عسكري لبناني عمل في الاستخبارات والأمن، قريب من حزب الله ومن النظام السوري، كان واحدا من أقوى الشخصيات في لبنان عندما شغل منصب مدير الأمن العام خلال فترة الهيمنة السورية على البلاد، أعلن ترشحه للانتخابات النيابية في مايو/أيار 2018.
المولد والنشأة
ولد اللواء جميل السيد عام 1950 في قرية النبي أيلا في سهل البقاع بشرق لبنان، وهو شيعي المذهب.
الدراسة والتكوين
تخرج في المدرسة الحربية برتبة ملازم قبل اندلاع الحرب الاهلية عام 1975.
الوظائف والمسؤوليات
انخرط السيد في الجيش عام 1970، وتسلم عام 1983 قيادة فرع استخبارات الجيش في البقاع، وعين في أغسطس/آب 1991 مساعداً لمدير الاستخبارات.
وبعد انتخاب إميل لحود رئيسا للجمهورية اللبنانية عام 1998 عين السيد مديرا للأمن العام، وهو المنصب الحساس الذي ظل الموارنة يشغلونه منذ استقلال البلاد. وقال مراقبون حينها إن السيد لعب دورا في الظل لإيصال لحود إلى رئاسة الجمهورية.
وعام 2000 ترأس اللجنة العسكرية اللبنانية في مفاوضات الانسحاب الإسرائيلي التي أشرفت عليهاالأمم المتحدة.
وخلال توليه مدير الأمن العام، تم اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005، واتهم شخصيا (السيد) بالتورط فيه، وكان بين أربعة قادة عسكريين تم اعتقالهم عام 2005 بناء على طلب المدعي الألماني ديتليف ميليس الذي قاد المراحل الأولى من التحقيق في الواقعة.
واستقال السيد من منصبه كمدير للأمن الوطني عام 2005 ، وكان ذلك قبل يوم واحد من انسحاب سوريا من لبنان في أبريل/نيسان 2005، ثم اعتقل في أغسطس/آب 2005، وقضى أربع سنوات في السجن قبل إطلاق سراحه، دون أن توجه إليه أي تهمة.
وفي ذروة نفوذه، كان السيد أحد أعمدة المنظومة الأمنية اللبنانية السورية المشتركة، وقال خصومه إنه أسكت أصوات معارضي الهيمنة السورية على لبنان، وساهم في رسم سياسات تلك الفترة جنبا إلى جنب كبار المسؤولين السوريين والزعماء اللبنانيين.
اصطف مع حزب الله بعد إطلاقه، ودخل في سجال مع الجهات المحسوبة على تيار قوى 14 آذار، أبرزهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.
وبعد غياب عن المشهد السياسي، عاد السيد ليعلن بداية مايو/أيار 2018 ترشحه للانتخابات البرلمانية في السادس من نفس الشهر، كمرشح مستقل في دائرة بعلبك-الهرمل (شرق).
وبينما دعم حزب الله ترشح اللواء السيد، كشفت صحف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة “أمل” لن يكونا مرتاحين للقرار، كما عبر رئيس الوزراء الحريري عن قلقه وأشار إلى أن السيد -دون أن يسميه- هو “مرشح (الرئيس السوري) بشار الأسد”.
وفي مقابلة سابقة له مع وكالة رويترز تحدى اللواء السيد خصومه، وأكد على مواقفه السياسية بقوله “أنا مستقل ولكني غير محايد. لدي قناعات سياسية صارمة تتعلق بتأييد المقاومة ومناهضة الحرب ضد سوريا ودولتها ونظامها ورئيسها”.
كما قال إنه “قادر على مواجهة أي من كان. وأنا أعرف أسرارهم وأعرف خباياهم وأعرف تاريخهم لأني كنت أعمل كما يجب في الدولة بالأمن والسياسة”.
وتقول رويترز إنه إذا نجح السيد في دخول البرلمان اللبناني فقد يصبح مرشحا محتملا لرئاسة مجلس النواب يوما ما خلفا لبري. وحسب قانون الانتخاب، فإن دائرة بعلبك-الهرمل لها عشرة مقاعد موزعة بين الطوائف الدينية تماشيا مع نظام تقاسم السلطة الطائفي القائم. وتذهب ستة من هذه المقاعد إلى الشيعة، واثنان إلى السنة ومثلهما إلى المسيحيين.