمعة، في تويتر على “العلاقات التاريخية” بين الإمارات وسقطرى.
وكتب قرقاش “لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها، وفِي محنة اليمن التي تسبب فيها الحوثي سندعمهم في استقرارهم وطبابتهم وتعليمهم ومعيشتهم”.
العرب