بغداد – ذكرت مصادر وثيقة الصلة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن قائمة “سائرون” التي يدعمها توشك على تحقيق تفاهم واسع مع القوى الفائزة في الانتخابات العراقية العامة، لتشكيل “تيار الأغلبية الوطنية”، الذي سيضم قوائم تمتلك أكثر من 200 نائب في البرلمان القادم، المكون من 329 كرسيا.
وأبلغت المصادر “العرب” بأن الوفد التفاوضي الممثل لقائمة “سائرون”، أنجز تفاهما أوليا مع وفدي القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، لتشكيل “تيار الأغلبية الوطنية” داخل البرلمان، مؤكدة أن “مفاوضات جادة تدور الآن بين ممثلين عن هذا التفاهم الثلاثي وقائمتي النصر بزعامة حيدر العبادي والفتح بزعامة هادي العامري، لتوسيع تيار الأغلبية الوطنية تحت قبة البرلمان القادم”.
وأضافت أن “سائرون والوطنية والحكمة ستفتح خطوط تفاوض مباشرة خلال الأيام القليلة القادمة مع مسعود البارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف القرار بزعامة خميس الخنجر، للتفاهم والتنسيق”.
ولكن المصادر المقربة من الصدر تنفي توقيع أي اتفاق على تشكيل الكتلة الأكبر، لأن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه من دون مصادقة القضاء على نتائج الانتخابات التي جرت في الثاني عشر من مايو.
ومع ذلك، تؤكد المصادر أن “أطراف التفاهم، الذي يمتد من كونه ثلاثيا، ليصبح سباعيا، واثقة من أن إجراءات العد اليدوي التي سيطبقها القضاء للتأكد من نزاهة الانتخابات، لن تؤدي إلى تغيير نتائجها العامة”.
ويقول القيادي في تيار الحكمة، رعد الحيدري، إن “سائرون” و”الوطنية” و”الحكمة”، وقعت “اتفاقا على المبادئ الأولية لتشكيل تحالف بين القوى الثلاث”، مؤكدا “استمرار المفاوضات مع ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري”.
وأبلغ قيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي “العرب” بأن رئيس الوزراء السابق، المدعوم من إيران، “توصل إلى تفاهمات مشابهة لتلك التي يتحدث عنها الصدريون، ولكنه لن يعلن عنها قبل حسم مصير النتائج”.
ويقول إن “الإسراع في الإعلان عن التفاهم الثلاثي بين الصدر وعلاوي والحكيم، يأتي لاستباق حراك يقوده المالكي، لتشكيل الكتلة الأكبر، ويبدو أن هناك من منح زعيم ائتلاف دولة القانون تعهدا بالتحالف معه”.
ويضيف القيادي أن “الحديث عن مفاوضات جادة بين سائرون والفتح، لا يمكن الركون إليه”، مؤكدا أن “الفتح لا يمكن أن يمضي إلى التحالف مع أي طرف آخر من دون التنسيق مع ائتلاف دولة القانون”، في إشارة إلى المظلة الإيرانية التي توجههما معا.
ولكن قياديا بارزا في التيار الصدري أبلغ “العرب” بأن “التفاهم الثلاثي هو نتيجة مفاوضات استمرت لأسابيع، وليست له علاقة بإجراءات الطعن في نتائج الانتخابات”.
العرب