رفرف علم النظام السوري اليوم الخميس لأول مرة منذ نحو سبع سنوات في الجزء الخاضع للمعارضة السورية المسلحة من مدينة درعا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الروس وفصائل من الجيش الحر.
وبثت وكالة الأنباء السورية صورا تظهر رفع العلم فوق سارية قرب مركز البريد في درعا البلد الواقعة في القسم الجنوبي من المدينة بحضور مسؤولين مدنيين وعناصر من الجيش، كما رُفع العلم من قبل مجلس بلدية درعا قرب المسجد العُمَري الذي انطلقت منه الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد عام 2011.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن عربات لقوات النظام السوري دخلت معقل المعارضة في درعا برفقة مدرعات للشرطة العسكرية الروسية، فضلا عن صحفيين من وسائل الإعلام الرسمية.
وتزامن رفع علم النظام السوري مع لقاء جديد بين ضباط روس وقادة من المعارضة المسلحة في درعا البلد بشأن تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مؤخرا، والذي يشمل بالإضافة إلى درعا البلد أحياء طريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع، وفق الوكالة السورية.
ويشمل الاتفاق تسليم السلاح، وانتشار الشرطة العسكرية الروسية، ومغادرة نحو ألف من مسلحي المعارضة الرافضين للتسوية وعائلاتهم إلى الشمال السوري.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الناشط أحمد المسالمة قوله إن مقاتلي المعارضة في مدينة درعا قبلوا “العفو العام”، وتقدر تقارير عدد هؤلاء المقاتلين بنحو ألفين.
وقبل درعا البلد رُفع علم النظام السوري في بلدات عدة بريف المحافظة انخرطت في ما تسمى المصالحات بموجب الاتفاق نفسه، وقد تمكنت قوات النظام السوري بعد عملية عسكرية بإسناد روسي من استعادة معظم المناطق التي كانت خاضعة للجيش الحر، بما في ذلك أغلب الشريط الحدودي مع الأردن.
وكانت المعارضة السورية اتهمت قوات النظام السوري بخرق الاتفاق من خلال اقتحام بلدات قبلت بمبدأ المصالحة وإعادة مؤسسات الدولة بالمدينة إليها.
في الوقت نفسه، قالت مصادر للجزيرة إن “جيش خالد بن الوليد” الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية سيطر على بلدة حيط في منطقة “حوض اليرموك” بريف درعا الغربي. وتشير تقارير إلى أن عناصر هذا التنظيم يمنعون نحو ثلاثين ألف مدني من النزوح.
مأساة النازحين
على صعيد آخر، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن 210 آلاف نازح سوري في جنوبي سوريا بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية.
ودعت المنظمة إلى السماح بالوصول إلى هؤلاء النازحين الذين فروا من الهجوم الذي بدأته قوات النظام السوري قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.
وأشارت إلى أن ظروف هؤلاء النازحين بالغة السوء حيث لا توجد مستشفيات أو خدمات أساسية، في حين تصل درجات الحرارة نهارا إلى 45 درجة مئوية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه في ظل الحرارة العالية توفي ما لا يقل عن 15 نازحا بينهم 12 طفلا الأسبوع الماضي بسبب الجفاف وأمراض ناجمة عن تلوث المياه.
ووفق المنظمة، فإن ثلاثة من أربعة مستشفيات ومراكز صحية عامة في درعا وفي محافظة القنيطرة المتاخمة لها مغلقة أو لا تعمل بكامل طاقتها. وكانت الأمم المتحدة أكدت مؤخرا نزوح نحو 320 ألفا من سكان درعا، وفر بعض هؤلاء النازحين إلى القنيطرة عند خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل.
المصدر : الجزيرة + وكالات