تضارب الأولويات يلغي قمة ترامب – كيم

تضارب الأولويات يلغي قمة ترامب – كيم

واشنطن – ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة كانت مزمعة الشهر المقبل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في خطوة تعكس عدم انسجام شخصيتي الزعيمين، وتنهي جهودا طالت لأشهر كانت تتطلع الولايات المتحدة خلالها للتوصل إلى اتفاق بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وأدى غياب الثقة وعدم قدرة الزعيمين على اتخاذ خطوة إضافية يقدم بموجبها الجانبان تنازلات صعبة إلى تعقيد الموقف. وظهر ذلك جليا في حرب كلامية استمرت لأيام وتسببت في إحباط أكثر المتفائلين بنتائج هذه القمة.

وعدد هؤلاء المتفائلين كان محدودا على الدوام، إذ بات واضحا، منذ زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو السرية الشهر الماضي قبل توليه المنصب رسميا إلى بيونغ يانغ، أن المسألة برمتها تعاني من تضارب الأولويات بين الزعيمين.

فمساعي كيم كانت تقتصر على الانفتاح على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بحثا عن اعتراف دولي ببلاده وقبول بها كـ”قوة نووية” صارت أمرا واقعا لا مفر من إدماجها في النظام المالي العالمي. وجوهر هذه الاستراتيجية يتمثل في مساعي كيم الدائمة لإجبار الغرب على أخذه على محمل الجد.

ومنذ صعوده إلى الحكم عام 2011، عزز كيم من أنشطة بلاده النووية بشكل متسارع، وأجرى تجارب نووية في موقع يونغي ري، وآخرها أقوى تجربة على الإطلاق في سبتمبر العام الماضي، والتي قالت بيونغ يانغ إنه تمت خلالها تجربة قنبلة هيدروجينية. وأعلنت بيونغ يانغ أنها فككت موقع التجارب النووية.

لكن مراقبين كثر في الغرب يقولون إن هذه الخطوة هامشية، إذ انتهت الحاجة إلى الموقع بعدما “أنهت كوريا الشمالية المهمة”.

وعلى ما يبدو شعرت إدارة الرئيس ترامب بمحاولة بيونغ يانغ “التلاعب بها”. وارتفع سقف طموح الرئيس الأميركي، الذي لا يملك أي خبرة سياسية سابقة، ووصل إلى إمكانية تسليم كوريا الشمالية لبرنامجها النووي بالكامل.

لكن لا يوجد سبب محدد من الممكن أن يدفع كيم إلى الإقدام على هذه الخطوة المجانية، وأن يسلم الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يشكل ضمانة لبقاء نظامه في الحكم للولايات المتحدة.

ولطالما مثل مصير الزعيمين السابقين العراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي هاجسا كبيرا بالنسبة لكبار المسؤولين في كوريا الشمالية، إذ يؤمن الكثير منهم بأن سقوط النظامين جاء نتيجة “عدم امتلاكهما أسلحة نووية”.

ولم تكن المغريات الاقتصادية، خصوصا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الكوري الشمالي بعد انضمام الصين لبرنامج العقوبات الغربي، كافية لإقناع كيم بالدخول للمفاوضات. وهددت كوريا الشمالية على مدار الأيام السابقة مرارا بإلغاء القمة مع ترامب.

العرب