بغداد – أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي على تطابق وجهات النظر مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عقب اللقاء الذي جمعهما في العاصمة بغداد لبحث التحالفات بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة.
وتصدرت قائمة “سائرون” التي يقودها الصدر نتائج الانتخابات العراقية بحصولها على 54 مقعدا في البرلمان الجديد، إضافة إلى فوز قائمة “الفتح” بزعامة هادي العامري زعيم ميليشيات الحشد الشعبي، وفوز قائمة “النصر” التي يتزعمها حيدر العبادي.
وتجري مفاوضات مكثفة بين الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية لتشكيل تحالفات برلمانية تمكنها من تشكيل حكومة جديدة. والتقى العبادي بصورة مفاجئة مع زعيم التيار الصدري في العاصمة بغداد بعد تداول معلومات حول رفض العبادي زيارة النجف.
وقال بيان صادر عن مكتب العبادي إن رئيس الوزراء الذي التقى الصدر في بغداد أكد أن اللقاء مع الصدر “هو للعمل سوية من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة”
وأوضح البيان أنه جرى الاتفاق على أن “تكون الحكومة المقبلة قوية وتوفر الخدمات وفرص العمل وتحسين المستوى المعيشي ومحاربة الفساد”.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي إن اللقاء بين العبادي والصدر “شهد تطابقا في وجهات النظر بضرورة استيعاب الجميع”.
ودعا العبادي جميع الكتل السياسية إلى القبول بنتائج الانتخابات واتباع السبل القانونية للاعتراضات، كما دعا المفوضية إلى النظر بها .
وهنأ العبادي “الشعب العراقي بإجراء الانتخابات في موعدها مقدما شكره للقوات الأمنية التي قامت بواجبها بحماية الناخبين وحافظت على حياديتها”.
حكومة أبوية
أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن اللقاء مع العبادي هو رسالة اطمئنانية بأن الحكومة المقبلة ستكون أبوية وترعى كل الشعب من دون إقصاء لأحد.
وأضاف الصدر أن “اليد ممدودة للجميع ممن يبنون الوطن وان يكون القرار عراقيا”.
وشدد الصدر على أهمية الإسراع بتشكيل حكومة تراعي تطلعات أبناء الشعب العراقي. وقدم زعيم التيار الصدري الشكر للعبادي وبارك له النصر الذي حققته قائمة النصر في الانتخابات التشريعية.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت السبت فوز كتلة الصدر بالانتخابات البرلمانية. والصدر خصم قديم للولايات المتحدة ويعارض أيضا النفوذ الإيراني في العراق.
ولا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات، لكن فوز كتلته يمنحه وضعا قويا في مفاوضات اختيار من سيتولى المنصب. وحصلت كتلة “سائرون” التي يتزعمها على 54 مقعدا في البرلمان.
وجاءت في المرتبة الثانية كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري إذ حصلت على 47 مقعدا. ويتولى العامري، الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران، قيادة فصائل شيعية مسلحة.
وفي المرتبة الثالثة، جاء ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي وحصل على 42 مقعدا.
وأعلنت النتائج بعد أسبوع من تصويت العراقيين في انتخابات عامة خرجت بنتائج مفاجئة وكانت نسبة الإقبال على التصويت فيها منخفضة بشدة.
ويمثل فوز الصدر عودة مفاجئة لرجل دين سبق وتعرض للتهميش لسنوات من قبل خصوم مدعومين من إيران. ويمثل أداء كتلة الصدر توبيخا للنخبة السياسية التي يلقي بعض الناخبين باللوم عليها في تفشي الفساد واختلال الحكم.
وتعززت نتائج كتلة الصدر بفضل نسبة إقبال منخفضة إلى حد تاريخي قدرت الأسبوع الماضي بأنها 44.5 في المئة. وتعهد الائتلاف بمساعدة الفقراء وبناء المدارس والمستشفيات بعد أن تضررت البلاد من الحرب على داعش وعانت أيضا من تراجع أسعار النفط.
وقبل الانتخابات، أكدت إيران علنا أنها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم العراق. ولا يضمن الفوز بأكبر عدد من المقاعد للصدر اختيار رئيس الوزراء، إذ يجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على الترشيح.
ففي انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب الرئيس إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وألقى باللوم على طهران في ذلك.
ويجري الجنرال قاسم سليماني، قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني محادثات مع سياسيين في بغداد لتشجيعهم على تشكيل حكومة جديدة تحظى بموافقة إيران. ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لشهور. والتقى الصدر السبت مع سفراء تركيا والأردن وسوريا والكويت والسعودية.
وخلال الاجتماع دعا الصدر إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار. وذكر بيان صدر عن مكتبه أن لتلك الدول علاقات تاريخية وثقافية مع العراق. ويجب تشكيل الحكومة في غضون 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية.
العرب