وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت على أرواح ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمس في غزة، باستشهاد عشرات المحتجين السلميين الذين خرجوا للتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وقد أدت المجزرة لاستشهاد 62 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2770، عندما خرج مئات الآلاف باحتجاجات سلمية في إطار مسيرة العودة، وإحياء للذكرى السبعين للنكبة وتنديدا بنقل السفارة الأميركية للقدس.
وقد استعرض المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ودعا للتنديد بأشد العبارات بالأعمال التي أدت إلى سقوط ضحايا في غزة، وقال إنه لا مبرر للقتل الذي حدث، مؤكدا أنه لا بد من أن تتوقف حلقة العنف في غزة وإلا فسينفجر الوضع، كما دعا لتجنب استهداف الأطفال.
وطالب ملادينوف إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية بتسهيل خروج الجرحى من غزة، مشيرا إلى أن المستشفيات في غزة تشهد أزمة متنامية خاصة في المواد الطبية الأساسية.
كما طالب عدد من أعضاء مجلس الأمن خلال كلماتهم بإجراء تحقيق محايد وشفاف في الأحداث التي شهدها القطاع.
وقالت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إن بلادها تؤيد إجراء تحقيق شفاف ومفتوح بشأن الأحداث التي وقعت في غزة.
كما أعربت عن تأييد بريطانيا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها طالبتها بأن تتحلى بضبط النفس وأن تتأكد من أن قواتها لا تستخدم القوة المفرطة.
وفي الجلسة دان مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي بشدة المجزرة التي وقعت في غزة، وأضاف -في كلمة له بمجلس الأمن- أن الانتهاكات الإسرائيلية ما كانت لتحدث لو أن مجلس الأمن تصدى لها.
وأعرب العتيبي عن استغرابه لعدم اعتماد مجلس الأمن مسودة البيان الصحفي الذي طرحته الكويت للتنديد بمجزرة غزة أمس، وأكد دعم بلاده لأي تحرك باتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا عجز مجلس الأمن عن التحرك لوقف المجزرة في غزة.
وأكد العتيبي على أن نقل البعثات الدبلوماسية للقدس مخالف للقرارات الدولية، مشيرا إلى أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وطالب بالاعتراف بدولة فلسطين وبعاصمتها، وقال سنوزع غدا مشروع قرار يطلب تأمين الحماية الدولية للفلسطينيين.
الاستهتار بالفلسطينيين
أما مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور فقد طالب بتحقيق دولي شفاف حول ما حدث في غزة، مشيرا إلى قبول الجانب الفلسطيني المسبق بنتائج التحقيق مهما كانت.
وقال “كنا ناشدناكم في السابق لمنع وقوع مجزرة إسرائيلية أخرى”، وقال مخاطبا المجلس “لماذا هذا الاستهتار بحياة الفلسطينيين؟ هل تقبلون أن يبقى مجلس الأمن مشلولا أمام أعمال الاحتلال المشينة؟ ففي حين يطالب 14 عضوا في مجلس الأمن بالتحقيق يعطله عضو واحد”.
واتهم منصور إسرائيل بتعمد استخدام أسلحة تقتل أو تخلف عاهات جسدية خلال مواجهتها للاحتجاجات التي شهدتها غزة أمس، وقال إن الاحتلال يستهدف أطفال فلسطين “لكسر الحياة في أنفسنا”.
كما اتهم واشنطن بتجاهل حساسية مدينة القدس وانتهاك القانون الدولي باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
أما مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون فاعتبر أن الفلسطينيين حاولوا بالقوة الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية من غزة، واعتبر أن حركة حماس منظمة إرهابية تختبئ وراء الأطفال لتحقيق أغراضها باستهداف إسرائيل، وتحرض الفلسطينيين على الإرهاب.
من جهتها حملت مندوبة أميركا في مجلس الأمن نكي هيلي حركة حماس المسؤولية عن سقوط الضحايا في غزة، على اعتبار أنها حثت المتظاهرين على الاقتراب من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، ورأت أن إسرائيل مارست ضبط النفس إزاء التطورات في غزة.
ونفت هيلي أن يكون العنف الذي تشهده الأراضي الفلسطينية مرتبطا بنقل السفارة الأميركية للقدس، معتبرة أن احتجاجات غزة قائمة على رفض وجود دولة إسرائيل.
وأكدت على أن القدس هي عاصمة إسرائيل وعاصمة الشعب اليهودي التاريخية.
المصدر : وكالات,الجزيرة